جدد الرئيس البورندي، إيفاريست نداييشيمي، في كلمته إلى مواطنيه بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة، توجيه اتهامات تكررت عدة مرات في الأيام الأخيرة إلى رواندا بشأن دعمها العسكري المفترض لحركة تمرد “المقاومة من أجل دولة القانون” (ريد-تابارا) التي تمخضت عن أزمة 2015 الانتخابية.
وندد الرئيس نداييشيمي مرة أخرى “بكرم الضيافة” الذي يحظى به قادة حركة “ريد-تابارا” في رواندا التي اتهمها أيضا “بتسليح وتمويل” المقاتلين المتمردين البورنديين و”تدريبهم” عسكريا. ونبه إلى أن مثل هذا التصرف لا يبشر مستقبل العلاقات البورندية-الرواندية بخير.
ويرى مراقبون أن هذا الظهور الإعلامي الثاني للرئيس البورندي في أقل من أسبوع من شأنه تقويض الجهود الجارية من أجل الصلح بين “البلدين التوأمين” في إقليم البحيرات العظمى.
وكان الرئيس نداييشيمي قد وجّه، يوم الجمعة الماضي، تحذيرا شديد اللهجة إلى الجارة الشمالية (رواندا) بشأن دعمها “متعدد الأوجه” لحركة “ريد-تابارا”.
وأعلنت هذه الحركة المتمردة مسؤوليتها عن الهجوم المنفذ مؤخرا على الحدود بين بورندي والكونغو الديمقراطية، حيث أكدت أنه “استهدف فقط موقعا للقوات الحكومية”.
وأشار بيان حكومي إلى سقوط ضحايا معظمهم مدنيون جراء ذلك الهجوم “الإرهابي”. وأسفر الهجوم عن 20 قتيلا، وفقا لحصيلة رسمية، بينهم 12 طفلا وثلاث نساء وخمسة رجال.
وتشهد العلاقات الاجتماعية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين تقلبات منذ أزمة 2015 الانتخابية ومحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي كادت أن تزعزع استقرار النظام البورندي لتلك الفترة.
وتؤكد بورندي عدم تطبيع علاقاتها مع رواندا قبل تسليم قادة التمرد الذين من المفترض أنهم لجئوا إلى هذا البلد المجاور. وتوارى العقل المدبر لمحاولة الانقلاب العسكري، الجنرال غودفرويد نيومبار، عن الأنظار في الآونة الأخيرة.
كما تشكل رواندا محل اتهام “لتدخلها العسكري” المفترض في الكونغو الديمقراطية المجاورة. وتتهم تقارير دولية كيغالي بدعم حركة “29 مارس 2009” (إم 23) المتمردة الكونغولية المناهضة للنظام الحاكم في كينشاسا، وهو ما تنفيه السلطات الرواندية.
وكثّف الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسيكيدي، في الآونة الأخيرة، تهديداته الإعلامية بردع رواندا إذا لم تتوقف عن تدخلاتها في الكونغو الديمقراطية، من خلال حركة “إم 23”.
وسارع الرئيس البورندي بتقديم تهانيه “الحارة” إلى تشيسيكيدي إثر إعادة انتخابه رئيسا للكونغو الديمقراطية، على ضوء النتائج المؤقتة الصادرة يوم الأحد، والتي تغطي قرابة 74 في المائة من الأصوات المعبر عنها.
وكتب الرئيس نداييشيمي يقول، في تدوينة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا)، “آمل في التوصل إلى تسوية سلمية من خلال القنوات القانونية” في حال وجود خلاف انتخابي. وفي سابقة أولى من نوعها، تواجه كيغالي جبهة مزدوجة في هذه الحرب الكلامية. وتَعزّز محور بوجمبورا-كينشاسا بشكل كبير في الآونة الأخيرة، خاصة من حيث التعاون الأمني.
وانتشرت وحدات عسكرية بورندية منذ أكثر من عام في الكونغو الديمقراطية، بهدف محاربة مختلف الحركات التي تستخدم الأراضي الكونغولية لزعزعة استقرار الإقليم.
من جانبه، رد الرئيس الرواندي، بول كاغامي، بالقول إن بلاده مستعدة منذ زمن طويل، ولا تنتظر سوى اندلاع الأعمال العدائية حتى تحارب العدو أيا كان مصدره. أما شبكات التواصل الاجتماعي القريبة من النظام الرواندي، فترى في مزاعم النظامين البورندي والكونغولي مجرد مناورات “مضللة” تستهدف فقط التغطية على مشاكل “داخلية” في البلدين.