مقدمة:
كانت التقسيمات الإدارية والحدود السياسية في غرب إفريقيا قبل الاحتلال الأوروبي للمنطقة تتميز بخصوصيات المجتمعات الإفريقية؛ والتي تتحكم فيها الولاءات القَبَلية والطائفية والزعامات الأسرية. فالولاء للأسرة الحاكمة أو السلالة، أو الطائفة المهنية أو حتى القبيلة كانت تشكل الحافز القويّ، وربما الوحيد، الذي يدفع بالإنسان في غرب إفريقيا إلى الدفاع عن الأرض التي ينتمي إليها إلى درجة الموت، فهذا الارتباط الذي تصنعه هذه الولاءات المختلفة هي التي كانت تصنع الانتماءات والحدود السياسية بين الناس.
لكنَّ الممالك العظمى التي تحوَّلت إلى إمبراطوريات عظمى سيطرت بعضها على معظم غرب إفريقيا، مثل مملكة غانا ومالي وسنغاي، فقد انطلقت في البداية من فكرة الطائفة أو الزعامة الأسرية والقبلية، ثم حلَّت الولاءات لفكرة الدولة محلّ القبيلة والطائفة.
أولاً: دور الزعامات الطائفية والقبلية
إن التنظيم الاجتماعي والسياسي للمجتمعات التقليدية في غرب إفريقيا يقودنا إلى ملاحظة أنظمة سياسية متعددة، من بينها النظام الأكثر انتشارًا، وهو نظام الزعامات القبلية، أو ما يُعرَف بالمشيخات. فهذا النظام التقليدي، وعبر كل التقلبات التي مر بها، والمستجدات التي لحقت بتنظيم الدول الوطنية وأجهزة حُكمها، بقي محافظًا على دَوْره الذي لا يمكن الاستهانة به في الحياة الاجتماعية والسياسية للمجتمعات الإفريقية، ومع ذلك فإن ما يسمى زعامة قبلية تقليدية اليوم يحاول البقاء والحفاظ على أصوله التنظيمية المعروفة في غرب إفريقيا لما قبل الاستعمار([1]).
ثانيًا: الانتماء العائلي والطائفي أساس الدول في إفريقيا ما قبل الاستعمار
إن الوحدة الثقافية للمجتمعات في غرب إفريقيا تتجاوز عادة الاختلافات الإثنية واللغوية، فشعب المينيانكا([2]) مثل عدد من شعوب السنغال، مالي، كوت ديفوار وفولتا العليا، وغيرها، يزعمون انتماءهم إلى أصول مشتركة تعود إلى العائلات المتحالفة مع عائلة كيتا التي أسّست إمبراطورية مالي التي أسَّسها سوندياتا كيتا خلال القرن الثالث عشر للميلاد. فلا نجد في أدبيّاتهم ولا في رواياتهم الشفوية ما يُوحي بوجود احتلال لبلدهم من طرف الشعوب المجاورة من بمبارا وديولا وسينوفو وغيرها، رغم أنهم يعتبرون من طرف جيرانهم على أنهم السكان الأصليون للمنطقة.
ففي الفترة السابقة للاستعمار الأوروبي، وباستثناء محاولات الإلحاق الإداري التي كان يقوم بها الغزاة الأجانب؛ فإن أقصى نموذج للوحدة السياسية التي عرفتها تلك الممالك، وشعرت بها تلك الشعوب هو القبيلة أو القرية. فلم تكن هناك حكومة مركزية ولا دولة تُمارس سلطات تشريعية وقضائية وعسكرية على كل المجتمع.
لكنَّ استقلالية القرية وزعيمها لا تمنع من وجود تحالفات ظرفية بين القرى والقبائل، سواء لأغراض دفاعية أو هجومية، فظهور الزعيم السياسي المعروف بسيد الأرض لا يمكن أن يكون بدون غزو أو وجود ضغط وتهديدات خارجية([3]).
ثالثًا: نموذج دولة الزعامات في مملكة كونغ
طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر خلال فترة ما قبل الاستعمار الأوروبي كان النظام المركزي ضعيفًا جدًّا في منطقة غرب إفريقيا؛ حيث كان يحكمها عدد من الزعامات القبلية والعائلية الصغيرة، لكنَّ النظام السياسي الذي يمكن أن نطلق عليه دولة هو مملكة كونغ بكوت ديفوار التي كانت تسيطر عليها زعامات الديولا([4]). وبالقرب من كونغ فإن الشعوب التي كانت خارج سيطرة الديولا كانت تخضع لزعامات من السينوفو، ويبقى الاستثناء الوحيد هو مملكة كاديوها (Kadioha)([5]).
وبالرغم من احتمال سيطرة زعامات السينوفو من قبل؛ إلا أن بداية نظام الحكم المركزي في منطقة نهر الفولتا وكوت ديفوار ارتبط بهجرات الديولا بداية من الربع الأخير من القرن السادس عشر للميلاد، فأول ثلاث مستعمرات للديولا كانت بورون، دياندانا، وفارانينكا، بينما آخر مستعمرتين كانت في محيط كورهوغو، فلقد تحولت بسرعة كلّ من فارانينكا وبورون موقع لمشيخة صغيرة، بعدها أخذت محلها مستوطنة كورهوغو([6]).
