قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن أنتوني بلينكن حث الرئيس السنغالي ماكي سال على إعادة التقويم الانتخابي والجدول الزمني للانتقال الرئاسي في السنغال، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية بعد مكالمة بين الزعيمين.
وأثار بلينكن في المكالمة “مخاوف جدية” بشأن الوضع السياسي الحالي في السنغال بعد إجراءات تأجيل الانتخابات الرئاسية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في تصريح صحفي، إن بلينكن جدد التعبير عن قلقه “حيال الوضع” بالسنغال، ودعا لإجراء انتخابات “كما هو مقرر، وفي وقت سريع”.
وأعربت الأمم المتحدة الثلاثاء عن قلقها من التوتر في السنغال وحضت على فتح تحقيق في سقوط ثلاثة قتلى خلال الاحتجاجات. وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل “نشعر بقلق عميق حيال الوضع المتوتر في السنغال” منددة بالتقارير عن “الاستخدام المفرط وغير الضروري للقوة بحق المحتجين والقيود على الفضاء المدني”.
ومن جانبه شدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش على “وجوب” احترام حق السنغاليين في التظاهر السلمي، بعدما منعت السلطات السنغالية مسيرة للمجتمع المدني، وقطعت خدمة الأنترنت عن الهواتف المحمولة للمرة الثانية خلال هذا الشهر.
وقال ستيفان دوجاريك إن غوتيريش يؤكد على أن “من الأهمية بمكان احترام حق جميع السنغاليين في التظاهر السلمي، وأن تحترم قوات الأمن هذا الحق ولا تستخدم القوة الفتاكة”، مطالبا بمعالجة الأزمة “بسبل دستورية”.
وضمن ذات السياق، قال كريستوف لوموان مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في بيان إن فرنسا “تكرر دعوتها السلطات إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت، بموجب الدستور السنغالي، وضمان الحريات العامة”. وأضاف المسؤول الفرنسي أن باريس “تشجع جميع الفرقاء السنغاليين على إعطاء الأولوية للحوار والحفاظ على التقليد الديمقراطي قديم العهد في السنغال”.
ومن جهتها، طالبت منظمة العفو الدولية السلطات السنغالية بإجراء تحقيق “سريع ودقيق ومستقل ومحايد وشفاف وفاعل، حول استخدام القوة الفتاكة ضد المتظاهرين”. وتحدثت المنظمة عن أن 271 شخصا على الأقل اعتقلوا يومي الجمعة والسبت الماضيين، على خلفية التوتر الذي تشهده البلاد، إثر تأجيل الانتخابات.
وحظرت السلطات في السنغال الثلاثاء مظاهرة دعت إليها المعارضة احتجاجا على إرجاء الانتخابات. وكان عبدو خافور كانجي، المتحدث باسم مجموعة “لنحم انتخاباتنا”، قد دعا السنغاليين إلى المشاركة في مظاهرة سلمية لتجديد احتجاجهم على قرار إرجاء الانتخابات الرئاسية وتمديد ولاية الرئيس ماكي سال.
وتحدثت وسائل إعلام عن محادثات لإحياء الحوار مع المعارضة، بما في ذلك المناهض للنظام عثمان سونكو الذي واجه السلطة لأكثر من عامين قبل أن يُسجن في عام 2023. ولفتت بعض وسائل الإعلام الى إمكان صدور عفو قد يشمل سونكو ومعاونه باسيرو ديوماي فاي المسجون أيضا منذ عام 2023، والأشخاص الذين سُجنوا خلال اضطرابات مارس 2021 يونيو 2023.
وأدى التأجيل المفاجئ للتصويت من 25 فبراير إلى ديسمبر إلى دخول السنغال في أزمة وتكثيف رد الفعل العنيف ضد ما يعتبره الكثيرون محاولة لتمديد ولاية سال وتهديدًا لإحدى الديمقراطيات المتبقية في غرب إفريقيا التي تشهد انقلابات.