د. سامي صبري عبد القوي(*)
تنطلق أهمية الصومال إسرائيليًّا، من كونها إحدى الدول الرئيسة المكوِّنة لمنطقة للقرن الإفريقي، والتي تُمثل بدورها أهميةً قصوى في التوجه العام للسياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا؛ نظرًا لما تتسم به تلك المنطقة من خصائص استراتيجية تبدو فريدة، ناهيك عن تقاطعها مع مناطق جيو-استراتيجية عدة تنطلق منها؛ وهو ما جعلها دائمًا وأبدًا محط أنظار القوى الإقليمية والدولية.
وفي إطار هذا الزخم يأتي التغلغل الإسرائيلي في الصومال، والتي تستمد أهميتها من موقعها الجيوبوليتيكي المُطِلّ على خليج عدن والمحيط الهندي، والمُشرف على مدخل باب المندب الجنوبي، والطريق عبر البحر الأحمر، وقناة السويس، واقترابها من حقول النفط بالشرق الأوسط.
ورغم محاولات إسرائيل العديدة تأسيس علاقات دبلوماسية مع الصومال، وتطبيع العلاقات معها في مختلف المجالات، غير أن المتغيرات الأمنية سواءً المتصلة بتنامي ظاهرة القرصنة أمام السواحل الصومالية، وتهديدها لحركة التجارة العالمية، أم المتصلة بنشاط حركة الشباب الصومالية، التي تُصنِّفها إسرائيل كحركة إرهابية معادية لها؛ قد جعلت من الصومال -حسب وصف البعض- الغائب الحاضر في العديد من الاتفاقيات والمحادثات الأمنية بين إسرائيل ودول المنطقة، وفي مقدمتها كينيا وإثيوبيا. وقد كرَّس ذلك من جعل الصومال هدفًا مهمًّا لتكثيف التغلغل الإسرائيلي، لا سيما خلال السنوات القليلة الفائتة.
أولاً- إسرائيل والصومال قبل انهيار الدولة:
بَدَت سياسة إسرائيل تجاه الصومال في الفترة ما بين استقلالها، حتى انهيار الدولة، متناقضةً على نحوٍ كبيرٍ في وسائلها، لكنها في نهاية المطاف رَمَتْ إلى تحقيق هدفٍ واحدٍ؛ ألا وهو إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع تلك الدولة، وتطبيع العلاقات معها، مهما كانت الكلفة ترغيبًا وترهيبًا.
أ- إسرائيل ومحاولات تأسيس علاقات مع الصومال عند الاستقلال
اتجهت إسرائيل في سياستها تجاه إفريقيا إلى اتباع ما يمكن أن نُطْلِق عليه استراتيجية استباق التعامل مع الحدث التاريخي؛ توطئةً لخلق قاعدة أو أساس Ground Work له في وقت مبكر، وقد أُقِرَّتْ هذه الاستراتيجية على نحو رسمي في 14 يناير 1958م، حينما اجتمعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية جولدا مائير Golda Meir بكبار المسئولين في وزارتها، وأقرت استراتيجية تقوم على استغلال أية فرصة للولوج وكسب مناطق جديدة في إفريقيا، خاصةً التي كانت تقترب من الحصول على الاستقلال (1).
وفي إطار ذلك، اتجهت إسرائيل قبيل استقلال الصومال بعدة أشهر، إلى التمهيد لإقامة علاقات معه؛ ففي أواخر عام 1959م، التقت وزيرة الخارجية جولدا مائير بالدكتور محمد جيو، أحد قادة حركة المقاومة الصومالية، خلال وجوده في ليبيريا، التي كانت تزورها حينذاك، وعرضت عليه مساعدة إسرائيل الاقتصادية للصومال بعد الاستقلال.
وفي 6 يونيو 1960م، قام راحاميم تيمورRachamim Timor مسئول وحدة تشغيل العملاء في الاستخبارات العسكري الإسرائيلية (آمان)، والقنصل الأسبق لإسرائيل في أديس أبابا؛ بزيارة مقديشيو، واتصل بكلٍّ من عبد الله عيسى رئيس وزراء الصومال، ومحمد جيو الذي أصبح وزيرًا للدستور، وكرَّر عليهما عرض مائير.
وفي 30 يونيو 1960م، بعث الرئيس الإسرائيلي إسحاق بن زئيفي Yitzhak Ben-Zvi برقية تهنئة للرئيس الصومالي بمناسبة استقلال بلاده، أعلن فيها اعتراف تل أبيب بالدولة الصومالية الجديدة، إلا أن الحكومة الصومالية تجاهلت البرقية.
ومنذ تلك اللحظة تبنَّت الصومال خطًّا قوميًّا معاديًا لإسرائيل (2)، بل وانضمت إلى جامعة الدول العربية، أي: أصبحت دولة عربية، ومِن ثَمَّ باتت الصومال تُعِدُّ نفسها في حالة حرب مع إسرائيل، بحكم انتمائها للعالم العربي؛ وبذا قطعت الطريق أمام محاولات إسرائيل تأسيس علاقات دبلوماسية معها (3)؛ وهو ما جعل تل أبيب على قناعة بضرورة توثيق علاقاتها بأديس أبابا ضد هذه الدولة الجديدة.
