عفاف ممدوح
باحثة دكتوراه في العلوم السياسية – كلية الدراسات الإفريقية العليا – جامعة القاهرة
تُعد ظاهرة التغيُّر المناخي وتأثيراتها السلبية من بين أهم الظواهر الطبيعية انتشارًا على المستوى الجغرافي؛ إذ شهد المجتمع الدولي تغيرات مناخية وبيئية حادة، وذلك منذ النصف الثاني من القرن العشرين وحتى يومنا هذا. وتشير ظاهرة تغيُّر المناخ إلى التغيرات طويلة المدى في معدلات حالة الطقس التي تحدد مناخات الأرض خلال مدة من الزمن تمتد ما بين عقود إلى ملايين السنين، وقد لاحظ العلماء تأثيرات متعددة للتغير المناخي مثل ظاهرة الاحتباس الحراري التي أصبحت تتزايد بشكل كبير مع مرور السنين. وتشمل تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري: الفيضانات، وحرائق الغابات، وفقدان الجليد البحري، وذوبان الأنهار الجليدية، وارتفاع مستوى سطح البحر، وغيرها من الظواهر الجوية القاسية.
وتشكل الظواهر المرتبطة بالتغيرات المناخية العالمية تهديدًا واضحًا لكافة مسارات التنمية؛ حيث أثرت التغيُّرات المناخية على کافة أوجه الحياة بشكل عام، وعلى الأمن الغذائي بشكل خاص؛ حيث تمثل التغيُّرات المناخية تحديًا متناميًا في إفريقيا جنوب الصحراء بسبب بيئتها الجافة وشبه القاحلة، وتعرُّضها للجفاف المتكرر الناتج عن التذبذب الشديد فى كمية الأمطار، هذا بالإضافة إلى التغير فى نمط الأمطار وموسمية سقوطه، ممَّا يؤثر بشكل كبير على الإنتاجية الزراعية والنشاط الرعوي؛ حيث يعتمد غالبية سكان إفريقيا جنوب الصحراء على الموارد الطبيعية المحلية في أنشطة كسب العيش؛ مثل: الزراعة والرعي وصيد الأسماك، وبالتالي فإن الضغوط البيئية تُعرِّض نسبة كبيرة من السكان لمخاطر انعدام الأمن الغذائي.
وفي ضوء ما سبق، تحاول هذه المقالة التطرق لمعرفة أسباب وتداعيات ظاهرة التغيُّرات المناخية وانعكاساتها المحتملة على انعدام الأمن الغذائي، وذلك من خلال عدة محاور.
المحور الأول: التغيُّرات المناخية في إفريقيا جنوب الصحراء
يُعرف التغير المناخي على أنه اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والأمطار التي تُميز كل منطقة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية على المدى الطويل، وتعاني منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا من أزمة الغذاء والوقود والأسمدة التي تفاقمت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والآثار السلبية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، وارتفاع معدلات التضخم والديون، هذا بالإضافة إلى الطقس القاسي؛ حيث يؤثر تغير المناخ على عدة جوانب والتي تشمل الأمن الغذائي، وتدهور سبل العيش، وزيادة معدلات الفقر، وما إلى ذلك.
وتعترف أجندة إفريقيا لعام 2063م أن التغير المناخي يُعد تحديًا رئيسيًّا يقف عقبة أمام تحقيق التنمية؛ حيث سيُفضي التغير المناخي إلى حدوث موجات من الجفاف التي ستَضرّ بالمحاصيل الزراعية، وتؤثر على الماشية، ومعدلات الإنتاج الزراعي، ومِن ثمَّ سيؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الغذاء، مما يضر بالأمن الغذائي؛ فمن المتوقع أن تسهم التغيرات المناخية فى تخفيض الناتج المحلي الإجمالي في دول إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة تصل إلى 3% بحلول عام 2050م بسبب تأثر قطاع الزراعة الذي يُعتَبر عاملًا حاسمًا في تحقيق النمو الاقتصادي لدول القارة الإفريقية؛ خاصةً أن الزراعة في مناطق كثيرة في إفريقيا تعتمد على الأمطار، ولذا ستتأثر سلبًا بموجات الجفاف والفيضانات المتوقعة وبتذبذب كمية الأمطار في مختلف مناطق القارة.