استمرت هجرات الديولا خلال القرن السابع عشر، لكن هذه المرة لم يكتفوا بإنشاء قرى جديدة، وإنما أيضًا باحتلال أحياء منفصلة من قرى تابعة للسينوفو. فلقد تشكلت خلال القرن 17 على الأقل مشيختان جديدتان؛ واحدة في كونغ تحت سيطرة زعامات من نهر الفولتا، والثانية في نافانا تحت سيطرة زعامات من الماندينغ، لكنَّ أهم حدث ميّز تاريخ النظام السياسي في المنطقة كان بدون منازع هو سيطرة الديولا على الزعامة في كونغ بعدما أطاح أحد زعماء الديولا وهو سيكو واتارا (الشيخ واتارا) المسلم بالزعيم الوثني لاسيري غبومبيلي، واستولى على الحكم في كونغ([7]).
فهذا الحدث يُعدّ تحولاً جذريًّا في توازنات القوى في المنطقة، فلقد قامت كونغ بإرسال حملات عسكرية توسعية متنوعة طوال فترة حكم سيكو واتارا، وفي منتصف القرن الثامن عشر أحكم جيش كونغ سيطرته على كامل المنطقة الغربية لمملكة كونغ. رغم أن هناك أدلة تثبت أن بعض تلك الحملات العسكرية لم تكن تحت رعاية ملك كونغ، وإنما كانت حملات مستقلة([8]).
عند وفاته ترك سيكو واتارا اثني عشر (12) ولدًا، تقاسموا السلطة فيما بينهم، وفرضوا النظام في كل البلاد، وخاصةً على الطرق التجارية المؤدية إلى كونغ، استحوذ أكبرهم ويدعى كاراموكو أولي واتارا على السلطة العليا، وحكم لمدة أربعين سنة، وكان مقره بكونغ. بينما كان يُسيِّر المقاطعات والقرى أشخاص من الديولا، لكنهم ليسوا من عائلة واتارا؛ حيث كانوا يستعينون بمجلس القبيلة ويستشيرونهم في القضايا الشائكة التي لم يتمكنوا من البتّ فيها بمفردهم. وبالتالي حرص هذا الملك على إقامة نظام شبه برلماني قائم على الشورى، كان يهدف من خلاله إلى منع أفراد أسرة واتارا من الاستبداد بالحكم والرأي([9]).
رابعًا: مملكتا مالي وسنغاي ونموذج الولاء للزعيم القومي
1- مملكة مالي
عندما نتحدث عن التنظيمات السياسية والإدارية لإمبراطورية مالي؛ لا بد أن نعترف بالدور الذي أنجزه سوندياتا كيتا، الذي نقل النظام السياسي إلى مرحلة لم يسبقها إليه أي زعيم من قبل، ولم تصل إليها أي دولة إفريقية في مرحلة ما قبل الاستعمار الأوروبي، بل ولم نرها إلا مع تشكُّل نموذج الدول الوطنية في عصر النهضة الأوروبية، وذلك من خلال عدة اعتبارات يمكن أن نلخصها فيما يلي:
أ- تأسيس مجلس دستوري:
لقد دعا سوندياتا مباشرة بعد تحرير مملكة مالي من سيطرة الصوصو، واعتلائه العرش، إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر تأسيسي في قرية كوروكان فوكا سنة 1236م؛ حيث وضع الأُطر العامة للسياسة العامة للبلاد، وأسَّس النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمملكة مالي، والذي سارت عليه عدة قرون إلى غاية الاحتلال الأوروبي([10]).
وقد احتفظ خلفاؤه من بعده بتلك الأسس وطوّروها حسبما تقتضيه ظروف الإمبراطورية وتوسعاتها، كما استقوا بعض التنظيمات الأخرى من الدول التي سبقتهم في هذا المجال، وخاصةً الدول الإسلامية بالمشرق كمصر والحجاز، والتي تأثر بها ملوك مالي من خلال رحلاتهم إلى الحج، كما استفادوا من نصائح بعض مستشاريهم من المسلمين الذين كانوا يستعينون بهم([11]).
ب- النظام الكونفدرالي:
قد تبنَّت مملكة مالي نظامًا سياسيًّا ميَّزهم عن غيرهم من الأُسَر المالكة في السودان الغربي ككل، ولعل أهم خاصية في إدارتهم هي نظام الحكم (اللامركزي)، وهو نفس النظام الذي أسَّسه سوندياتا، لكنهم أدخلوا عليه بعض التعديلات. فلقد كانت إمبراطورية مالي أثناء أوج قوتها تتميز بنظام كونفدرالي (أو اتحاد تعاهدي) تضم 400 مدينة([12])، وكانت هذه المدن موزعة على أربعة عشر إقليمًا([13])، وكانت هذه الأقاليم بدورها موزّعة على خمس ممالك أو سلطنات؛ هي: مملكة مالي، مملكة كوكو أو سنغاي، مملكة غانة (التي تقلصت إلى إمارة صغيرة هي باغانا)، مملكة تكرور التي كانت تابعة إلى عشيرة ديارا، مملكة صوصو ومملكة الجولوف (في منعطف السنغال) تتمتع هذه الممالك باستقلال داخلي، لكنها تقدّم كلها الولاء لصاحب مملكة مالي([14]).
وكانت هذه الممالك تضم عددًا من الإمارات أو المقاطعات أو السلطنات تتمتع كل واحدة منها باستقلال واسع لكن في إطار الإمبراطورية([15])، وكانت تعرف هذه المقاطعات أيضًا بـ”كافو” على رأس كل واحدة منها حاكم أو رئيس يدعى فاران (أو فاربا)([16]). وإن كان سوندياتا كيتا هو مَن وضع منصب الفربا، إلا أن خلفاءه أدخلوا بعض التعديلات وحددوا صلاحيات كلّ فربا حسب الظروف المستجدّة. ويعرف هذا الحاكم أيضًا بلقب ديامان تيغي أو كافو تيجي، وهو الذي يُمثّل سلطة مالي في مقاطعته، كما أنه يعد المتكلم باسم سكان المقاطعة لدى منسا مالي إذا اجتمع برعيته([17])، أي يعد بمثابة نائب السلطان حسب ابن بطوطة الذي يقول بأن فربا معناه النائب([18]).
