قراءات إفريقية :
قتل الداعية الإسلامي الأوغندي البارز الشيخ راشد عبده أفولا ، إمام مسجد بلال في مدينة مبالي ومدير معهد نكالوكي العلمي ، الساعة التاسعة مساء ، ليلة الخميس ، الموافق 12 من مايو 2015م، برصاص مسلحين أثناء عودته إلى منزله .
والشيخ أفولا هو خامس قيادي إسلامي يقتل في أوغندا بنفس الطريقة خلال أشهر الماضية ، الأمر الذي آثار حالة من الاستياء في الأوساط الإسلامية ، متهمين الشرطة بالتقصير في حماية القيادات الإسلامية.
ومات أفولا ، البالغ من العمر 47 عاما ، في الطريق أثناء نقله إلى المستشفى ، في أعقاب الهجوم الإجرامي.
واعتقلت الشرطة تسعة أشخاص يشتبه في علاقتهم بالحادث ، و لم يوجه الاتهام إلى أي منهم، وتشير مصادر في الشرطة المحلية إلى أن بعض المعتقلين هم من الأفراد القريبين لأفولا.
وقال المتحدث باسم الشرطة فريد اينانجا إن من بين المقبوض عليهم شقيق القتيل.
وذكرت مصادر في الشرطة أن منفذوا الهجوم ربما يكونوا جماعة منظمة حيث تم تنفيذ بشكل دقيق ومنظم ، من قبل عناصر تستقل دراجات نارية.
هذا ولم تتبن أي جهة مسئوليتها عن الحادث .
المجلس الأعلى لمسلمي أوغندا يدين الحادث:
وقد أدان المجلس الأعلى لمسلمي أوغندا (UMSC) في بيان ، مقتل الشيخ افولا، الذي وصفوه بأنه “كان أحد أعضاء المجلس النشطين والمتفانين في خدمة دينه ووطنه بشتى الطرق والوسائل “.
وأضاف البيان أن الشيخ أفولا ، خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية ، عرف عنه جهوده في دعم الأيتام وفقراء المسلمين ، والحرص على نشر وتعليم العقيدة الإسلامية في المجتمعات الإسلامية في أوغندا ، كما عرف بحرصه على دعوة غير المسلمين ونشر الإسلام .
(اطلع على النص الأصلي للبيان على هذا الرابط :
http://umsccommunications.blogspot.com/2015/05/another-prominent-muslim-cleric-murdered.html )
مقتل عدد من الدعاة:
يذكر أن الداعية الإسلامي الشيخ مصطفى باهيجا ،قد قتلى في ديسمبر من العام الماضي، أثناء تواجده في مسجد بويباجا الواقع على طريق عنتيبي حيث كان قد ذهب للصلاة، كما قتل الشيخ عبد القادر موايا ، أحد القيادات الدينية الشيعية ، أسفل منزله في حي ماييوجي.
وفي عام 2012 تم إطلاق النار على اثنين من الزعماء المسلمين البارزين، وهما الشيخ عبد الكريم سسانتومي والشيخ أبو بكر كاووي بطريقة مماثلة.
واتهمت الشرطة الأوغندية جماعة “القوات الديمقراطية المتحالفة” بقيادة جميل موكولو ، الذي اعتقل مؤخرا في تنزانيا، بالوقوف وراء هذه الحوادث.. فمن هي هذه الجماعة ؟.
القوات الديمقراطية المتحالفة
تأسست القوات الديمقراطية المتحالفة – الجيش الوطني لتحرير أوغندا. (ADF) فى أوغندا فى عام 1995 وانتقلت لاحقا الى الكونغو، حيث ارتكبت مجزرة ضد أكثر من 300 شخص فى بينى وبالقرب منها العام الماضي.
وهي مجموعة من المتمردين المعارضين للحكومة الأوغندية ويتم تصنيفها كمنظمة إرهابية. ويقع مقرها في غرب أوغندا مع قواعد خلفية في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبدأت كمجموعة صغيرة في سلسلة جبال روينزوري الغابات على طول الحدود في عام 1996، ولكن توسعت أنشطتها على مدى السنوات القليلة التي تلت ذلك. اعتبارا من عام ، 2004. حيث بدأت في شن هجمات متزايدة داخل كل من أوغندا والكونغو .
وكان جيش الكونغو ـ بدعم من قوات الأمم المتحدة ـ قد أطلق عملية عسكرية باسم “سوكولا” (تطهير) واعدين مرّة أخرى بهدم معسكرات المتمرّدين الواقعة منذ نحو 20 عاما على سفوح السلسلة البركانية في رونزوري.
وبعد تسعة أشهر أعلن جيش الكونغو تفكيك القواعد الرئيسية للقوّات الديمقراطية المتحالفة، ولا تضمّ خليتهم الرئيسية الآن سوى نحو مائة رجل ولكن الهجمات الأخيرة التي شهدتها الكونغو وأوغندا بيّنت أن بيانات النصر الّتي صدرت عن الجيش كانت مندفعة.
ما تكشفه الهجمات التي شنتها هذه القوات مؤخرا ، أن الصراع في أوغندا، الذي ورثت فيه هذه الجماعة، “القوات الديمقراطية المتحالفة – جيش تحرير أوغندا”، والتي أدرجتها الولايات المتحدة ضمن المنظمات الإرهابية، منذ تغيرت أيديولوجيا نوعاً ما، من الحالة “الإثنية” إلى “الدينية” ، قد أخذ منحى متصاعداً من ترتيب الأوراق والأولويات في هذا الصراع المطمور إعلامياً، فهناك على ما يبدو في أوغندا، وميض تحت رماد الاستقطاب الديني والقبلي، يجد طريقه للاضطرام.