ب-الدعم الإسرائيلي لإثيوبيا ضد الصومال
نشأت دولة الصومال عقب استقلالها مثقلة بمشكلة الحدود التاريخية بينها وبين إثيوبيا حول إقليم أوجادين (أرض الصومال الغربي)، الذي تنازلت عنه بريطانيا لإثيوبيا في 24 سبتمبر 1948م، فقد اجتاحت الصومال مشاعر قوية لا تعترف بمبدأ الإبقاء على الأوضاع الإقليمية الجديدة القائمة كما هي، مما ترتب عليه ظهور التدهور الشديد في علاقاتها بإثيوبيا منذ الشهور الأولى لاستقلالها. هذا في الوقت الذي تقاربت فيه مع مصر، والتي دعمت المطالب الصومالية المتكررة في أوجادين؛ مما أحدث قلقًا ملحوظًا في أديس أبابا، ووثق بدوره من التقارب الإثيوبي-الإسرائيلي على نحو أكبر، ودفعت الإمبراطور هيلا سلاسي إلى طلب المعونة العسكرية من الإسرائيليين، الذين استجابوا بلهفة لدعمه (4).
وقد زكَّى ذلك بدوره مصالح إسرائيل الأمنية في المنطقة (5) ، ولا سيما أنها باتت تَعُدُّ الصومال جزءًا من الصراع العربي-الإسرائيلي بمفهومه الشامل، ساعَد على ذلك نظرة الصومال لإسرائيل، بَعَدِّهَا قاعدة استعمارية، تُهدِّد السلام والاستقرار لكل الدول التي تناهض الاستعمار (6).
وفي إطار ذلك تبلورت استراتيجية إسرائيلية مناهضة للصومال في وقتٍ مبكِّرٍ نسبيًّا، من خلال دعم إثيوبيا أمنيًّا وعسكريًّا ضدها، بدأت تجلياتها إبَّان الزيارة التي قام بها “إسحاق رابين”Yitzhak Rabin نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي –آنذاك- إلى أديس أبابا أواخر أبريل ومطلع مايو 1961م؛ حيث التقى بالإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي Haile Selassie، وتركز حوارهما حول الوضع الأمني المتوتر على الحدود مع الصومال (7)، فيما بدا تأييدًا إسرائيليًّا للموقف الإثيوبي ضد الصومال.
وقد انفجرت أول حرب على الحدود بين إثيوبيا والصومال خلال شهري يناير وفبراير 1964م، ولم تتوقف إلا بعد تدخُّل منظمة الوحدة الإفريقية ودعوتها طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار بينهما في منتصف فبراير 1964 (8).
وأدَّى الأداء غير المقنع للقوات الإثيوبية خلال تلك الحرب إلى جعل المهمة الأكثر أهمية للإسرائيليين هي تدريب قوات حرس الحدود الإثيوبية، وكان هذا التدريب يتم على يد فريق من شرطة الحدود الإسرائيلية قوامه خمسة وعشرون شرطيًّا.
وقد اعتمدت تل أبيب في ذلك على خبرتها في الحرب التي كانت تَشنُّها على حدود الدول العربية المجاورة والجماعات العربية المسلحة (9).
وقد ظلت العلاقات الصومالية-الإثيوبية متوترةً إلى حدٍّ بعيد عقب هذه الحرب، هذا في الوقت الذي بدت الدوائر الإسرائيلية مهتمة بمتابعة مجرياتها خلال السنوات التالية. وفي إطار ذلك، كانت التقديرات الإسرائيلية التي وُضِعَتْ في منتصف عام 1972م، تشير إلى أنه في غضون ثلاث أو أربع سنوات ستندلع مواجهة مسلحة بين إثيوبيا والصومال على خلفية إقليم أوجادين-بالإضافة إلى قضية جيبوتي- الذي تَعُدُّه مقديشيو إقليمًا صوماليًّا تحتله إثيوبيا؛ ومن ثَمَّ فإنه طبقًا لتلك التقديرات، يجب على إسرائيل مساعدة إثيوبيا لدى الدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة؛ لإقناعها بضرورة الاستجابة للمطالب الإثيوبية بتقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية في هذا السياق (10).
وحقيقةً، كانت التقديرات الإسرائيلية تلك صائبة إلى حدٍّ بعيد، فقد اشتعلت الأوضاع في إقليم أوجادين بحلول عام 1976م؛ حيث كثَّفت قوات جبهة تحرير الصومال الغربي -التي تشكلت في عام 1963م، للمطالبة بحق تقرير المصير الإقليم- من عملياتها العسكرية ضد نظام الدرج (المجلس العسكري الإداري المؤقت) الذي تولى السلطة في إثيوبيا بعد الاطاحة بهيلا سلاسي في سبتمبر 1974 (11).
ورغم أن أوجادين لم تكن على نفس القدر من الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل، قياسًا بإريتريا، إلا أنها أرادت أن ترى إثيوبيا موحدة وقوية عسكريًّا في مواجهة الصومال (12).
وفي ضوء ذلك عندما نشب نزاع مسلح بين إثيوبيا والصومال خلال عامي 1977-1978 حول إقليم أوجادين؛ كان هناك اعتقاد إسرائيلي أنه في حالة استقلال أوجادين؛ فإنها ستنضم إلى الصومال لا محالة، مما يعني توسع الحدود الصومالية على حساب إثيوبيا، وهو ما عدته إسرائيل يُشكِّل خطرًا عليها، باعتبار أن الصومال يمثل أحد أطراف صراعها مع العرب، وأن أية زيادة في قوتها-أي الصومال- تعني مزيدًا من القوة “للعدو” (13).
وقد عبَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن Menachem Begin، على نحو جلي عن رؤية تل أبيب للصراع بين إثيوبيا والصومال، وهي أن إسرائيل لديها اهتمام بالغ بعدم رؤية البحر الأحمر والقرن الإفريقي خاضعًا لهيمنة العرب، وخاصة مِن قِبَل مَن أسماهم بالعرب “المتطرفين” (14).