جـ- وجود مفهوم الدولة الأمة:
على اختلاف الممالك الإفريقية السابقة لدولة مالي التي كانت فيها الزعامة القبلية أو الدينية أو العائلية هي أساس تكوين الدول؛ فإن مملكة مالي بقيادة سوندياتا كان لها تصوُّر أكثر تطورًا للدولة، وهو الدولة الأمة، فبمجرد أن تحررت مالي من سيطرة الصوصو، واستولت على الأقاليم التي كانت تابعةً لها بدأ سوندياتا يُفكّر في توحيد الأمة المالية تحت سيطرته، وبدأ بتوحيد شعب المندينغ([19]) تحت قيادة واحدة، خاصةً بعدما أخضع كل الممالك الواقعة شمالاً مثل سانساندينغ، ديا ديورة وباسيكونو. ووصل إلى غاية بلاد الأوكر في موريتانيا الحالية حيث ضم غانة.
بعد ذلك قام زعماء قبائل الماندينغ بتنصيبه إمبراطورًا عليهم، وخلال حفل التنصيب ظهر في المنصة الشرفية أمام الزعماء لاستقبال إشارات الولاء، وكان يدرك جيدًا بأن زعامته لإمبراطورية مالي (أو مندن) لا بد أن تمر عبر توحيد الأمة المندية كلها تحت سلطة رجل واحد؛ حيث صرّح أمام الجماهير الغفيرة التي استقبلته بعد حربه مع الصووصو قائلاً: «يجب أن نجعل من مندن بلدًا موحدًا كما كانت واغادو (غانة)، أي متضامنة مثل أصابع اليد الواحدة، ذلك أن أصبعًا واحدًا لا يستطيع مسك حجرة لوحده وبتناسق مثلما هو الحال أيضًا بالنسبة للأسنان واللسان والفم»([20])، لهذا دعا سوندياتا إلى إشراك الجميع في إدارة البلاد، كما دعا كل أمراء مندن إلى القدوم إلى الجمعية العامة التي أقامها لتقرير مصير مندن، والتي عرفت باسم جيكول -أوكيلن (Djekoul-Oukelen)([21]).
ونشير هنا إلى أن الإسلام قد مارس دورًا جوهريًّا في توحيد قبائل الماندينغ؛ وذلك لخصوصية هذا الدين الذي ينزع إلى الطابع الإنساني، البعيد عن الحدود القَبَلية الضيقة التي رسمتها الأعراف والتقاليد الوثنية، رغم أن سوندياتا لم يكن يجهر بإسلامه، ولم يستعمل الخطاب الديني الإسلامي في دعوته، بل كان يُخفي إسلامه عن رعيته التي تغلب عليهم التقاليد والمعتقدات الوثنية([22]).
2- مملكة سنغاي ونموذج الدولة الدينية
على خلاف مملكة مالي التي كان النظام السياسي فيها يستند بالدرجة الأولى على الزعامة القبلية والعائلية المجسّدة في عائلة كيتا، ومكانتها الاجتماعية، ثم تطوّر على يد سوندياتا إلى مفهوم الأمة باعتباره قائدًا عسكريًّا ومحاربًا وفاتح الأقاليم، فإن مملكة سونغاي كان الدين الإسلامي هو الدعامة لقيام الدولة واستمرار نظام الحكم؛ مهما اختلفت الأسر الحاكمة، باستثناء فترة حكم بر علي وابنه أبي بكر داعو، فتاريخ قيام مملكة سنغاي كما ترويه المصادر التاريخية (رغم ما ينطوي عليه من مبالغات أسطورية) فإنه كان نتيجة قدوم أَخوين مسلمين من اليمن، وقتلهما للشيطان الذي كان يَعبده أهل سنغاي، والذي كان يتجسد لهم في صورة حوت كبير، وبهذا نالت عائلة زا أو ديا الشرعية لحكم مملكة سنغاي([23]).
كما أن الفقهاء والعلماء كان لهم دور كبير ومكانة مهمة في البلاط الملكي في سنغاي. فلاحظنا أن الأسقيا محمد الكبير رغم كونه ضابطًا عسكريًّا، وكونه جلس على عرش سنغاي بعد انقلاب عسكري أطاح به بأبي بكر داعو، إلا أنه حاول أن يصبغ حركته الانقلابية صبغة دينية على غرار الأسر التي سبقته عندما برّر انقلابه برفض الملك المخلوع تطبيق الشريعة الإسلامية([24])، وقرّب إليه الفقهاء والصالحين، ورفع من مكانة علماء تنبكتو، وعمل على ترضيتهم بالأعطيات والهبات، وجعل يسأل العلماء العاملين عن سُنَّةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويسير على أقوالهم، كما افتتح عهده برحلة عظيمة إلى الحج؛ حيث ادعى فيها بأن بالخليفة العباسي ألبسه القلنسوة الخضراء والعمامة البيضاء وجعله خليفة المسلمين على بلاد التكرور (يقصد بلاد السودان الغربي) عندما التقاه بمكة، وأن كل من خالفه في ذلك الأمر أو نازعه فيه في تلك البلاد؛ فقد خالف الله تعالى ورسوله([25]).
