تراث الشعوب والأمم المتعلق بالقطاع العلمي والشأن المعرفي (المخطوطات القديمة) يُعدّ من الموضوعات المهمة والمسائل المفيدة التي تسهم بجدارة في الكشف عن حقائق تلك الأمم والشعوب في ماضيها، وتُعين على إبراز عظمتها وجهود أسلافها العلمية في التقدم والازدهار عبر التاريخ الإنساني الطويل؛ وتشهد لعظمة الشعوب وقوة الأمم إسهامات أسلافها العلمية في مجال الكتابة والتدوين والبحث العلمي الرصين.
وانطلاقًا من هذه المُسلَّمات، فإن أهمية دراسة ماضي إفريقيا العلمية بادية في تجلية ما اختبأ من تراثها العلمي وآثارها الثقافية وجهودها الحضارية بفعل الظروف السياسية وعوامل الزمن وتعاقب الأيام والليالي. فوجود التراث العلمي من الكتب القديمة والمخطوطات العلمية في مجالات شتى وفنون مختلفة وآثار معرفية عتيقة بهذه الوفرة والكثرة؛ يُعد شهادة حيَّة لعظمة الشعوب القاطنة في إفريقيا جنوب الصحراء.
لكن، للأسف الشديد، لقد تمَّ تهميش المخطوطات لفترة طويلة من الزمن مِن قِبَل الباحثين في العلوم والتاريخ؛ على الرغم من الأهمية الكبيرة لهذه المخطوطات وغزارتها، حتى الاستشراق الكلاسيكي الذي كان يهتم بالمخطوطات العربية لم يهتمَّ بالمخطوطات الإفريقية.
ويبدو أن هناك حالةً من التعمُّد في إهمال هذه المخطوطات، خاصةً في ظل الفترات الاستعمارية في محاولة لطمس هوية المجتمعات الإفريقية وقطع صلتها بماضيها الإسلامي.
لقد تم “استبعاد الإنتاج الأدبي العربي في جنوب الصحراء من خلال عملية مزدوجة تتعلق بالسياسة الاستعمارية الفرنسية، والتي تهدف إلى فَصْل المسلمين الأفارقة عن مجموع العالم الإسلامي وعن الانتماء للشعوب الإسلامية”.([1])
ستحاول هذه الدراسة الإجابة عن أسئلة حول طبيعة تكوين هذه المخطوطات؛ أين ومتى وكيف ومَن قام بها؟ والمواد التي كُتبت عليها، وأيّ نوع من الورق كان متاحًا في إفريقيا، وجهود علماء إفريقيا في المخطوطات دراسةً وبحثًا وكتابةً، وآليات الاستفادة من المخطوطات الإفريقية، وبيان مراكز حفظها وصيانتها.
عناصر ورقة البحث:
التمهيد: فيه بيان مدلول مصطلح التراث والمخطوط، وبيان القاسم المشترك بين كلمة التراث والمخطوطات، والمقصود من التراث المخطوط.
المبحث الأول: المخطوطات الإفريقية: نشأتها وأهميتها، وأصناف المخطوطات الإفريقية، وانتشارها في المنطقة، ومحاولات طمسها.
المبحث الثاني: جهود علماء إفريقيا في المخطوطات: دراسة وبحثًا وكتابة، وذكر نماذج للمؤلفين وأهم مخطوطاتهم.
المبحث الثالث: آليات الاستفادة من المخطوطات الإفريقية، وبيان مراكز حفظها وصيانتها، ونبذة عن تحقيقها.
الخاتمة: تختم الدراسة بأهم النتائج والمحصلة النهائية، وأهم التوصيات والمقترحات.
التمهيد: بيان مدلول مصطلح التراث والمخطوط
أولًا: مدلول التراث:
أرجَع معظم علماء اللغة مصطلح التراث إلى المادة اللغوية (ورث) كمصدر اشتقاقه، وأساس بنائه، فأصل التاء في التراث واو قبل أن تستبدل([2])، وهو ما تركه السلف للخلف من أشياء، وقد اشتُقت من المادة نفسها مشتقات، منها: الميراث والإرث والورث، يقال: ورث الولد أباه ميراثا وإرثًا ووراثًا ووراثة، إذا صار إليه ما تركه([3]).