وفي ضوء ذلك لم تساير إسرائيل الولايات المتحدة في قطع الإمدادات العسكرية عن إثيوبيا، بل على العكس تمامًا، ظلت البعثة العسكرية الإسرائيلية بأديس أبابا تعمل بنشاط في دعم إثيوبيا في عملياتها القتالية في أوجادين وفي مواجهة الصومال (15) ، بل إن بعض التقارير ذكرت أن المستشارين الإسرائيليين كانوا يعملون جنبًا إلى جنب مع القوات الإثيوبية في أوجادين (16).
وعند تدهور وضع الجيش الإثيوبي إبَّان الحرب، أرسل بيجن خطابًا إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر Jimmy Carter يحثُّه فيها على مساعدة إثيوبيا في مواجهة الصومال، لكنَّ الإدارة الأمريكية رفضت هذا المطلب (17).
وحقيقة كان من مصلحة إسرائيل أن تحافظ الولايات المتحدة على “التورط” في إثيوبيا، لمساندتها في حربها مع الصومال، التي كانت تحظى بدعم معظم الدول العربية؛ لأنه في حالة انتصار الصومال فإن قوتها ستضاف للقوة العربية في مواجهتها (18).
وكان هذا يعني على نحو أو آخر أن إسرائيل عدَّت حرب الأوجادين صورة مصغرة للصراع العربي-الإسرائيلي، مما جعلها تلقي بثِقَلها خلف دعم إثيوبيا. ومن ثَمَّ، اعتبر الإسرائيليون أن الولايات المتحدة وقعت في خطأ كبير، برفضها نصيحة بيجن المُلِحَّة لكارتر بضرورة مساعدة إثيوبيا في مواجهة الصومال؛ وهو ما أجبَر الرئيس الإثيوبي منجستو هيلا مريام Mengistu Haile Mariam على التوجه للاتحاد السوفييتي طلبًا لتلك المساعدة (19).
وهكذا فإنه خلال اشتعال الحرب الإثيوبية-الصومالية في أوجادين، وجدت إسرائيل نفسها في نفس معسكر الاتحاد السوفييتي وكوبا دعمًا لنظام الدرج (20).
وتماشيًا مع هذا الدعم، أرسلت تل أبيب طائرة عسكرية قتالية إلى إثيوبيا. ونظرًا لموقف إسرائيل المعروف بمعاداة الصومال، إضافةً إلى تهديد منجستو العلني “بإبادة” الشعب الصومالي؛ كان الصوماليون قَلِقين من أن يتم استخدام هذه الطائرة ضدهم (21).
وفي نطاق توسيع دعمها للجيش الإثيوبي ضد الصومال، أدرجت إسرائيل ضمن الأسلحة التي كانت تبيعها لإثيوبيا بأسعار فادحة، قِطَع غيار مهمة للطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز (إف-5 F-5) (22)؛ حيث قام الميكانيكيون الإسرائيليون بإصلاحها، ومن ثَمَّ أُدْخِلَت إلى ساحة الخدمة القتالية؛ مما مكَّن القوات الجوية الإثيوبية من مواجهة ميزة تفوق الجيش الصومالي في التسليح (23)، كما أقامت إسرائيل خط إنتاج خاص؛ لتهيئة صواريخ (أرض- جو)؛ كي تناسب طائرات (إف-5) التي تملكها إثيوبيا، وهو ما جعل القوات الجوية الإثيوبية قادرةً وعلى نحو أكثر فاعلية، على تدمير المدرعات الصومالية في أوجادين (24).
وقد ظلت المساعدات العسكرية الإسرائيلية لإثيوبيا ضد الصومال طي الكتمان عن كثيرين، إلى أن كشف عنها علنًا وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه ديان Moshe Dayanفي 6 فبراير 1978، حيث أكد أنه عندما كانت إثيوبيا تواجه هجومًا صوماليًّا، فقد طلبت المساعدة من إسرائيل التي لم تتوانَ عن منحها إياها (25).
وقد حاولت مصادر بوزارة الدفاع الإسرائيلية توضيح ماهية تلك (المساعدات) التي ذكرها ديان، بأنها تكونت من ذخيرة وخيام، وحقائب نوم، وإسعافات أولية فحسب؛ بهدف التقليل من قيمتها، لكن مصادر أخرى أظهرت أن الذخيرة شملت النابالم والقنابل العنقودية القاتلة، وكان بعضها قد استولت عليه بالفعل القوات الصومالية في أوجادين (26).
وقد عدت الصومال أن تصريحات ديان بشأن هذه المساعدات، تشير إلى “الظهور الخسيس” لمحور “موسكو- تل أبيب- هافانا- أديس أبابا”، الهادف إلى اغتيال حق تقرير المصير الوطني(27).
ثانيًا-إسرائيل والصومال بين انهيار الدولة وإعادة بناء مؤسساتها:
لطالما مثَّلت الحروب الأهلية “البيئة المناسبة” للتغلغل الإسرائيلي في العديد من الدول الإفريقية في ظل تماسك الدولة، وتبرز هنا حالة السودان ودعم إسرائيل لجنوبه إبَّان فترة تمرُّده حتى انفصاله. غير أن الحالة الصومالية بدت أكثر تعقيدًا؛ حيث إن الدولة بكل مكوِّناتها ومؤسساتها قد انهارت على نحو تامّ، حتى باتت توصف بالدولة الأكثر هشاشة على مستوى العالم، ومن ثَمَّ لم تستطع ممارسة وظائفها الرئيسة، خاصةً الأمنية منها؛ مما جعلها بحق “بيئة مثلى” للتغلغل الإسرائيلي، لكنه أضحى نسبيًّا بعد أن بدأت الصومال تخطو خطواتها صوب إعادة بناء مؤسساتها.