لقد تمكَّن الأسقيا محمد توري أن يقيم إمبراطورية واسعة سيطرت على معظم الأقاليم التي كانت تابعة لمملكة مالي في الغرب والشمال، وتوسَّع جنوبًا على قبائل الوثنيين في نهر الفولتا وشعوب الموشي بعدما رفع راية الجهاد هناك([26]).
لكن بعدما استقام الأمر للأسقيا محمد أسَّس دولة مركزية شبه كونفدرالية بعدما قسَّمها إلى قسمين، وألغى الزعامات القبلية، وعيَّن الولاة على أساس الولاء لشخصه، ويأتمرون بأمره، وهيكل الدولة بهياكل جديدة، مُؤسِّسًا بذلك مفهوم الدولة الوطنية، لكن باستغلال الشرعية الدينية.
خامسًا: واقع الخريطة السياسية لإفريقيا قبيل الاستعمار الأوروبي
من المعلوم أن وجود الأوروبيين في غرب إفريقيا كان منذ أواخر القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر مع الكشوفات البرتغالية، لكن إلى غاية أواخر القرن 18 اقتصر الوجود الأوروبي على بعض الموانئ الساحلية وبعض تحصيناتها التي أُقيمت على الأراضي التي بقي زعماؤها المحليون يحتفظون بسيادتهم عليها، يُضاف إلى ذلك بعض التواصل المتقطع بين بعض الشركات التجارية الأوروبية والزعماء المحليين من أجل التجارة أو من أجل التنصير، لهذا فإن الخريطة السياسية لإفريقيا الغربية في حدود سنة1749م([27]) تظهر فيها المناطق التي زارها الأوروبيون في الساحل بأسماء توبونومية كثيرة، بينما المناطق الداخلية المجهولة بالنسبة للأوروبيين ظهرت على شكل مساحات كبيرة بيضاء بدون أسماء، واكتُفي فقط بتخطيط بعض أنهارها وشبكتها الهيدروغرافية. وحتى في سنة 1788م، أي بعد أكثر من ثلاثين سنة لما اجتمع مجلس النبلاء في بريطانيا من أجل تأسيس الجمعية الإفريقية (أو ما يُعرَف بجمعية ترقية الكشوفات في دواخل إفريقيا) أعرب أعضاء المجلس أن معلوماتهم بخصوص داخل القارة الإفريقية لم يُحقِّق أدنى تطور مقارنةً بما حققه السابقون([28]).
إنَّ هذا الجهل الأوروبي بالخريطة السياسية لغرب إفريقيا قبل القرن 19م كان يستجيب للمعطيات السياسية وطبيعة النظم السياسية التي تعرّضنا لها بالتحليل والتوضيح في هذا المقال، وبهذا فلا بد من التنويه بأن خريطة غرب إفريقيا ما قبل الوجود الأوروبي بدأت بالتشكل منذ بداية القرن 16م، أي بعد سقوط آخر الإمبراطوريات القوية التي سيطرت على المنطقة منذ القرن 12م، وهي مالي وسنغاي تاركة المجال لزعامات القبلية والدينية والعائلية، وحتى الأرستوقراطيات التجارية تحدد تلك الخريطة.
1- منطقة الساحل والنيجر الأعلى:
في منطقة الساحل نلاحظ أنه بسقوط مملكة سنغاي واحتلالها من طرف المغاربة السعديين، انتهى عهد الإمبراطوريات أو الدولة الأمة، بعدما سقطت مملكة مالي قبل ذلك على يد السنغاي، وبهذا دخلت بلاد عرب إفريقيا، انطلاقًا من منعطف نهر النيجر إلى غاية خليج غينيا مرورًا بنهر الفولتا، في حرب الزعامات والتفتُّت. فمملكة مالي التي لم تعد تعني أكثر من مملكة صغيرة متخذة من نياني عاصمة لها إلى غاية سنة 1670م، قبل أن تسيطر على عاصمتها القديمة كانغابا مملكة سيغو البمبارية([29]) بقيادة بيتو كولوبالي بعدما تقلصت الإمبراطورية إلى عدة مملكات صغيرة([30])؛ حيث أقام البمبارا دولتيهما في كل من سيغو وأخرى في كارتا؛ حيث سيطرت مملكة سيغو إلى غاية وفاة بيتو كوليبالي على منعطف نهر النيجر وضمت منطقة موبتي وجني وسيغو وكل المنطقة الممتدة من تنبكتو إلى غاية باماكو الحالية([31]).
بينما سيطرت مملكة بمبارا بكارتا خلال أوج قوتها بين سنتي 1818 و1832م على الجنوب في غالام، بامبوك، سالوم، وعمومًا بلغت امتدادات مملكتي البمبارا في أواخر القرن 18 وبداية القرن 19م في عهد الملك “مونزون” وابنه “دا مونزون” إلى غاية منطقة ماسينا بالسنغال وجزء من غينيا العليا(([32].
وفي غرب غابات السافانا في الدلتا الداخلية لنهر النيجر ظهر في 1818م ظهر من الفولاني الشيخ أحمدو شيخو لوبو، والذي دعا إلى جهاد البمبارا الوثنيين، وأنشأ خلافة اقتداءً بشيخه عثمان دان فوديو وأسَّس لها عاصمة سُمِّيت بـ”حمد الله”، لكن بعد وفاته سنة 1845م ضعفت مملكته وفشل أبناؤه من بعده في التصدي لهجمات الحاج عمر تال([33]).
