مشكلات القارة الإفريقية أكثر من أن تُحصى، والمعاناة دائماً ما تكون هي سيدة الموقف حيث تكثر النزاعات والحروب وتنتشر الأمراض والأوبئة والمرأة الإفريقية ليست معزولة عن مأساة القارة، فهي تمثّل مشكلة كبيرة في حدّ ذاتها؛ حيث تعاني أوضاعاً سيئة ، وتشهد تدنياً في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد.. حتى على مستوى الدراسات والبحث العلمي والأكاديمي نجد تهميشا وتجاهلا كبيرا .
وحتى تلك الدراسات التي أجريت على قلتها فقد تمت معظمها خلال فترات الاحتلال ولأهداف استعمارية ، وبعد رحيل المستعمر ظلت معظم الدراسات التي تتناول المرأة الإفريقية وترسم صورتها تنطلق من منطلقات ثقافية مغايرة وتعتمد في تقيمها لواقع المرأة الإفريقية على قيم نفعية وليدة مجتمع وحضارة وتاريخ وفلسفة مغايرة تماما وأصبحت هذه القيم هي الإطار المعياري الذي يتم التحاكم إليه لتقييم واقع المرأة الإفريقية .
وكان من نتاج ذلك أن اتجهت هذه الدراسات للاهتمام بمشاكل بعيدة كل البعد عن حقيقة المشكلات التي تعاني منها النساء في القارة السمراء، على نحو مشكلات زواج الصغيرات والتمكين السياسي و وحقوق الممارسات الجنسية ، واتجهت الجهود الدولية والمحلية ودعم المنظمات الإقليمية في هذا الإطار ، في حين أن المرأة الأفريقية في كثير من البلدان تموت من الجوع والبرد وتتعرض للانتهاك والاغتصاب جراء الحروب وتعيش حياة قاسية بلا مأوى دون أن تجد من يدافع عنها ويمد يد العون لها، لذلك فإننا ندعو الساسة والباحثين والمهتمين بالشأن الحقوقي وقضايا المرأة إعادة النظر إلى مشاكل المرأة في ضوء الواقع الذي تحياه والمرأة في إفريقيا.