أ- التغلغل الإسرائيلي في الصومال إبَّان الحرب الأهلية
عقب سقوط نظام سياد بري عام 1991م، وتردّي الأوضاع الداخلية وغياب الأُطُر المؤسساتية، حدث صراعٌ على السلطة بين الأحزاب والقبائل والعشائر المختلفة، تحوَّل لاحقًا إلى حرب أهلية، ترتَّب عليها انفراط عقد الدولة وانهيارها. وقد وجدت إسرائيل في ذلك فرصة مواتية للتغلغل داخل الصومال؛ وهو ما تمَّ على نحو فعلي عبر آليتين؛ هما: الواجهة التجارية، ومساندة إحدى الفصائل ضد الأخرى والاتصال بقوى المعارضة.
وكان الموساد قائد تنفيذ هاتين الآليتين (28)، لا سيما بعد نشر تقارير عن وجود عناصر تابعة له داخل معسكرات القوات الدولية، التي كانت تعمل بالصومال تحت ستار واجهة شركات هولندية معنية بتوفير مستلزمات الجنود.
وبرزت في هذا الصدد شخصية “ديفيد مورس” وهو يهودي أسترالي كانت له علاقات قوية بالموساد، وقد بدأ نشاطه مع دخول القوات الدولية للصومال في عام 1992م، وتميز بقدرته الواسعة على التواصل والتغلغل في الوسطين السياسي والتجاري؛ حيث مُنِحَ عدة عطاءات من الأمم المتحدة لتوريد المواد الغذائية لقواتها في الصومال، كما تمكَّن من الانتشار في الوسط التجاري في العاصمة مقديشيو، بعدما اتسع نشاطه بها ليشمل عدة مجالات، أبرزها: تحلية المياه، وتصدير الماشية، وتوريد المواد الغذائية. وقد اغتيل في أبريل 1995م، من قِبل عناصر مسلحة (29).
وفي إطار الآلية الثانية؛ سعت إسرائيل إلى نَسْج علاقات مع قادة الفصائل الصومالية في وقت مبكر في أعقاب انهيار الدولة، وذلك من خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي الثاني لتنسيق المساعدات الإنسانية للصومال في أديس أبابا في ديسمبر 1992 (30).
وقد تبرعت إسرائيل في هذا المؤتمر بثلاثة ملايين دولار، كمساعدات إنسانية للاجئين الصوماليين الذين نزحوا إلى البلدان المجاورة. ولم تحصل إسرائيل على إذن بالمشاركة في المؤتمرات اللاحقة الأخرى، سواء التي عُقِدَت في القاهرة عام 1997م، أو طرابلس عام 1998م، أو جيبوتي عام 2000 (31).
وقد استمرت محاولات إسرائيل الاتصال بقادة الفصائل الصومالية المتمردة، سواءً على نحو مباشر أو غير مباشر من خلال إثيوبيا؛ بهدف إيجاد عناصر موالية لها. وفي ضوء ذلك اقترحت بعض الفصائل الصومالية على الحكومة الإسرائيلية في فبراير 2001م، إمكانية المساعدة في استعمال المطارات التي كانت تحت سيطرتهم. وعلى خلفية هذا الاقتراح عُقِدَ اجتماع في إثيوبيا بين بعض زعماء تلك الفصائل وأحد أعضاء الكنيست للتباحث في الأمر(32).
وقد حاولت إسرائيل المشاركة في مؤتمر الصلح الصومالي الذي انعقد في كينيا عام 2003م؛ بناءً على طلب رسمي لوزير الخارجية الإسرائيلي –حينذاك- سيلفان شالوم Silvan Shalom من وزير الخارجية الكيني خلال زيارته لتل أبيب (33)؛ وذلك عن طريق منحها صفة
مراقب إلى جانب المنظمات الإقليمية والدولية المهتمة بالشأن الصومالي.
وقد تردد مساهمة إسرائيل في تمويل ذلك المؤتمر، والذي تعثرت فيه المفاوضات بين الفصائل المتناحرة. وتواترت معلومات خلال تلك الفترة عن قيام عملاء الموساد بزيارة مقديشيو سرًّا تحت غطاء صحفيين ومستثمرين أجانب، حيث نزلوا ضيوفًا على أحد زعماء تلك الفصائل، وعقدوا اجتماعًا مع بعض أمراء الحرب (34).
وخلال الغزو الإثيوبي- الأمريكي للصومال في ديسمبر 2006م، لعبت إسرائيل دورًا في دَحْر سلطة المحاكم الاسلامية عن طريق دعمها للجيش الإثيوبي الغازي. وطبقًا لتقرير بثته إذاعة صوت إسرائيل عقب الغزو؛ فقد شارك العسكريون الإسرائيليون المنحدرون من أصول يهود الفلاشا في خوض الحرب ضد المحاكم، كما أوضح التقرير أن بعضًا من اليهود الصوماليين وبالتعاون مع الفلاشا، قاموا إبَّان تلك الحرب بجمع تبرعات مالية وبمجهودات مكثفة، لحثِّ الحكومة الإسرائيلية على مساعدة القوات الإثيوبية الغازية للصومال، وتوفير المال والعتاد اللازم لها لمواجهة المحاكم؛ وذلك انطلاقًا من اعتقاد إسرائيلي بأن انتصار تلك المحاكم كان سيؤدي إلى هدر حقوق الطائفة اليهودية بالصومال، و”تعريض حقهم في أرضهم المقدسة للخطر”(35).