ولمصطلح التراث في الفكر الإسلامي مدلولات ومفاهيم متباينة؛ تبعًا لاختلاف الوجهات وتباين الآراء والأفكار حول المصطلح([4])؛ ولكن طبيعة دراسة الموضوع لا تسمح بالخوض في تفاصيل هذه الاختلافات؛ لذا نرى أن نكتفي بسرد تعريف شامل يسهم في تقارب تلك الوجهات حول مصطلح التراث، وهذا التعريف هو: “التراث هو الموروث الثقافي والاجتماعي والمادي، المكتوب والشفوي، الرسمي والشعبي، اللغوي وغير اللغوي، الذي وصل إلينا من الماضي البعيد والقريب”([5]).
وقد عرف المصطلح تطورًا ملحوظًا في المعنى مع ظروف العصر الراهن ومتقلباته؛ فأصبح إذا استُعْمِل يؤدي معاني عديدة ومقاصد كثيرة؛ منها:
1- التراث: ما ينتقل من جيل إلى آخر من عادات وتقاليد وآداب وفنون، وغير ذلك.
2- التراث: إنجازات أمة أو شعوب أسهمت في تقدم الإنسانية.
3- التراث: ما وصل إلينا مكتوبًا من السلف؛ سواء كان مطبوعًا أو مخطوطًا([6]).
فهذه المعاني التي تنطبق اليوم على كلمة التراث.
ثانيًا: مدلول المخطوط:
كلمة المخطوط اسم مفعول من فعل خطط، يخطط تخطيطًا ومخطوطًا.
لقد عرّف بعض الباحثين المخطوطات بقولهم: “تُطلق المخطوطات فيُرَاد منها ما بقي من التراث الإنساني مدونًا بالكتابة اليدوية”([7]). ويقول عنها الدكتور أميل يعقوب: “كانت الكتب، قبل أن يعرف العرب الطباعة تُنْسَخ باليد، وكان يتولى نَسْخها إما مؤلفوها، وإما فئة عملت في النسخ والكتابة، فسُمِّي أفرادها النُّسّاخ أو الوراقين. والمخطوطات هي كتب لم يتم طبعها بعدُ، أي ما زالت بخط المؤلف أو بغيره”([8]). ويعرفها الشيخ آدم الإلوري بقوله: “كتاب دُوِّن بخط اليد قبل ظهور الطباعة في القرن الخامس عشر الميلادي في أوروبا”([9]).
إذًا فالمخطوطات جملة من الأعمال العلمية والجهود المعرفية الضخمة شملت كتبًا ومؤلفات ووثائق ومواثيق وخطبًا ومقالات تركها أصحابها مدونةً بخطوط يدوية قبل عصر الطباعة.
المبحث الأول:
المخطوطات الإفريقية: نشأتها وأهميتها وخصائصها وانتشارها، ومحاولات طمسها
أولاً: أنواع المخطوطات الإفريقية:
نقصد بالمخطوطات الإفريقية نتاج الفكر العلمي الذي أبدعه العلماء والباحثون القدماء في إفريقيا جنوب الصحراء؛ سواء أكانت باللغة العربية أو باللغات الإفريقية مدوّنة بالحروف العربية، كاللغة الهوساوية أو الفولانية واليورباوية والبمبارية وغيرها؛ إثراءً للتراث الإنساني الحضاري المعرفي، وإسهامًا في تقدم المكتبة الإسلامية.
وقد شمل هذا النتاج معظم المجالات والأقسام والفنون والمعارف التي عرفتها الإنسانية في مسيرتها العلمية. فعلى هذا يمكن القول: إن المخطوطات في إفريقيا جنوب الصحراء على صنفين هما:
1- المخطوطات الإفريقية المدوَّنة باللغات الإفريقية المدوَّنة بالحروف العربية.
2- المخطوطات الإفريقية الإسلامية المدوَّنة بالحروف العربية.