ويُعدّ تغير المناخ وتقلُّبه من الأسباب المهمة في انعدام الأمن الغذائي وارتفاع معدلات الجوع؛ حيث يؤثر تغير المناخ على الأمن الغذائي على عدة جبهات، خاصةً في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية؛ حيث يزيد انعدام الأمن الغذائي من خطر سوء التغذية، ويساهم في تدهور الحالة الصحية؛ خاصةً لدى الأطفال والنساء، وهذا بدَوْره يؤثر سلبًا على أدائهم التعليمي، ويؤدي إلى ضعف الإنتاجية. وفي إفريقيا، من المتوقع أن يزداد الاحترار العالمي بمتوسط قدره 3-4 درجات مئوية، وهو ما يتوقع أن يكون أعلى من المتوسط السنوي العالمي، وستشهد منطقة إفريقيا جنوب الصحراء على وجه الخصوص هطول أمطار عالية ومتقطعة، هذا بالإضافة إلى الحساسية الحالية لتقلبات الأمطار بسبب هيمنة الزراعة البعلية في المنطقة.
ففي عام 2022م عانى 123 مليون شخص على الأقل؛ أي ما يمثل 12 في المائة من سكان إفريقيا جنوب الصحراء، من انعدام الأمن الغذائي الحادّ، وسوء التغذية المرتفع؛ حيث أصبحوا غير قادرين على تلبية الحد الأدنى من احتياجات الاستهلاك الغذائي. ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة حدة انعدام الأمن الغذائي، وسيكون من الصعب تحقيق هدف التنمية المستدامة الثاني للأمم المتحدة لعام 2030 بشأن الأمن الغذائي؛ بسبب حالات الجفاف المتكررة والفيضانات والأعاصير وارتفاع درجات الحرارة، وتعود أسباب أزمة الغذاء إلى فترات الجفاف الطويلة والفيضانات والمخاطر الطبيعية الأخرى، وتغير المناخ من صنع الإنسان الناجم عن الاستغلال المفرط للطبيعة؛ حيث يوجد واحد من كل ثلاثة من أصل 155 مليون طفل دون سن الخامسة متأثرين بالتقزم في إفريقيا جنوب الصحراء، كما يهدد تغير المناخ بإحداث الفوضى في إنتاج الغذاء من خلال زيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة وانخفاض المحاصيل الزراعية.
فعلي سبيل المثال، شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية أكبر عدد من الجياع في عام 2021م؛ حيث عانى نحو 27.3 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، فيما شهدت جنوب السودان أعلى نسبة من السكان الذين يعانون من الجوع، وذلك بنسبة 60 في المائة، كما شهدت أنغولاً عامها الخامس على التوالي من الجفاف، فيما شهدت جمهورية إفريقيا الوسطى وليسوتو ومدغشقر وناميبيا وزيمبابوي ارتفاعًا كبيرًا في معدلات انعدام الأمن الغذائي، كما تعاني منطقة شرق إفريقيا (بما في ذلك إثيوبيا وكينيا) من واحدة من أشد حالات الجفاف في التاريخ الحديث، وبالنظر إلى المستقبل فإن تواتر وشدة الأحداث المناخية ستزيد من عرقلة إنتاج الأغذية وتوزيعها؛ مما يؤدي إلى تفاقم نقص الأغذية، وتضخم أسعار الغذاء؛ مما يسفر عن عواقب وخيمة على الاقتصاد والصراع والهجرة.
المحور الثاني: أثر التغيُّرات المناخية على انعدام الأمن الغذائي
تُهدِّد التغيرات المناخية الأمن الغذائي الإفريقي؛ حيث تُعدّ إفريقيا جنوب الصحراء الأكثر تأثرًا وتضرُّرًا بشدة بسبب آثار تغير المناخ. وتتعدد الآثار الناتجة عن قضية التغيرات المناخية، وأبرزها تلك المتعلقة بالمحاصيل الزراعية؛ مما يؤدي إلى انخفاض المعروض من هذه المحاصيل، ومِن ثَم ارتفاع أسعارها بشكل كبير، ولم تقتصر هذه الآثار على المحاصيل الزراعية فقط، بل تمتد أيضًا إلى الثروة الحيوانية والسمكية، ففي بلدان إفريقيا جنوب الصحراء المُعرّضة للجفاف ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بنسبة 45.6% منذ عام 2012م، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، كما تُؤثِّر الزيادات في درجات الحرارة والتغيرات في أنماط هطول الأمطار بشكل كبير على صحة السكان.