كما كان هناك اعتقاد بأن التهديدات الموجودة مِن قِبَل المحاكم ليست محلية فقط، ولكنها إقليمية أيضًا؛ من منظور أن سيطرتها على الصومال يُشَكِّل خطرًا على منطقة القرن الإفريقي برُمَّتِها، لا سيما إثيوبيا، الدولة التي تُعَدُّ الذراع الأمريكية في تلك المنطقة، وهو الأمر الذي ينسحب على إسرائيل أيضًا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط (36).
ويبدو أن هذا الدعم قد أضاف رصيدًا جديدًا من العداء الصومالي لإسرائيل، وبالأحرى لدى بعض الحركات الإسلامية الصومالية، وتجلى ذلك خلال الحرب الإسرائيلية على غزة؛ فقد هددت حركة الشباب الصومالية في 29 نوفمبر 2009م؛ بشَنِّ حربٍ مقدسة على إسرائيل، ردًّا على الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين وانتهاكاتها للمسجد الأقصى. وشهدت المدن الصومالية الخاضعة حينذاك لسيطرة الحركة مظاهرات مناهضة؛ احتجاجًا على تلك الانتهاكات، ودعا بعض أعضاء الحركة المسلمين في كافة أنحاء العالم إلى مهاجمة السفارات الأمريكية والإسرائيلية في البلدان الإسلامية، في حين أعلن البعض الآخر عن تأسيس ما أسماه “سرية القدس” للمشاركة في معركة تحرير فلسطين (37).
ومنذ ذلك الحين دخلت حركة الشباب الصومالية في حلقة العداء الإسرائيلي لها، حتى إن جُلّ التعاون الأمني بين تل أبيب ونيروبي أصبح موجَّهًا على نحوٍ أكثر تركيزًا ضد تلك الحركة؛ بدءًا من الاتفاق الأمني بينهما في عام 2011م؛ مرورًا بالتدخل الإسرائيلي إبَّان أحداث الهجوم المسلح الذي شنته مجموعة من حركة الشباب على المركز التجاري “ويستجيت“Westgate بنيروبي في 21 سبتمبر 2013م، الذي يمتلك الإسرائيليون فيه عدة مؤسسات؛ حيث تورطت إسرائيل في مهمة إنقاذ الرهائن الذين اتخذتهم حركة الشباب دروعًا بشرية (38)؛ وصولاً إلى بناء جهاز مشترك عام 2014م “لمواجهة الإرهاب” في البلدين.
وقد سعت إسرائيل في الآونة الأخيرة إلى بناء تحالف أمني إقليمي لمواجهة حركة الشباب بعد أن باتت تمثل تهديدًا لمصالحها المختلفة في القارة الإفريقية، ولا سيما القرن الإفريقي؛ فخلال حفل الإعلان عن تشكيل “لوبي إفريقيا-إسرائيل” في الكنيست، في 29 فبراير 2016م، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو Netanyahu Benjamin على أهمية التعاون الأمني، في مواجهة ما أطلق عليه “التشدد الإسلامي والإرهاب” الذي عده يهدد أيّ دولة إفريقية، مختصًّا بذلك حركة الشباب الصومالية. وبناءً عليه أعلن استعداد إسرائيل التعاون مع دول شرق إفريقيا -بصفة خاصة- بوضع خبرتها في هذا الجانب تحت تصرُّف تلك الدول، معتبرًا أن الكثير منها تهتم بتعزيز العلاقات مع إسرائيل -على المستوى الأمني- من أجل “مواجهة قوى التشدد الإسلامي ومحاربتها” (39).
ب- إسرائيل و”جمهورية أرض الصومال”
استغلت إسرائيل الحرب الأهلية، وتمكَّنت من مدِّ جسور التواصل مع أول إقليم أعلن انفصاله في الصومال في مايو 1991م، عقب سقوط نظام سياد بري، تحت مسمى “جمهورية أرض الصومال Somaliland” التي تقع في شمال البلاد، وقد اختير محمد عقال رئيسًا لها. وحقيقة كان عقال مهيأً بدوره للتواصل مع إسرائيل بعدما أدار ظهره للعالم العربي؛ وفي ضوء ذلك بادر بإرسال خطاب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في الثالث من يوليو 1995م، طلب فيه عقد اتفاقية استراتيجية مع إسرائيل؛ لمواجهة ما أطلق عليه “الأصولية الإسلامية”، طالبًا منه التدخل لوقف هذا “الخطر”، مضيفًا أنه رغم أن 98% من سكان الصومال مسلمون غير أنهم ليست لديهم الرغبة في تطبيق القوانين الإسلامية.
وفي نهاية خطابه حدَّد عقال مطالبه في ثلاث: مد “جمهورية أرض الصومال” بالمعدات العسكرية والخبراء، وإدارة ومراقبة الاستفتاء فيها نهاية 1996م، وتقديم المعونات لها (40).
وفي واقع الأمر، كانت مطالبة عقال لإسرائيل على نحو صريح بالتدخل في الصومال، فرصة مذهلة لها من الناحية الاستراتيجية؛ حيث كانت، تسعى بدورها إلى لحصول على تسهيلات في ميناء بربرة، ورغم ذلك كانت حذرة للغاية في الاستجابة لها؛ لأن تدخلها كان سيعزز من موقف عقال الانفصالي، هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى كان هناك اعتقاد سائد بأن أي تدخل من الإسرائيليين، سيدفع بقية الفصائل الصومالية للتوحد لمجابهته (41)، بل ربما كان سيدفع بقوى أخرى بالمنطقة إلى التضامن مع هذه الفصائل، مما كان سَيُعَرِّض المصالح الإسرائيلية بالقرن الإفريقي للخطر.