1- صنف المخطوطات الإفريقية المدوّنة باللغات الإفريقية المدوّنة بالحروف العربية
تُطلق على المخطوطات الإفريقية المدونة بالحروف العربية (الخط العجمي)، مثل “المالاغاشية والسواحيلية والهوساوية منذ القرن الـ17 الميلادي، وهناك ثمة حوالي 7 آلاف صفحة من المخطوطات المكتوبة بالمالاغاشية مركزها مدغشقر، وذات الحرف العربي في المكتبة الأكاديمية في النرويج، وتعد من هذا الصنف من المخطوطات: قصيدة الانكشاف لكاتبها عبدالله بن ناصر (1720 – 1820م) بالحروف العربية، وهي بلهجة لامو وممباسا، وهي من أقدم نصوص اللغة السواحيلية الراسخة. والأستاذ الكاتب من أهل جزيرة باتي على الساحل الكيني، وتتضمن القصيدة 79 بيتًا وفق نظام الشعر العربي (الرباعيات)([10]).
من الباحثين الذين لهم مجهودات في دراسة هذا الصنف من المخطوطات، ولهم الاهتمام بتتبُّع أعمال العلماء في المجال: الباحث المصري حلمي الشعراوي، رئيس مركز البحوث العربية والإفريقية في القاهرة، وقد ألف كتابًا ناقش فيه قضايا مخطوطات اللغات الإفريقية المكتوبة بالحرف العربي والمعروفة بـ “العجمي”، وعنوان هذا الكتب هو: (عن الشأن الإفريقي والعربي في حياتنا المعاصرة).
لقد جمع، حسب قول الأستاذ علي عطا، جملة مستكثرة من مخطوطات اللغات الإفريقية المكتوبة بالحرف العربي والمعروفة بـ”العجمي”، من دول إفريقية شتَّى، كمدغشقر وكينيا وزنجبار وإريتريا وجنوب إفريقيا ونيجيريا والنيجر وموريتانيا والسنغال، وقام بترجمة بعض هذه المخطوطات إلى اللغة العربية في كتابين ضمّ كل كتاب مجموعة لغوية محددة. فقد كان نصيب المجموعة الأولى، كلًّا من اللغات الملغاشية والسواحلية والهوساوية والفولانية والولوف والماندنغ والوسونغاي والتماشيقية، ونصيب المجموعة الثانية اللغات الأمازيغية والسوننكية والسيرير والكانوري واليوروبا والنيوبي والعفر والأفريكانز([11]).
2- المخطوطات الإفريقية الإسلامية العربية
وأما الحديث عن بداية المخطوطات العربية الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء ونشأتها؛ فنتيجة لشعور العلماء والباحثين الأفارقة بالمسؤولية تجاه هذه النصوص الشرعية؛ دفعهم، منذ دخول الإسلام إلى المنطقة، إلى طلب العلم والمعرفة والاهتمام بالبحث والتحري والتقصي المعرفي؛ حفظًا ودراسةً وجمعًا وتدوينًا.
وبالتالي يمكن القول: إن المخطوطات الإسلامية بدأت ببداية تدوين العلم الشرعي وتسجيل المعارف الإسلامية في أولى أيام الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء، وتحديدًا في القرن الإسلامي الأول الذي يُعدّ تاريخ دخول الإسلام إلى المنطقة؛ كما قال المؤرخون والرحالة الذين كتبوا تاريخ إفريقيا جنوب الصحراء. يقول القلقشندي عن إسلام أهل غانة: “وكان أهلها أسلموا في أول الفتح الإسلامي، وأنها مدينتان على ضفتي نيلها؛ إحداهما يسكنها المسلمون، والثانية يسكنها الكفار”([12]).
“اعتنق معظم ملوك السودان الإسلام في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي. ومن بين هؤلاء الملوك: ملك كانم وملوك جاو. وانتشرت المخطوطات على نطاق واسع بسبب ازدهار التجارة ودرجة تطور العلوم في المنطقة وتطور الخط. وكان تداول المنتجات المستوردة كثيفًا، يعتمد على القوافل القادمة من الدول العربية؛ كما جلبت هذه القوافل المنتجات والمخطوطات.