وفيما يلي أبرز أشكال الآثار المناخية على الأمن الغذائي في إفريقيا:
– قلة توافر الغذاء: يؤدي الجفاف إلى التأثير سلبًا على الإنتاج الزراعي والحيواني على حد سواء، كما يؤدي أيضًا إلى تقليل كميات المياه الجوفية، ومع قلة تساقط الأمطار يتراجع إنتاج المحاصيل الغذائية المستعملة للاستهلاك المحلي أو للتصدير، وبالتالي ارتفاع أسعارها، ومن ثم صعوبة الحصول عليها، وتعاني أغلب الدول الإفريقية خاصة الواقعة جنوب القارة من الجفاف؛ فقد تعرضت كينيا منذ عام 2006م إلى موجات جفاف حادة أدت إلى التأثير على وفرة الغذاء، كما تتأثر باقي الدول مثل إثيوبيا والصومال بموجات الجفاف التي تؤدي إلى التعرض إلى حالة ضعف الأمن الغذائي المزمن.
– ضعف جودة الغذاء: يؤثر التغير المناخي على جودة الإنتاج الزراعي والمحاصيل الغذائية؛ حيث إن عوارض تغير المناخ مثل ارتفاع درجة الحرارة وزيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تؤدي إلى إصابة المحاصيل الزراعية بالتلف والعديد من الأمراض، كما يمكن أن يكون هطول الأمطار هو السبب. ففي إفريقيا جنوب الصحراء تسبَّبت التغيرات في هطول الأمطار في هجرة الجراد الصحراوي، خاصةً إلى دول الشمال مما يؤدي إلى تدمير المحاصيل، وجعلها تفتقر للجودة.
هذا، ويُعدّ التغير المناخي من أهم العوامل المؤدية إلى ظهور وانتشار الأمراض في الثروة الحيوانية؛ وذلك لأن تغير المناخ يزيد من قابلية تعرّض الحيوانات للأمراض من خلال الآثار المباشرة وغير المباشرة خاصة على الثروة الحيوانية والسمكية؛ حيث يمتد تغيُّر المناخ وعوارضه على مدار المحيطات والبحار والمياه الداخلية، وبالتالي يمثل أهم الأسباب المؤدية إلى انتشار تلك الأمراض التي تنتقل للإنسان عند تناوله الأغذية البحرية، كما تؤدي زيادة درجة ملوحة المياه إلى التأثير على جودة الثورة السمكية.
– تهديد استدامة الغذاء: تساهم تهديدات التغير المناخي المستمرة على مدى العقود المقبلة في التأثير على استدامة الأمن الغذائي، وذلك من خلال تأثيرها على استدامة الأراضي الزراعية والإنتاج الزراعي، والتأثير على استدامة الإنتاج الحيواني، وكذا التأثير على مصايد الأسماك. كما يَحُدّ تغيُّر المناخ من إمكانية الحصول على الأغذية؛ بسبب الآثار السلبية على الأفراد الذين يعتمدون في توفير سبل المعيشة على إنتاج المحاصيل والإنتاج الحيواني والسمكي، والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالغابات، وسيكون المزارعون من أصحاب الحيازات الصغيرة هم الأكثر عُرضة لآثار تغيُّر المناخ، كما أن تقلص الإمدادات الغذائية بفعل تغير المناخ سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية وزيادة درجة تقلبها، وبالتالى التأثير على القدرة الشرائية للأفراد.
المحور الثالث: سُبل مواجهة انعدام الأمن الغذائي
أصبحت التغيُّرات المناخية، ومشكلات انبعاثات الغازات الدفيئة، قضايا عالمية اجتذبت اهتمامًا قويًّا من صُناع السياسات وقادة العالم في الآونة الأخيرة. فعلى مدى العقود المقبلة سيؤثر تغيّر المناخ على الأمن الغذائي والمائي بطرق كبيرة، وهناك دلائل قوية على أن البلدان النامية في إفريقيا جنوب الصحراء سوف تتحمل وطأة الآثار السلبية، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع معدلات الفقر وضعف وانخفاض قدرات التكيف، علاوة على ذلك فإن سكان الريف الذين يمثل الإنتاج الزراعي بالنسبة لهم المصدر الرئيسي للعمالة والدخل المباشرين وغير المباشرين؛ سيكونون أكثر عُرضة للخطر، ومن المتوقع أن تكون منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا هي الأكثر تضررًا؛ بسبب تعرُّض الزراعة المباشر لتغير المناخ بين المناطق النامية في العالم؛ ولأن درجات الحرارة مرتفعة بالفعل بشكل عام، كما أن معظم سكان المنطقة يعتمدون في معيشتهم على الزراعة البعلية.
