قال الرئيس التشادي المؤقت محمد إدريس ديبي، إنه يعتزم خوض السباق الرئاسي الذي طال انتظاره هذا العام.
وأعلن ديبي، مخاطبا أنصاره ومسؤولي الدولة، ترشحه للانتخابات التي تجرى من مايو إلى يونيو في خطاب لم يشر إلى مقتل ديلو أو اعتقال عمه. وقال “بمزيج من الشرف والتواضع والمسؤولية والامتنان أقبل هذا الترشيح”.
ووعد ديبي في البداية بمرحلة انتقالية مدتها 18 شهرا لإجراء انتخابات بعد أن استولى على السلطة في عام 2021، عندما قُتل والده الذي حكم لفترة طويلة في اشتباكات مع المتمردين. لكن حكومته اعتمدت لاحقا قرارات أجلت الانتخابات حتى عام 2024 وسمحت له بالترشح للرئاسة. وأدى تأجيل الانتخابات إلى اندلاع احتجاجات قمعتها قوات الأمن بعنف، مما أسفر عن مقتل نحو 50 مدنيا.
وجاء تأكيد ديبي في نهاية أسبوع فوضوي شهد مقتل السياسي المعارض يايا ديلو بالرصاص في العاصمة نجامينا، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى التعبير عن قلقه العميق. وكشفت وفاة ديلو يوم الأربعاء في ظروف متنازع عليها عن مزيد من الانقسامات داخل النخبة الحاكمة في وقت حساس سياسيا حيث تستعد الدولة الواقعة في وسط أفريقيا للعودة الموعودة إلى الحكم الديمقراطي عبر صناديق الاقتراع.
وقالت الحكومة التشادية إن ديلو قتل في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن واتهمت أعضاء في حزبه بمهاجمة وكالة الأمن الداخلي. وأكدت الحكومة، اعتقال عم ديبي، الجنرال صالح ديبي إتنو، في أعقاب أحداث الأربعاء، وكان إيتنو قد انشق مؤخرًا وانضم إلى حزب ديلو الاشتراكي بلا حدود
وقال المتحدث باسم الحكومة عبد الرحمن كلام الله: “لقد اتهمه المدعي العام الآن وحياته ليست في خطر”، دون أن يحدد التهم التي يواجهها إيتنو. ووصفت جماعة جبهة التغيير والوفاق التشادية المتمردة في تشاد وحزب المؤتمر الوطني للديمقراطية والتنمية المعارض وفاة ديلو بأنه اغتيال. وقال حزب URT المعارض إن ديلو “عارض ديمقراطيا المسار الخطير للانتقال العسكري في تشاد”.
وقال الاتحاد في بيان يوم الجمعة إن الأحداث الأخيرة كانت “تحركا خطيرا ومتعمدا لإسكات المعارضة السياسية”. وفي وقت لاحق من يوم السبت، أعربت الخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي عن قلقها العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة في نجامينا، ودعت إلى الكشف عن الحقائق والمسؤولين عنها “بطريقة موثوقة ومستقلة”. وقالت إن “هذه الأحداث تقوض الجهود اللازمة لضمان انتقال شفاف وتعددي وشامل وسلمي”.
وعبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد عن أسفه “العميق إزاء استخدام العنف الذي أدى إلى قتلى وجرحى في تشاد”. وأكد الدبلوماسي التشادي في بيان له “مبدأ الاتحاد الإفريقي الثابت، وهو التسوية السلمية للنزاعات”، كما حث مختلف الأطراف التشادية على “حوار شامل يجمع كل القوى السياسية والاجتماعية، والمدنية والعسكرية، من أجل مستقبل مستقر وديمقراطي، وازدهار مشترك”.
ومن ناحيته، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في وسط إفريقيا، عبدو أباري، إنه يدعو للهدوء وضبط النفس في تشاد بعد أعمال العنف وإطلاق النار في العاصمة أنجامينا مما يثير مزيدا من المخاوف. وقال عبدو أباري، في بيان، إنه يتابع “بقلق بالغ” الأحداث التي تشهدها البلاد. وأكد أباري مجددًا أنه ومنظومة الأمم المتحدة عموما، على استعداد لمواصلة دعم جهود الحكومة والشعب التشاديين لضمان تنظيم عملية انتخابية سلمية وشاملة وذات مصداقية.
وفي شأن متصل، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى إجراء “تحقيق مستقل مدعوم من الخارج” في مقتل المعارض يايا ديلو جيرو، ابن عمة الرئيس الانتقالي محمد ديبي إتنو قبل موعد الانتخابات المقررة في 6 من مايو المقبل. وأوضحت المنظمة في بيان لها أن “مقتل مرشح رئاسي محتمل خلال هجوم شنته قوات الأمن التشادية على مقر حزب معارض، يثير مخاوف بشأن الأجواء التي ستكون عليها الانتخابات”.
وأضافت المنظمة الحقوقية في بيانها أنها “اطلعت على صور عدة أرسلها مصدر موثوق مقرب من ديلو تظهره مقتولا برصاصة واحدة في الرأس”. وأبرز مدير المنظمة بوسط إفريقيا لويس مادج أن “الظروف المحيطة بمقتل يحيى ديلو غير واضحة، لكن مقتله العنيف يبرز الأخطار التي يواجهها السياسيون المعارضون في تشاد، خصوصا مع اقتراب الانتخابات”.