وأصبحت مهنة الخطاط المهنة الأكثر أجرًا. وهكذا نجد في الميدان نظامًا محددًا للتعاقد بين الناسخ والشخص الذي يعمل لديه. ويمكن إجراء الصفقة مقابل كمية معينة من الذهب. في معظم الحالات، يتم الإشارة إلى هذا النوع من العقود في الصفحة الأولى أو الأخيرة من النسخة المنسوخة، وبشكلٍ عامّ يتم ذكر طبيعة العقد المبرم بين الطرفين وأهم نقاطه. يمكن أن تكون الجائزة أيضًا عددًا معينًا من الحيوانات: الإبل أو الأبقار أو الأغنام أو البضائع، وهكذا لاحظنا في عدة مخطوطات ذكر العقود بين الطرفين. ومن النادر جدًّا العثور على نسخة كبيرة دون رؤية هذا النوع من العقود على الغلاف. وهذا يدلّ بوضوح على بداية مهنة الناسخ. كما كانت مقايضة المخطوطات منتشرة جدًّا([13]).
ثانيًا: أهمية المخطوطات الإفريقية ومكانتها:
هناك كمّ كبير من المخطوطات والمدونات والرسائل العليمة المهمة التي تعجّ بها منطقة غرب إفريقيا.
أهمية هذه المخطوطات وفوائدها يمكن إبرازها في عدد من النقاط كما يلي:
1- المخطوطات الإفريقية سند الشعوب في حفظ هويتها؛ لكونها تحتوي على مصادر دينها، وعقيدتها وتقاليدها، “فحماية التراث الإسلامي الإفريقي جزء لا يتجزأ من حماية ذاكرتنا وتاريخنا الإفريقي المشترك، بل هو من صلب حماية ديننا الحنيف من كل المظاهر المسيئة إليه، ومن إهمال وعدم عناية لائقة، وما إلى ذلك من السلبيات التي تعيشها المجتمعات الإفريقية”([14]).
ونظرًا لأهمية المخطوطات في حفظ هوية شعوب غرب إفريقيا الإسلامية؛ فقد شهد القرن التاسع عشر مع بداية الفترة الاستعمارية محاولات “طمس” للمخطوطات، وإرسال المستعمرين المخطوطات الإفريقية إلى بلادهم؛ ونتيجةً لذلك، بدأت العائلات في إخفاء وثائقها، وخلق ممرات أو غُرَف مخبَّأة خلف الجدران في منازلهم. ويمكن العثور على بعض هذه المجموعات في تلك المخطوطات التي تم إزاحة الستار عنها في المكتبة الوطنية الفرنسية (Fonds Archinard، Fonds Oumarien).
جاءت “إعادة اكتشاف” المخطوطات بعد عدة سنوات من نهاية الفترة الاستعمارية. ففي عامي 1966 و1967م، نظَّمت اليونسكو مؤتمرين في أبيدجان وتمبكتو؛ لإعادة كتابة التاريخ الإفريقي وحماية تراث المنطقة، من خلال إنشاء مركز متخصص لجمع المخطوطات وحفظها، وهو مركز أحمد بابا في “تمبكتو” في عام 1973م. وقد بدأت حملات جمع المخطوطات ومعالجتها وحفظها، مع مطالبة العائلات بتسليم مخطوطاتهم([15]).
2- المخطوطات الإفريقية مصدر مُهِمّ لدراسة تاريخ الحضارات والممالك التي شهدتها القارة؛ خاصةً في ظل دعاوى عدم وجود حضارة للشعوب الإفريقية. كانت ثمة أفكار متداولة في أوساط العلماء الغربيين مفادها، أن شعوب إفريقيا جنوب الصحراء لم تسهم بشيء في تقدم الحضارة الإنسانية؛ حيث كانت حكمًا سائدًا في أوساط الباحثين والمؤرخين الأوروبيين، وكانوا ينطلقون منها في كتابة تاريخ الشعوب الإفريقية، وقد ناقش دنيز بولم (Denis Paulm) الفكرة في مدخل دراسته التي سماها (الحضارات الإفريقية)، وعدّها من الآراء السابقة التي كانوا يتبنونها في دراساتهم المتعلقة بإفريقيا وحضارتها عندما قال: “من أخذ بعناد حكم مسبق؛ فإنه لا يرى للإفريقيين أي مساهمة في العمل الحضاري العام؛ إذن، الإفريقيون ليس لهم تاريخ. في حين أنه ليس في المؤرخين مَن يُنكر وجود مدنيات قديمة كانت منذ آلاف السنين في آسيا، وفي حين أن المغامرين الأوائل من الإسبان، الذين كانوا يجدّون في إبادة هنود أمريكا، وقفوا مبهوتين أمام عظمة الهياكل والقصور التي بناها هؤلاء المتوحشون”([16]).