وعوضًا عن ذلك بدأت تل أبيب في خلق وجود لها بأرض الصومال بسبل أخرى، لا سيما على مستوى رجال الأعمال الإسرائيليين، الذين غالبًا ما يجنَّدون لخدمة أهداف الدولة العبرية، وفي هذا الصدد زار رجال أعمال تابعين لشركة “شاليفيت. أيه.أس إنترناشيونال القابضة” أرض الصومال في عام 2001م؛ من أجل الاستثمار فيها، وقد روَّج رجال الأعمال الإسرائيليون إلى أن مشاريعهم تهدف لخدمة الإقليم؛ من خلال إقامة وتأهيل المرافق الحيوية به، والتي اشتملت على توسيع مطار بربرة ومينائها، وإعادة تأهيلهما، وإقامة مكتب اتصال فيهما، وتعبيد الطرق المؤدية إلى المطار والميناء وتحسينها، وإعادة بناء وسط المدينة التي دمَّرته الحرب الأهلية، فضلًا عن إقامة المشاريع الزراعية والاستثمار في مجال التعدين.
وتتويجًا لذلك، بدأ منحى علاقات إسرائيل بأرض الصومال يأخذ بُعدًا جديدًا، تمثَّل في توقيع محمد عقال اتفاقية مع إسرائيل في نوفمبر 2001م، تضمنت تقديم مساعدات عسكرية لأرض الصومال وتدريب أفرادها (42).
وفي ضوء محاولات دعم العلاقات غير الرسمية بين الكيان الانفصالي وإسرائيل، زار مبعوث خاص للرئيس السابق “أرض الصومال” طاهر ريالي كاهين Tahir Rayale Kahin تل أبيب عدة مرات وطلب الاعتراف بها، غير أن إسرائيل امتنعت عن ذلك، ليس عن موقف مبدئي، ولكن لأن “أرض الصومال” لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي كدولة مستقلة، وفي حالة اعتراف تل أبيب بها سيبدو موقفها شاذًّا، وتظهر كداعمة للحركات الانفصالية، مما سيضر بعلاقاتها بالدول الإفريقية، لا سيما دول القرن الإفريقي (43).
ويبدو أن المتغيرات الإقليمية واستشراء القرصنة البحرية بالسواحل الصومالية، وتعرض مصالحها للخطر- لا سيما بعد حادث تعرض إحدى سفنها المسماة “أفريكا ستار” للقرصنة قبالة تلك السواحل- قد دفع إسرائيل إلى اختبار مدى تقبُّل الرأي العام لقرار اعترافها بأرض الصومال” التي تشارك بموقعها الاستراتيجي في التحكم في مضيق باب المندب وخليج عدن، فأعلنت في 11 فبراير 2010م، عن استعدادها للاعتراف بأرض الصومال، ورغبتها في أن تجد دولة إسلامية صديقة في القرن الإفريقي، مشبِّهة الصومال بأفغانستان أخرى بالمنطقة (44).
ومن المرجح أن إسرائيل تهدف من ذلك إلى السيطرة على مضيق باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر؛ حيث إن مراقبة هذا الممر تعني القدرة على عرقلة الحركة الملاحية الآتية من منطقة الشمال، وتحديدًا من قناة السويس، كما تهدف إلى استثمار هذه المنطقة لإقامة قاعدة عسكرية وإرساء الغواصات الحربية في ميناء بربرة، وهو ما يعني – في مجمله – محاولة خلق وجود عسكري إسرائيلي في الصومال (45).
جـ- إسرائيل ومحاولات التطبيع مع الحكومة المركزية بمقديشيو
يمكن تفهُّم تصريح إسرائيل الفائت باستعدادها الاعتراف بأرض الصومال في سياق محاولات الضغط على الحكومة المركزية بمقديشيو للإقدام على تطبيع العلاقات معها. وربما وَعَتْ مقديشيو ذلك المقصد ولو على نحو بطيء، ومن ثَمَّ بدأت فتح قنوات تواصل مع إسرائيل بخطى بطيئة وفي سرية تامة، على الأقل من طرفها، وقد تبلور ذلك في عقد أول لقاء بين مسئولين رسميين من البلدين- وإن كان على مستوى منخفض- في إسرائيل في ديسمبر 2015م، شارك فيه ممثلون من وزارة المالية الإسرائيلية ومسئولين بالحكومة الصومالية. وبعد ذلك عُقِدَ لقاء آخر جمع بين الطرفين الصومالي والإسرائيلي، ورغم ندرة المعلومات عن أجندة هذا اللقاء، لكن من المعتقد أن الطرفين عرضا مطالبهما كل من الآخر، وفي الوقت ذاته يمكن اعتباره لقاءً تمهيديًّا للقاءات أخرى أكثر أهمية، وهو ما يبدو أقرب إلى الصحة، فبعد ستة أشهر من هذا اللقاء، ذكرت مصادر إسرائيلية أن لقاءً رفيع المستوى عُقِدَ في إسرائيل في يونيو 2016م بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود- إبَّان وجوده في السلطة- وثلاثة مسئولين صوماليين آخرين (46).