ومع النصف الثاني من القرن 19م، كانت دولة الماندينغ، التي أسَّسها ساموري توري، قد ظهرت قبيل استكمال جولات مؤتمر برلين الخاص بتقسيم مناطق النفوذ بين الأوروبيين في إفريقيا؛ حيث انطلق من منطقة واسولو سنة 1870م، وفرض نفسه زعيمًا على منطقة بيسندوغو (جنوب غرب غينيا)، واستولى على سنغاران وبعض الأقاليم على نهر النيجر الأعلى وتلقب بأمير المؤمنين، معلنًا الحرب على الوثنيين، كما عبر النيجر وبسط سيطرته على العاصمة القديمة للمندينغ كانغابا، ووصلت تهديداته إلى غاية نياغاسولا في شمال شرق غينيا، والتي لا تبعد إلا بـ120 كم من القاعدة الفرنسية في كيتا التي تأسست حديثًا([34]).
وبالتالي دخل في حرب مع القوات الفرنسية بقيادة الجنرال بورنيس ديسبوردس (borgnis-desbordes)([35])، لكن الشيء المؤكد هو أن حركة ساموري توري وحروبه كانت السبب الرئيسي في تشكيل خريطة كل من كوت ديفوار وغينيا الحديثتين.
2- منطقة السنغال:
أما في السنغال فنجد أن مملكة التكرور التي استقلت عن مملكة سنغاي، والتي توحدت مع ممالك أخرى بين السنغال وغامبيا تحت ظل إمبراطورية الجولوف، ما فتئت، خلال منتصف القرن 17م، أن تفككت هذه الإمبراطورية إلى حوالي سبع ممالك على الأقل، منها مملكة الوالو عند مصب نهر السنغال، فوتا تورو عند المجرى الأوسط للنهر، مملكة كايور، الباول، السين وسالوم، بينما تمكن كولي تانغيلا من إنشاء امارة دينيانكي، واستقل عن إمبراطورية الجولوف([36]).
وما فتئت أن عرفت خريطة السنغال في السبعينيات من القرن 18م تغييرًا آخر بعد ظهور مملكة إسلامية بفوتا تورو التي يقودها الأئمة والفقهاء بعد حركة إصلاحية قادها سليمان بن راسين بال ضد دولة دينيان كوبي([37]).
3- إمبراطورية التكرور بالسنغال
وفي النصف الأول من القرن 19 ظهرت حركة أخرى في منطقة الفوتا، وهي حركة الحاج عمر الفوتي الذي أسَّس دولة الفوتا تورو العمرية (نسبة للحاج عمر) التي ضمَّت مناطق واسعة في السنغال ومالي الحاليتين؛ حيث استولى على تامبا الشرقية للسنغال، وقتل حاكمها وكل الرجال البالغين وسبى نساءهم، ثم غزا دينغيراي في شمال غينيا، ثم عبر نهر بافينغ، واستولى على سولو وكاكاديان؛ ثم دخل البامبوك، فولادوغو، ديانغيرتي، كارتا، باخونو، بيليدوغو، كارتا، كينغي، ديونبوخو، كانياريمى، بالإضافة إلى أراضي جالا، وسيغو في شرق مالي، وماسينا([38]).
لكنَّ حركته واجهت مقاومة البمبارا خاصة بعد احتلاله لنيورو عاصمتهم بكارتا، ورغم طلبه المساعدة من ملك ماسينا حمادو ــــ حمادو، لكن هذا الأخير أرسل إليه جيشًا لمحاربته، وليس لمساندته، بعدها بدأت المصاعب والمجاعة تضرب جيشه، وبدأ الجنود يهربون من جيشه([39]) قبل أن يصطدم بالاستعمار الفرنسي في المنطقة بقيادة فيدريب ويدخل في حرب معه ابتداءً من سنة 1855م، بعدما حاول أن يتحاشاها قبل ذلك لمدة خمس عشرة سنة([40]).
4- نيجيريا:
في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تعيش على وقع أحداث نابوليون وغزواته، شهدت بداية القرن 19م بغرب إفريقيا نهضة دينية ذات طابع إصلاحي قادها الفلاتة بزعامة الشيخ عثمان دان فوديو الذي أسس إمبراطورية الفولاني بسوكوتو والتي عُرفت بخلافة سوكوتو. ولقد انطلقت حركته من إمارة غوبير شمال غرب نيجيريا، ثم انتشرت لتشمل سوكوتو بنيجيريا مقرًّا لعاصمته، ثم غزا الإمارات الهوساوية مثل كانو، كاتسينا (كشنة)، زاريا وزنفرا، وغيرها حتى بسط سيطرته عليها كلها، والتي شملت حوالي ثلاثين إمارة، ولم يُوقفه من جهة الشرق إلا الإمام الكانمي محمد الأمين الكانمي([41]).
فلقد تمكن الشيخ عثمان من بناء دولة تمتد من بحيرة تشاد من الشمال الشرقي، وتصل إلى غاية نهر شاري وحدود مملكة كانم من الشرق، وإلى غاية المحيط الأطلسي من الجنوب الغربي، ومن الغرب ممالك التكرور والفوتا تورو بالسنغال، ومن الجنوب وصلت إلى غاية الكاميرون، بينما تصل إلى الحدود مع بلاد الطوارق([42]).
ولقد حافظ ابنه من بعده محمد بللو على خريطة دولة سوكوتو؛ بعدما تصدّى لاعتداءات جيش الكانم 1826م، وتصدى لغارات أمراء كاتسينا بعدما تحالفوا مع الطوارق، وألحق بهم خسائر فادحة 1836م([43]). واستمرت دولة سوكوتو محافِظةً على حدودها إلى غاية وصول الاستعمار البريطاني إلى المنطقة.
