كشفت نائبة الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، حنان مرسي، عن الركائز الثلاث اللازمة لإفريقيا من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وذلك بمناسبة المؤتمر الـ56 لوزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية، المنعقد حاليًا في فيكتوريا فولس بزيمبابوي.
وقالت مرسي التي اختتمت اجتماع الخبراء المحضر لهذا اللقاء القاري، إن سبيل إفريقيا إلى التنمية المستدامة تقوم على ثلاثة عناصر أساسية.
وبيّنت أنه “… في البداية، يجب علينا معالجة مسألة التمويل والاستثمار من أجل جذب المزيد من التمويل الميسر ومنخفض التكلفة إلى القارة من خلال إصلاح الهيكل المالي العالمي”، مشيرة إلى أن “ذلك يتطلب أيضًا تقليل المخاطر المرتبطة بالمشاريع من أجل جذب استثمارات القطاع الخاص اللازمة لزيادة حصة القطاع الخاص الزهيدة في إفريقيا والتي لا تتجاوز 14 في المائة”.
وتابعت أنه على المستوى الإقليمي، يجب على الدول تحويل مقدراتها وأفكارها إلى أفعال من خلال مشاريع ملموسة قابلة للتمويل، مشددة على أن نجاح المبادرات والمقاربات الإقليمية “يعتمد بشكل كبير على قدرتنا على التنفيذ الفعال لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية”.
وشددت على أنه على هذا النحو، يجب على البلدان مواصلة تعزيز إنشاء سلاسل القيمة الإقليمية في القطاعات الحيوية مثل المعادن والبطاريات والمركبات الكهربائية، وأنظمة الغذاء والطاقة والتكنولوجيا.
وفي هذا الصدد، نبهت إلى أن “التعاون الإقليمي يمكن أن يعزز تصميمنا المشترك على تشجيع التنويع الاقتصادي والتصنيع والتجارة البينية في المنطقة، من أجل تحفيز التحول الإيجابي في جميع أنحاء قارتنا”. وطالبت باتخاذ إجراءات على المستوى الوطني مثل خلق بيئة مواتية وأطر سياسية وتنظيمية مناسبة.
وأشارت المسؤولة الإفريقية إلى أن ذلك “يتضمن تحسين الإيرادات والإنفاق الحكومي، وتبسيط عمليات التصاريح والموافقة المطولة، ومعالجة اللوائح المبهمة وعدم اتساق السياسات، ومراقبة استخدام الإيرادات والإبلاغ عنها بشكل صحيح والمواءمة مع الأولويات الاستراتيجية على المدى المتوسط والطويل”.
وينعقد مؤتمر وزراء المالية الأفارقة الذي انطلقت أعماله يوم الأربعاء باجتماع الخبراء، تحت شعار “تمويل التحول إلى اقتصادات خضراء شمولية في إفريقيا: الواجب والممكن ووسائل العمل”. ويهدف إلى بذل المزيد من الجهود وتعزيز العمل لتعبئة التمويل الأخضر والتنموي.
ويتمثل هدف المؤتمر في تمكين تحول القارة نحو اقتصادات خضراء قادرة على الصمود في وجه التغير المناخي، وقادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 وأهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063: “إفريقيا التي نريدها”.
وناقش الوزراء الأفارقة، خلال مؤتمرهم، إمكانيات العمل في إصلاح الهيكل المالي العالمي، وتحفيز مشاركة القطاع الخاص، واستكشاف أدوات التمويل المبتكرة، وتنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وتعزيز مبادرات التعاون.
يُذكر أن مؤتمر الوزراء الأفارقة للمالية واحد من أهم منتديات الحوار وتبادل وجهات النظر بين الوزراء الأفارقة المسؤولين عن المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية ومحافظي البنوك المركزية حول القضايا المتعلقة ببرامج تنمية إفريقيا.
وكالة بانا برس