وقد تسرب خبر اللقاء إبَّان زيارة نتانياهو لمنطقتي حوض النيل والقرن الإفريقي في مطلع يوليو 2016م. وسارعت وزارة الخارجية الصومالية بدورها إلى نفي حدوث مثل هذا اللقاء البتة، مع تذييل النفي بالتأكيد على حق الحكومة في بناء علاقات مع دول الحلفاء أو دول الجوار؛ لحاجة البلاد إلى الخروج من العزلة الإقليمية.
وربما يكون هذا التذييل دليلًا دامغًا على إجراء اللقاء، لا سيما أن شيخ محمود كان يتبنَّى استراتيجية براجماتية قائمة على التحالفات المستندة إلى المصالح، والابتعاد عن التكتلات الإقليمية والدولية، وقد تجلى ذلك في علاقاته المتباينة في منطقة الشرق الأوسط (47).
وهو ما يشير إلى أن زيارته لإسرائيل يمكن تفسيرها في إطار براجماتي صِرْف؛ ربما كان يهدف من خلالها إلى قطع الطريق أمام أيِّ اعتراف إسرائيلي بأرض الصومال، إضافةً إلى اعتقاده بأن صلات أفضل مع إسرائيل من الممكن أن تُحْدِث تأثيرًا على واشنطن يصبُّ في صالح الصومال. وعلى خلاف سلفه، بدت سياسة الرئيس الصومالي الحالي محمد عبد الله فرماجو، تجاه إسرائيل قاطعة –حتى الآن- ولم تترك مجالاً للتواصل معها، وكان أول اختبار لهذه السياسة رفضه المشاركة في اجتماع ضم نتنياهو وعددًا من القادة الأفارقة، الذين شاركوا في حفل تنصيب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا Uhuru Kenyatta في نوفمبر 2017 (48).
ختامًا؛ يمكن القول: إن مسعى إسرائيل لتطبيع العلاقات مع الصومال، لن يتوقف في قادم الأيام، لا سيما أنه يقع ضمن استراتيجية ثابتة لها؛ ترمي إلى جرّ الدول العربية برُمّتها إلى هذه الساحة؛ بل محاولة فرض هذا التطبيع عبر وسائل ضغط مختلفة؛ منها استغلال نقاط ضعف بعض هذه الدول والتحرك من خلالها.
وفي إطار هذا المسعى، وبعيدًا عن مفارقة موقفي فرماجو وشيخ محمود من إشكالية التواصل مع إسرائيل، فإن التساؤل الذي أصبح يطرح نفسه، هو مدى قدرة الحكومة المركزية بمقديشيو على التجاوب مع محاولات إسرائيل الدؤوبة لجرِّها إلى ساحة التطبيع، سواءً من خلال محاولات التواصل مع النُّخَب الصومالية ودوائر صنع القرار، أم محاولات الضغط على تلك الحكومة، من خلال التهديد بين فينة وأخرى باعترافها بـجمهورية أرض الصومال.
ويمكن القول في هذا الصدد: إن مسألة وُلُوج الصومال كدولة عربية بالأساس، إلى ساحة التطبيع على نحو فِعْلِيّ، ترتبط في حقيقة الأمر باختراق دولة عربية كبرى -كالمملكة العربية السعودية- لهذه الساحة، أو ممارسة دولة جوار فاعلة كإثيوبيا -بتوجيه من الولايات المتحدة- ضغوطًا على حكومة مقديشيو لدفعها إلى ذلك، لا سيما أن أديس أبابا ترتبط بعلاقات قوية وتحالفية مع إسرائيل، وفي الوقت ذاته لديها قدر من التأثير على سياسات مقديشيو الخارجية.
كما ترتبط تلك المسألة على نحو مجمل، بمدى قدرة الحكومة الصومالية على التعاطي مع حسابات ردِّ فعل الحركات الإسلامية المسلحة ضدّها حال جنوحها إلى هذه الساحة، وفي مقدمتها حركة الشباب الصومالية، المناهضة بالأساس لإسرائيل.
الإحالات والهوامش:
(*) باحث مصري متخصص في الشئون الإفريقية
(1)Levey, Zach: Involvement in the Congo, 1958-1968: Civilian and Military Dimensions, in Civil Wars), Vol. 6, No. 4, Winter 2003, P. 16.
(2) الوجود الإسرائيلي في الصومال وإريتريا والقرن الإفريقي (دراسة محدودة)، الدار العربية للدراسات والنشر، القاهرة، 1993م، ص ص 18-19.
(3) نفس المرجع، ص 19.
(4)Carol, Steven: Israel’s Foreign Policy towards East Africa, Ph.D. Dissertation,
St. John’s University, New York, 1977, P. 38.
(5) حورية توفيق مجاهد: مشكلة الحدود بين الصومال وإثيوبيا، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة، 1986م، ص 52.
(6) الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1970م: منشورات مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1974م، ص 747.
(7) حاجاي إيرليخ: تحالف وانكسار: إثيوبيا وإسرائيل في عهد هيلا سيلاسي، مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، تل أبيب، 2013م، ص ص 129- 131.
(8) بطرس بطرس غالي: العلاقات الدولية في إطار منظمة الوحدة الإفريقية، ط 1، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1974م، ص ص 266-279.
(9) Carol, Steven: Israel’s Foreign Policy, Op. Cit., P. 198.
(10) أرشيف (دولة) إسرائيل: وزارة الشئون الخارجية، ملف رقم 5/439، لقاء مع حفيد الإمبراطور قائد سلاح البحرية، السفارة بأديس أبابا إلى قسم إفريقيا “أ”،20 يوليو 1972م، ص 1.