وهناك عدد من الخطوات التي يمكن اتباعها للحد من انعدام الأمن الغذائي، من أهمها ما يلي:
– الاستثمار الفعَّال في البنية التحتية العامة، وتحسين أنظمة تخزين المواد الغذائية التي يمكنها تحمُّل الظواهر الجوية القاسية، وتنويع مصادر الغذاء وتقنيات الإنتاج الزراعي، وتيسير التوسع في الإنتاج الزراعي الأخضر والمقاوم لتغير المناخ، ودعم التعافي بشكل أسرع من الأحداث المناخية المعاكسة.
– الاعتماد على أنظمة لإدارة المياه تُقلل من تلف المحاصيل نتيجة الفيضانات أو الجفاف، وتنفيذ ممارسات زراعية مستدامة؛ مثل الزراعة بدون حرث، والحراجة الزراعية، ودعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، وتمكينهم من الوصول إلى الائتمان والخدمات الأخرى؛ لتعزيز التمكين الاقتصادي، وزيادة الوعي العام بتحديات الأمن الغذائي الناجمة عن تغيُّر المناخ.
– تطوير أنظمة إنذار مُبكّر للظواهر الجوية المتطرفة لتمكين التكيف مع إنتاج الغذاء من خلال الاستفادة من التقنيات التي تتضمّن تحليلات البيانات والرؤى والذكاء الاصطناعي التنبؤي، وأخيرًا الاستثمار في البحث والتطوير فيما يتعلق بالمحاصيل الغذائية المقاومة للمناخ.
– استخدام المياه على نحو أكثر كفاءة وفاعلية، على أن يقترن ذلك بوضع سياسات لإدارة الطلب على المياه؛ وذلك عن طريق إنشاء المزيد من مرافق البنى التحتية للري، بالإضافة إلى استخدام أنظمة متقدمة لتقييم كمية المياه المتاحة، بما في ذلك أجهزة استشعار رطوبة التربة، ويمكن أن تؤدي هذه التدابير إلى تسهيل تبنّي أساليب مثل نظام الترطيب والتجفيف بالتناوب لحقول الأرز، مما يوفر المياه، ويقلل من انبعاثات غاز الميثان في الوقت نفسه.
– التحول إلى المحاصيل الأقل استهلاكًا للمياه؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لمزارعي الأرز التحوّل إلى زراعة محاصيل تتطلب كميات أقل من المياه؛ مثل الذرة أو البقوليات، ومن شأن ذلك أيضًا أن يساعد في الحد من انبعاثات غاز الميثان؛ لأن الأرز يُعدّ مصدرًا رئيسيًّا للانبعاثات ذات الصلة بالأغذية الزراعية.
ختامًا
تُعد القارة الإفريقية من أكثر القارات تأثرًا وتضرُّرًا بسبب التغيرات المناخية؛ فعلى الرغم من أن إفريقيا مسؤولة فقط عن جزء صغير من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، ولكنها تعاني بشكل كبير من تغير المناخ؛ مما يضرّ بالأمن الغذائي والنظم البيئية والاقتصادات، ويغذي النزوح والهجرة، ويزيد من تفاقم خطر الصراع على الموارد المتضائلة، فقد وُجِدَ أن تغيُّر المناخ، وخاصة ظاهرة الاحتباس الحراري تؤثر على المحاصيل الزراعية ومصايد الأسماك والثروة الحيوانية، ويعد تأثير التغير المناخي على الأمن الغذائي في إفريقيا إشكالية استعصت على الحل؛ على الرغم من الجهود المبذولة دوليًّا وإقليميًّا من أجل التقليل من مشاكل انعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية، ومحاولة التخفيف من وطأة الخسائر والأضرار المرتبطة بالمناخ.
___________________
قائمة المراجع
أولاً: المراجع باللغة العربية:
1. د. جيهان عبد السلام، التكاليف الاقتصادية والاجتماعية لتغيرات المناخ في إفريقيا (دراسة)، مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، متاح على الرابط التالي
https://pharostudies.com/?p=11074
2. فتحي معيفي، تأثير التغيّرات المناخية على الأمن الغذائي في إفريقيا جنوب الصحراء، آفاق علمية (الجزائر: جامعة العربي التبسي، العدد 4، المجلد 11، 2019م).
ثانيًا: المراجع باللغة الإنجليزية:
- United Nations,” Climate Change Is an Increasing Threat to Africa”, 27 OCTOBER 2022, Available at:
https://unfccc.int/news/climate-change-is-an-increasing-threat-to-africa
- African Union, AFRICAN UNION CLIMATE CHANGE AND RESILIENT DEVELOPMENT STRATEGY AND ACTION PLAN (2022-2032), June 28, 2022, Available at: