أيد الرئيس الكيني وليام روتو خطة إيطاليا للتعاون الوثيق مع إفريقيا قائلا إنها دليل على أن أوروبا تأخذ القارة على محمل الجد رغم الانتقادات بشأن التمويل الأولي المحدود.
وقال روتو إن ما يسمى بخطة ماتي، التي سميت على اسم المؤسس الراحل لشركة الطاقة الإيطالية العملاقة إيني، تمثل بداية جيدة. وأضاف قائلا: “كل رحلة تبدأ بخطوة واحدة بسيطة. وأعتقد أن الخطوة الأكثر أهمية قد تم اتخاذها، وهي أننا نعيد ضبط علاقتنا مع إيطاليا كقارة”.
وقال الزعيم الكيني إن الأمر مهم بشكل خاص نظرا لأن إيطاليا تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع (G7)، مضيفا أنه واثق من أن ميلوني ستفي بتعهدها بتعزيز المصالح الأفريقية خلال رئاستها.
وأضاف “الحديث حول إفريقيا كان صراعا ومرضا وحربا. والآن تغير الأمر. إنها فرص واستثمار وسوق وحلول”، نافيا أي شكوك حول الاستقرار المالي في بلاده.
وقال روتو “الأمر لا يتعلق بالمال فحسب. إنه يتعلق بالعلاقة”، مضيفا أن أوروبا بدأت تستيقظ على الإمكانات الهائلة لإفريقيا، التي تمتلك أكبر موارد الطاقة المتجددة في العالم وثلثي أراضيها الصالحة للزراعة. وقال “إن الاجتماع لخص تفكيرا جديدا ليس فقط في إيطاليا، بل في أوروبا والعالم، بشأن مكانة إفريقيا كقارة”.
وكشفت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، الاثنين، عن مبادرة طال انتظارها تهدف إلى مساعدة الدول الإفريقية على الازدهار مقابل الحد من الهجرة غير الشرعية، وذلك بضخ مبلغ مبدئي قدره 5.5 مليار يورو (5.96 مليار دولار) في الخطة.
وقد سخر بعض المنتقدين من صغر حجم العديد من المشاريع، في حين انتقد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ميلوني علنا لعدم إجراء مشاورات على نطاق أوسع بشأن الأولويات مسبقا.
وواجه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد مضيفيه الإيطاليين يوم الاثنين بتصريحات حادة اللهجة في افتتاح القمة في مجلس الشيوخ الإيطالي.وقال لميلوني: “نحن لسنا متسولين، طموحنا أعلى بكثير، نريد نقلة نوعية لنموذج جديد للشراكة يمكن أن يمهد الطريق نحو عالم أكثر عدالة وتماسكا”. وقال “يمكنكم أن تفهموا جيدا أنه لم يعد بإمكاننا الاكتفاء بمجرد الوعود التي لا يتم الوفاء بها في كثير من الأحيان”.
واتهمها خصوم ميلوني السياسيون المحليون بخداع ضيوفها، قائلين إن الكثير من الأموال التي تعهدت بها تم الإعلان عنها مسبقًا. وقال دافيد فاراوني، زعيم حزب “إيطاليا تحيا”، “لا يوجد شيء جديد في خطة ماتي، فقط التمويل المقدم بالفعل في الماضي والمشاريع التي بدأت منذ فترة طويلة تحت اسم آخر”. ومن بين الـ5.5 مليار يورو التي تعهدت بها ميلوني، جاء نحو ثلاثة مليارات يورو من صندوق دولي للمناخ أنشئ في عام 2021، في حين ستأتي الأموال الأخرى في شكل ضمانات عامة وليس أموالا نقدية لمشاريع على أرض الواقع.