5- منطقة نهر الفولتا وخليج غانا:
كانت منطقة نهر الفولتا ميدانًا لممالك الموشي، وقد ارتبط اسم هذه المنطقة باسم النهر العظيم الذي يعبرها، وهو نهر الفولتا لذي ينبع من بوركينا فاسو الحالية، ويصبّ في خليج غينيا؛ حيث توجد جمهورية غانا الحالية (ساحل الذهب سابقًا)، ويمر عبر مجراه الأسفل بعدة دول مثل جهورية كوت ديفوار، غانا، مالي وتوغو الحالية. وتمتد هذه المنطقة عبر مساحة تتجاوز حدود نهر الفولتا، وتشمل منعطف نهر النيجر في الشمال الشرقي، وإلى غاية كوت ديفورا والغابات الاستوائية. فهذه الأراضي كانت تحت سيطرة ممالك الموشي قبل القرن18م، التي توحدت تحت سيطرة إمبراطورية واغادوغو([44]).
لكن في أواخر القرن 18م وصلت هجرات من طائفة اليارسي([45]) “التجار”، ونشروا الإسلام في البلاط الملكي الموشي، بعدها ظهور إمبراطورية الفولاني بزعامة الشيخ عثمان دان فوديو، وتأثير حركة التكرور بزعامة ساموري توري في المنطقة التي شاركت الموشي في منطقة نهر الفولتا، قبل انعقاد مؤتمر برلين وتصبح المنطقة برمتها كمنطقة نفوذ فرنسية([46]).
6- كوت ديفوار:
لما سيطرت عائلة واتارا بزعامة سيكو(شيخو) واتارا على الحكم في إمارة كونغ سيطرت هذه الأخيرة على التجارة وعلى طرقها الأساسية بين كونغ ومختلف الأسواق المهمة مثل بوبو ديولاسو([47]) وجني، وسيطرت على نهر النيجر، وحقَّقت نوعًا من الوحدة على شعوب المنطقة بإخضاعهم للسينوفو، الغيميني بالجنوب، التغوانا بالجنوب الغربي، التافيري، النفانرا، الكيمبارا بالغرب، الفولو في الغرب، ووضع حدًّا لتمرد البمبارا([48]).
كما تمكنت عائلة واتارا من إنشاء مملكة إسلامية قوية ومنظمة بسطت سيطرتها على منطقة الأدغال في كوت ديفوار، وتداول على حكمها أحفاد سيكو واتارا طوال القرن الثامن عشر، لكن في أواخر هذا القرن دخلت المملكة في صراع مع ساموري توري انتهت بتدميرها سنة 1897م، والذي كوّن دولته التي شملت مالي الحالية وفوتا جالون السنغالية، مؤسِّسًا إمبراطورية الواسولو، ولكنه واجَه في نفس الوقت ظهور قوة الاستعمار الفرنسي في المنطقة([49]).
خاتمة:
يظهر من خلال هذه الدراسة أن طبيعة دول غرب إفريقيا المبنية على الزعامات القبلية والدينية تارةً، وعلى الزعامة العسكرية تارةً أخرى، شكَّلت ظرفًا مُمهِّدًا للاستعمار الأوروبي الذي وجد الأرض خصبة لضرب الزعامات بعضها ببعض، خاصةً وأن دول غرب إفريقيا قبيل انعقاد مؤتمر برلين دخلت في أزمة شرعية بين القبائل الإفريقية التي كانت تستند في ظاهرها إلى شرعية الزعيم الدينية والقبلية، لكنَّها في واقع الأمر كانت تخضع لمنطق القوة، وهو المعيار الذي كان لصالح الدول الأوروبية المُصنّعة والمُدجّجة بأحدث الأسلحة وأكثرها تطورًا تكنولوجيًّا، والتي بدأت تُحدِّد حصصها في مناطق النفوذ الذي جسَّده فيما بعد مؤتمر برلين.
________________________
الهوامش
Michel Jules Mahier Bah, César Léonce Koffi Eben-Ezer, Charles Sylvain Gade, La chefferie [1] traditionnelle à l’épreuve des mutations et compétitions politiques en Côte d’Ivoire : cas de Kéibly dans la sous-préfecture de Bloléquin en pays Wê. In ; AutrepartAutrepart , (N° 86)2018/2 (N° 86) Éditions Presses de Sciences PoPresse 2018/2, Pp 125 à 138 /
–[2] المنيانكا: هم مجموعة بشرية يحتلون الأراضي الواقعة جنوب مالي الحالية في المقاطعات الإدارية لكل من سيكاسو وسيغو، وتضم أراضيهم ثلاثة أنهار؛ هي: نهر باني في الشمال، وفرعاه في الجنوب والشرق. ورغم أن المنيانكا يعتبرون إثنية متجانسة؛ إلا أنهم يتداخلون مع إثنيات أخرى مثل الديولا والسينوفو في الشمال، ومع البوبو في الشرق، ومع البمبارا في الشمال والديوكا في الغرب.
[3] Jonckers Danielle, Colleyn Jean-Paul. La communauté familiale chez les Minyanka du Mali. In: Journal de la Société des Africanistes, 1974, tome 44, fascicule 1. pp. 43-52.
