أجرى الرئيس الرواندي، بول كاغامي، يوم الثلاثاء في مدينة دافوس السويسرية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، ركزت على كيفية الدفع قدما بجهود تهدئة التوترات في شرق الكونغو الديمقراطية.
وأفاد بيان نشره الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن بلينكن جدد التأكيد على ضرورة أن يتخذ الفاعلون خطوات ملموسة لمعالجة الوضع.
وأكد بلينكن، في تصريحات قبل اللقاء، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل بكل الوسائل الممكنة لدعم الجهود المبذولة، خاصة من قبل أنغولا وكينيا، من أجل الارتقاء بتسوية سلمية للخلافات وتجنب الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية.
ونقل البيان عن رئيس الدبلوماسية الأمريكي قوله “أُثمن كثيرا العمل المنجز، سيما خلال الأشهر القليلة الماضية، ودوركم القيادي في محاولة إيجاد تسوية إيجابية وسلمية”.
من جانبه، قال الرئيس الرواندي “أتطلع بالتالي إلى محادثاتنا للنظر كيف يمكننا اتخاذ المزيد من الخطوات لمواصلة الجهود الرامية لوضع حد للنزاع”.
وقال الجيش الكونغولي، مساء أمس الثلاثاء إن الجندي الذي قتل والجنديين الآخرين اللذين أسرهما الجيش الرواندي وجدوا أنفسهم على الأراضي الرواندية “عن غير قصد” يوم الثلاثاء بينما تحدث الجيش الرواندي عن “استفزاز”.
وفي شأن متصل، أعلن المتحدث باسم الجيش الكونغولي، الجنرال سيلفان إيكينج، خلال مؤتمر صحفي في كينشاسا، أن ثلاث جنود عبروا الأراضي الرواندية عن غير قصد يوم الثلاثاء 16 يناير 2024 في حوالي الساعة 10 صباحًا، مضيفا أن “أحدهما أسقطته قوات الدفاع الرواندية وأسرت الاثنين الآخرين”.
وقال: “إن هذا الوضع للجنود الكونغوليين أو الروانديين المفقودين والقبض عليهم على الأراضي الرواندية أو الكونغولية أمر متكرر”، مضيفًا أنه “في كل مرة، يتم دائمًا استدعاء آلية التحقق المشتركة لإعادتهم إلى وطنهم”.
وكان الجيش الرواندي قد زعم في وقت سابق من يوم الثلاثاء أن دورياته فتحت النار على الجندي الكونغولي عندما “بدأ الأخير في إطلاق النار على الدوريات”. وقال الجيش الرواندي إن الجنود الكونغوليين “كان بحوزتهم بندقية من طراز AK-47 وأربع مخازن عيار 105 طلقة وسترة واقية وأكياس من القنب”.
ويأتي هذا الحادث فيما أعلن الجيش الكونغولي، الثلاثاء، بدء عمليات مشتركة مع قوات من دول الجنوب الإفريقي، خاصة جنوب إفريقيا، ضد متمردي حركة إم23 (حركة 23 مارس) الذين يسيطرون على اثنتين من أقاليم شمال كيفو الستة. مقاطعة (شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية) التي تشترك في حدود طويلة مع رواندا.
وانتكست العلاقات بين الدولتين مرة أخرى منذ عام 2021 مع استئناف القتال من قبل متمردي إم23 الذين هزمهم الجيش الكونغولي في عام 2012 بدعم من الخوذ الزرق التابعة لبعثة الأمم المتحدة (مونوسكو).
وتتهم كينشاسا كيجالي بدعم المتمردين. وهو تأكيد يؤكده تقريران للأمم المتحدة يؤكدان أيضاً التصادم بين الجيش الكونغولي ومتمردي الهوتو الروانديين الذين لجأوا إلى شرق الكونغو بعد الإبادة الجماعية عام 1994 في بلادهم.