هذه الأقوال باتت من الأفكار الواهية التي لا تستند على أيّ أُسس علمية، ولا تدعمها أيّ أدلة موضوعية؛ بل أصبحت أكذوبة التاريخ أمام هذا الكمّ الهائل من الأعمال العلمية والجهود المعرفية التي أبدعتها عقول الشعوب الإفريقية جنوب الصحراء.
“يتفق الجميع على الاعتراف بالطبيعة التي لا غِنَى عنها للمخطوطات لكتابة تاريخ إفريقيا، ولأي دراسة اجتماعية وثقافية موضوعية تتعلق بهذه القارة؛ حيث تشكل المخطوطات ذاكرة إفريقيا وجزءًا مهمًّا من تراث الإنسانية”([17]).
3- وجود هذا الكمّ الهائل من التراث الديني في إفريقيا جنوب الصحراء (المخطوطات) منذ العصور القديمة دليل على أن المجتمع الإفريقي مجتمع اختار الإسلام دينًا له بمحض إرادته، وتُوضّح المخطوطات كيف تفاعلت المجتمعات الإفريقية مع هذا الدين، وكيف تأثرت به في سلوكها وممارسته الحياتية اليومية.
4- تشهد المخطوطات في العديد من المكتبات على التقاليد الطويلة للعلوم الإسلامية والفكرية في العديد من البلدان الإسلامية، بما في ذلك موريتانيا. ومالي ونيجيريا والنيجر وغانا.
يقول محمد شهيد ماثي، أحد كبار المحاضرين في قسم الدراسات الدينية بجامعة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، والذي درس الوثائق لأكثر من عقدين من الزمن: “إن المخطوطات “رائعة ومُغيرة للحياة”. وأضاف: “إن الوصول إليها يدحض الادعاءات السابقة عن التاريخ الإفريقي باعتباره مجرد تاريخ شفهي، لكنه يؤكد أن إفريقيا لديها تقاليد فكرية مكتوبة”([18]).
6- أدى توافر هذه المخطوطات إلى حدوث تغيير جوهري في نظرة نهج العلماء تجاه الماضي الإفريقي؛ حيث كانت النظرة التقليدية التي تتناول إفريقيا باعتبارها قارة “المجتمعات الشفهية”. ونتيجة للقراءة مستفيضة لهذه المصادر المتاحة حديثا، تم اكتشاف آفاق جديدة لماضي إفريقيا مِن قِبَل علماء مثل: “غيسلين ليدون”، التي اهتمت بموضوع التجارة عبر الصحراء الكبرى من خلال هذه المخطوطات. و”بروس هول” الذي استكشف أفكار السكان الأصليين حول العرق في غرب إفريقيا. و”آن بانغ ” التي درست الشبكات الصوفية في شرق إفريقيا.([19])
ويؤكد هذا المعنى الأستاذ الشهير في جامعة هارفارد “هنري لويس جيتس جونيور” عندما قام بزيارة مكتبة “ماما حيدرة”، وهي إحدى أهم مجموعات المخطوطات الخاصة بمدينة تمبكتو عندما رأى المخطوطات الموجودة هناك، بكى على الفور، وعندما سأله (أمين المكتبة) عن السبب بكائه، قال: “إنه تعلم في المدرسة أن إفريقيا ليس لديها سوى ثقافة شفهية وتاريخ شفهي. إنه كان يدرس نفس الشيء في جامعة هارفارد لسنوات، والآن يعلم أن كل ذلك كان خطأ”([20]).
ثالثًا: خصائص المخطوطات الإفريقية:
تتباين خصائص كل مجموعة من المخطوطات حسب الفترة الزمنية والمكان الذي كُتِبَت فيه، وفيما يلي نعرض لأبرز خصائص المخطوطات الإفريقية.
1- مخطوطات تمبكتو:
تتفاوت مخطوطات تمبكتو في أحجامها؛ إمّا صحائف منفصلة، وإمّا مجلدة في “دفاتر ملاحظات”. وتُخيَّط أحيانًا هذه الأغلفة بخيوط.