DOI : https://doi.org/10.3406/jafr.1974.1748
www.persee.fr/doc/jafr_0037-9166_1974_num_44_1_1748
[4] الديولا (أو الجولا): هي مجموعة من العشائر المندية وخاصة من المالنكي والسوننكي، يحترفون التجارة المتنقلة أو ما يعرف بتجار المسافات الطويلة، حيث سيطروا على المراكز التجارية الخاصة بتجارة الذهب ونبات الكولا، انطلاقًا من مالي إلى غاية الغابات الاستوائية، لذلك تمكنوا من خلال نشاطهم التجاري من الخروج من النطاق الجغرافي لمملكة مالي والوصول إلى منطقة الغابات الاستوائية، حيث يوجد منجم الذهب ونبات الكولا، وهو ما مكَّنهم من تكوين تجمعات تجارية هناك جعلتهم مع مرور الوقت يسيطرون على القبائل في منطقة الغابات. انظر: نور الدين شعباني، طائفة الديولا ودورها في نشر الإسلام في منطقة الغابات الإفريقية، مجلة الدراسات التاريخية، مجلد2، عدد3، سنة 2014م، ص ص 8 – 24. موقع إلكتروني: https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/197/2/3/65473
[5] كاديوها (Kadioha): هي منطقة تقع شمال جمهورية كوت ديفوار في مقاطعة كوهوغو في منطقة السافانا الغابية، وكانت كاديوها خاضعة لتجار الديولا في كونغ، وهي الحالة الوحيدة التي مارس فيها الديولا السيطرة على زعامات من السينوفو.
Launay Robert. Warriors and Traders. The Political Organization of a West African Chiefdom. [6] In: Cahiers d’études africaines, vol. 28, n°111-112, 1988. Manding. pp. 355-373.
DOI : https://doi.org/10.3406/cea.1988.1657
www.persee.fr/doc/cea_0008-0055_1988_num_28_111_1657
[7]– للمزيد انظر: نور الدين شعباني، طائفة الديولا ودورها، مرجع سابق، ص18.
[8] Launay Robert. Warriors and Traders. The Political Organization of a West African Chiefdom, Op.Cit, p35
[9] Binger, Du Niger au golf du Guineé par le Pays du kong et le Mossi, Librairie Hachette, et centrale, Paris,1892, Tome1, P224.
Sissoko (Birama) :La charte de l’ancien empire du Mali pourrait inspirer les Maliens 10 d’aujourd’hui. Article publié par : Le centre Djoliba, Mali. Juillet1996 sur le site
http : //base.d-p-h.info/fr/corpus.1207.html.
[11]– جون فايج ورولاند أوليفر: جون فيج: تاريخ غرب إفريقيا. ترجمة وتعليق وتقديم؛ يوسف نصر، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الأولى، 1982م، ص35.
[12]– كعت (محمود)، تاريخ الفتاش، تاريخ الفتاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس. طبعة هوداس وموريس دولافوس، المكتبة الأمريكية والشرقية، باريس، 1964م. ص67.
[13]– العمري (أبو الفضل)، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تح: عزة أحمد عباس، الطبعة الأولى، أبو ظبي، المجمع الثقافي، 2002م، ج4، ص109.
[14]– القلقشندي: صبح الأعشى، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، الجزء الخامس، المطبعة الأميرية بالقاهرة، 1333هـ/ 1915م، ج5، ص 292.
[15]– جبريل تمسير نياني، مالي والتوسع الثاني للماندينغ. ضمن كتاب: تاريخ إفريقيا العام، صادر عن منظمة اليونسكو، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، لبنان، 1988م، المجلد الرابع. ص167.
[16]– هي كلمة مالنكية تعني الموظف السامي، وأصل الكلمة هو فاربا أو فاما، لكنها حرفت، وقد تعني أيضًا القائد العسكري.
[17]– السعدي (عبد الرحمن)، تاريخ السودان، طبعة هوداس، باريس، 1964م، ص10.
[18]– ابن بطوطة (أبو عبد الله محمد بن إبراهيم)، تحفة النظار وغرائب الأمصار وعجائب الأسفار (المعروف بالرحلة). دار صادر، بيروت، لبنان، 1992م، ص 676.
[19]– يُعد شعب المندينغ الشعب الأكثر شهرة وانتشارًا في منطقة نهر النيجر والسنغال وكل غرب إفريقيا، من المحيط الأطلسي إلى غاية جمهورية نيجيريا الحالية. وينضوي تحت هذه المجموعة الإثنية عدد كبير من الشعوب والفروع كلها تنسب إلى هذا الشعب مثل الديولا، الونغارا، المالنكي، الصوصو، الكاغورو، السونوفو، البوزو، السومونو، السوننكي وغيرها، ولقد تمكن سوندياتا من توحيدها تحت سلطة واحدة يتزعمها المالنكي. انظر: شعباني نور الدين، عائلة كيتا ودورها في مملكة مالي الإسلامية، رسالة دكتوراه في التاريخ، جامعة الجزائر 2، السنة الجامعية: 2012-2013، ص41.
[20] Youssouf Tata Cissé et Wa kamissoko, La grandegeste du Mali, tome2 : Soundjata la gloire du Mali. Editions: Karthala-Arsan, Paris, 2009 ,p32.
[21]– شعباني نور الدين، دور عائلة كيتا، دار القدس الذهبية للنشر والتوزيع، الجزائر، 2019م، ص ص 66 وما يليها.
[22] – السعدي (عبد الرحمن)، تاريخ السودان، طبعة هوداس، باريس، 1964م، ص5.
[23]– شعباني نور الدين، مملكة سونغاي في عهد أسرة زا(ديا)، مجلة الدراسات التاريخية والاجتماعية، العدد11، 2016م، ص ص50-64.
– [24] زبادية (عبد القادر)، مملكة سنغاي في عهد الإسقيين، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1971م، ص32.
[25]– محمود كعت، تاريخ الفتاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس، وذكر وقائع التكرور وعظائم الأمور وتفريق أنساب العبيد من الأحرار، (المشهور بتاريخ الفتاش)، دراسة وتعليق: آدم بمبا، مؤسسة الرسالة ناشرون، بيروت، لبنان، طبعة أولى، 2014م، ص93.