(11) إبراهيم نصر الدين: الديناميات السياسية في إثيوبيا من نظام الحكم الإمبراطوري إلى ممارسات الدرج، في كتاب (القرن الإفريقي المتغيرات الداخلية والصراعات الدولية)، دار النهضة العربية، القاهرة، 1985م، ص 99.
(12) Bishku, Michael: Israel and Ethiopia: From a Special to a Pragmatic
Relationship, in (Conflict Quarterly), Spring 1994, P.49.
(13) أمل الشاذلي: الأطماع الإسرائيلية في القرن الإفريقي، السياسة الدولية، العدد (54)، أكتوبر 1978م، ص 53.
(14)FCO 93/1150: The Horn of Africa, Mr. Tomkys at Near East and North Africa Department to Mr. Munro at East Africa Department, 6 Dec 1977 .
(15) حورية توفيق مجاهد: مرجع سابق، ص 52.
(16) Ojo, Olusola: Africa and Israel: Relations in Perspective, Westview Press, London, 1988, P. 74.
(17) Metaferia, Getachew: Ethiopia and the United States: History, Diplomacy, and Analysis, Algora Publishing, New York, 2009, P. 73.
(18) Bishku, Michael: Op. Cit., P. 49.
(19)Metaferia, Getachew: Op. Cit., P. 73.
(20) Carol, Steven: From Jerusalem to the lion of Judah and beyond, iUniverse
Inc, Bloomington, 2012, P. 305.
(21)FCO 93/1150: Telegram from Mogadishu to FCO, Information Addis Ababa/ Tel Aviv , 6 Jul 1977, P. 1.
(22) Peters, Joel: Israel and Africa: the Problematic Friendship, British Academic Press, London, 1992, P.71.
(23) Klieman, Aaron S: Israel’s Global Reach Arms Sales as Diplomacy, Pergamon, Washington, 1985, 140.
(24)Gorman, Robert: Political Conflict on The Horn of Africa, Praeger, New York, 1981, P. 137.
(25)Dayan Discloses Israel Is Selling Arms to Ethiopia, in (The Washington Post), 7 February 1978, P. A1.
(26) Africa Contemporary Record 1977-1978: Vol.10, Africana Publishing
Company, New York, 1979, P. B252.
(27)Gorman, Robert: Op. Cit., P. 137.
(28) المعز فاروق محمد: إسرائيل والصراع الاستراتيجي في القرن الإفريقي، مطابع السودان للعملة المحدودة، الخرطوم، 2010م، ص ص 375-376.
(29) الأمين عبد الرازق آدم: التدخلات الخارجية وأثرها على الاستقرار في الصومال (1991-2002م)، الخرطوم، 2006م، ص ص 221-223.
(30) أماني الطويل: إسرائيل والقرن الإفريقي.. محددات العلاقة وآليات التطبيق (في كتاب: العرب والقرن الإفريقي جدلية الجوار والانتماء)، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت، 2013م، ص 334.
(31) غادة محمد أحمد زيان: السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه منطقة القرن الإفريقي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، القاهرة، 2014م، ص 125.
(32) نفس المرجع، ص 124.
(33) نفس المرجع، ونفس الصفحة.
(34) المعز فاروق محمد: مرجع سابق، ص ص 378-379.
(35) محمد شريف محمود: الدور الصهيوني في صراع القرن الإفريقي، صحيفة القدس العربي، 13 فبراير 2008م.
(36) إسرائيل تراقب الصومال وتخطط لتهجير يهود الفلاشا، شبكة الصومال اليوم، 25 ديسمبر 2006م، على رابط: http://somaliatodaynet.
(37) غادة محمد أحمد زيان: مرجع سابق، ص 124.
(38) متمردو «الشباب» يهدّدون بقتل جميع الرهائن في «ويست غيت»، موقع جريدة الوطن الكويتية, 23 سبتمبر 2013م، على رابط: http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=306356
(39) تحديات وفرص تجمع بين إسرائيل وإفريقيا، موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، 29 فبراير 2016م، على رابط: http://mfa.gov.il/MFAAR/TheGovernment/Pages/Africa_Israel_relations.aspx
(40) الأمين عبد الرازق آدم: مرجع سابق، ص 223.
(41) نفس المرجع، ونفس الصفحة.
(42) مهند عبد الواحد النداوي: الاتحاد الإفريقي وتسوية المنازعات: دراسة حالة الصومال، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 2015، ص ص 151-152.
(43) آريه عوديد: إسرائيل وإفريقيا، ترجمة عمرو زكريا، ط 1، المؤسسة المصرية للتسويق والتوزيع، القاهرة،
2014م، ص ص441-442.
(44) حسن محمد حاج: إسرائيل والاعتراف بـ”أرض الصومال”، موقع الإسلام اليوم، 8 مارس 2010م، على رابط: www.islamtoday.net
(45) “أرض الصومال” تكشف أطماع إسرائيل في باب المندب، موقع قناة أم بي سي، 19 مارس 2010م، على رابط: http://www.mbc.net
(46) رفائيل أهرين: الرئيس الصومالي عقد مؤخرًا أول لقاء تاريخي مع رئيس وزراء إسرائيلي، موقع تايمز أوف إسرائيل، 5 يوليو 2016م، على رابط: http://ar.timesofisrael.com
(47) إبراهيم عبد القادر محمد: دلالات اللقاء المزعوم بين قادة الصومال وإسرائيل، موقع صومالي تايمز، 8 يوليو 2016م، على رابط: http://www.somalitimes.net
(48) إسرائيل تطرق أبواب الصومال، موقع مركز مقديشيو للبحوث والدراسات، 30 نوفمبر 2017م، على رابط: http://mogadishucenter.com