[26] – نفسه، ص 100 وما يليها.
[27] – هذا بناء على خريطة لإفريقيا نشرها جون باتيست بورغينيون (Jean Baptiste Bourguignon) وهو عالم جغرافي ورسام خرائط فرنسي، وذلك سنة 1749م.
[28] Isabelle Surun, « L’exploration de l’Afrique au xixe siècle : une histoire pré coloniale au regard des postcolonial studies », Revue d’histoire du XIXe siècle [En ligne], 32 | 2006, mis en ligne le 03 novembre 2008, consulté le 12 octobre 2023. URL : http://journals.openedition.org/rh19/1089 ; DOI : https://doi.org/10.4000/rh19.1089
[29] – يعد البمبارا من شعوب الماندينغ، استقرت في منطقة نهر النيجر الأعلى، وأسست دولتيهم في كل من سيغو وكارتا من طرف عائلة كوليبالي خلال القرن 17م مستفيدة من سقوط مملكتي سنغاي ومالي. انظر: شعباني نور الدين، عائلة كوليبالي ودورها في مملكة البمبارا بين 1600 و1800م، مجلة الدراسات الإفريقية، مجلد1، عدد 2،2015، ص ص 97 – 116. موقع إلكتروني: https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/233/1/2/37632
[30] Mamadi Aisa , Traditions et légendes du Soudan occidentale. Traduit de L’Arabe par Maurice Delafosse ,Publié par :Comité de l’Afrique Française, Paris, 1913, p303
[31] – نور الدين شعباني، عائلة كوليبالي، مرجع سابق.
[32] Jaques Giri, Histoire économique du Sahel, Des empires a la colonisation, éditions Karthala, Paris, p166, 1994.
John Ilife, Les Africains (Histoire d’un continent), traduit de l’Anglais par : Jean –Paul Mourion [33] Cambridge university press, 1995, P347.
Delafosse(Maurice), Haut senegal-Niger, , Emile Larose Librairie-Editeur, Paris, 1912, Tome2, [34] p344.
[35]– هو غوستاف بورنيس ديسبورديس جنرال فرنسي، ويعد الشخصية رئيسية في الغزو الإمبراطوري الفرنسي للسودان الفرنسي. كان القائد الأعلى للمنطقة العسكرية الفرنسية في Haut-Sénégal ، الملحق بالحكومة الاستعمارية في السنغال بين سنتي 1880 إلى 1888م.
[36] Ibidem
[37]– علي يعقوب، الدولة الإمامية في فوتا تورو، ودورها في نشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية، مجلة قراءات إفريقية، عدد53، أبريل 2022م.
[38] Groupe d’historiens sous la direction d’Emmanuel Grégoire et Pascal Labazéé, Grands commerçants de l’Afrique de l’ouest (Logique et pratique d’un groupe d’hommes d’affaires contemporaine, éditions Karthala, tome, Paris, 1993, P76.
Delafosse(Maurice), Haut senegal-Niger, Op.Cit, p313 . [39]
[40]– محمد بن شوش، مقاومة الحاج عمر (18400-1846م)، مجلة الدراسات الإفريقية، مجلد 3، عدد5، 2016، ص ص 11 – 15.
[41] Robert et Marianne cornevin, Histoire de l’Afrique (des origines a la 2éme guerre mondiale, 4eme Editions, petite Bibliothèque Payot, paris, 1964, P258.
[42] – فتحة محمد، المرجعية المالكية في فكر الشيخ عثمان بن فودي الإصلاحي (1168 – 1232ه/1754 – 1817م، أطروحة دكتوراه في التاريخ، جامعة خميس مليانة 1442-1443ه/ 2021-2022م، السنة الجامعية: ص410.
[43] – مرجع سابق، 109.
[44]– شعباني نور الدين، طائفة اليارسي ودورها في حضارة ممالك الفولتا بين القرنين16و17م، المجلد3، العدد02، ديسمبر2019، ص ص 101- 120.
[45]– هي طائفة من التجار الفقهاء يشتغلون في التجارة المتنقلة في منطقة الغابات الإفريقية، كما يحترفون صناعة النسيج والزراعة في بعض الأحيان، لكن اسمهم اقترن بالتجارة ونشر الإسلام فبي منطقة الغابات، وتعتبرهم معظم الدراسات التاريخية بأنهم فرع من الديولا المالنكي وينحدرون منهم. انظر: نور الدين شعباني، طائفة اليارسي ودورهم … مرجع سابق.
[46] Lucien Marc, Le Pays Mossi, Emile Larose Libraire-Editeur, Paris, 1909, P144
[47] – الاسم القديم لهذه المدينة هو سيا، ثم تحولت فيما بعد إلى بوبو ديولاسو والتي تعني (ساحة بوبو- ديولا)، وقد لعبت هذه القرية القديمة دورًا مُهمًّا في بوركينا فاسو؛ حيث أصبحت خلال فترة الاستعمار العاصمة الاقتصادية لبوركينا فاسو.
[48] Tauxier (Louis), Les états de Kong(Cote D’Ivoire), Editions Karthala, Paris, 2003, Pp41-42.
Pérouse de Montclos Marc-Antoine. Le djihad au Sahel : une révolte des damnés de la terre ?. [49]
In: Recherches Internationales, n°117, 2020. Sahel, Terres de conflits. pp. 137-150.
DOI : https://doi.org/10.3406/rint.2020.1741
www.persee.fr/doc/rint_0294-3069_2020_num_117_1_1741