ولا تحتوي المخطوطات على علامات الترقيم. لكن توجد إشارات تشير إلى نهاية النص، وتحتوي المخطوطات على عددٍ قليلٍ جدًّا من حالات الشطب؛ فقد كان الناسِخون المحترفون يخضعون لقواعد يجب احترامها لجعل النص قابلًا للقراءة. فعلى سبيل المثال، استخدم الناسِخون: الرمز (خ) للإشارة إلى المتغير في نسخة أخرى، والرمز (ط) للإشارة إلى معلومات إضافية أو لشرح كلمة، والرمز (ع) للإشارة إلى الشك حول الكلمة، والرمز (ب) لتصديق الكلمة بشكل صحيح، والرمز (صح) للإشارة إلى التصحيح، والرمز (وقف) لتمييز نقطة التوقف في مراجعة النسخة وتصحيحها.
واستخدم النُساخون الكالاموس، أو قلم القصب بسنّ منقسم، مغموسًا في محبرة. وكانت هناك أنواع مختلفة من الكالاموس حسب نوع الكتابة المختلفة المطلوبة. وصُنِعَت الأحبار محليًّا، بدرجات ألوان مختلفة. واستخدِمَ السناج الأسود والفحم النباتي، وكذلك الصمغ العربي والنباتات لتوفير اللون (أوراق المانجو للأخضر، وأوراق الذرة الرفيعة للأحمر… إلخ).
كان هناك العديد من الألوان المختلفة. وغالبًا ما يتم نسخ النص بأحبار بألوان مختلفة.
وبعض المخطوطات غنية بالزخرفة. وقد بدأت العناية بالمخطوطات وزخرفتها في وقت مبكر من القرن الحادي عشر، لكنها بدأت في الازدهار فقط في القرن الثالث عشر. يمكن أن تكون هذه الزخرفة شديدة التنوع: تأطير الصفحة، والزخرفة الخطية، والرسوم البيانية والعروض المتنوعة، والإضاءة، وما إلى ذلك، وقد تم إنتاجها أحيانًا بواسطة فنانين متخصصين وكذلك بواسطة الناسخين أنفسهم. تحتوي المخطوطات أحيانًا على مساحات فارغة تُترك للزخرفة أو الإنارة.
وهناك أنواع مختلفة من الخطوط الموجودة في مخطوطات تمبكتو وهي السويدني، والسهرووي، والصقوي، والمغربي، والشرقي”([21]).
كما كانت هوامش المخطوطات دائمًا بمثابة مساحة ثمينة “ليستخدمها أشخاص مختلفون، أو قراء، أو مؤلفون، أو ناسخون”؛ واستنادًا إلى مخطوطات مختارة من مكتبة “ماما حيدرة” التذكارية، التي تم نقلها من شمال مالي إلى باماكو في عام 2012م يقدم مولينز ليتيراس تصنيفًا شاملا ًللحواشي الهامشية لهذه المخطوطات، ويصنفها إلى إضافات وتصحيحات وتوضيحات وتعليقات ومقتبسات من المخطوطات([22]).
2- مخطوطات النيجر:
معظم المخطوطات الإسلامية الإفريقية المقتنية في النيجر وغيرها مكتوبة على الورق، وجزء منها على الجلد، وأما المواد التي يُكتب بها المخطوطات فيتم استخدام الدواة أو المحبرة و”القلم النبت” الذي يسمى بلغة حوسا (غَمْبَا)، وشكله كشكل النبت الذي يسميه العرب الإذخر، ويكون الحبر أو المداد أسود فاحمًا، ويصنع المداد بأوراق الشجر التي تسمى (عَدُوَا) بحوسا أو خشب عروقها، ويخلط فحم أوراقها أو فحم خشب عروقها بالماء ويطبخ في النار، وأما التجليد فنجد أن المخطوطات الموجودة في النيجر، منها ما هو مجلّد وإن كان هذا التجليد لا يخضع للمعايير العلمية إلا أنه يظهر فيه الزخارف على الأغلفة التي تُصنع بالجلد في النيجر ونيجريا؛ نظرًا لتوفره في هذه البلاد.
ومخطوطات التراث الإسلامي الإفريقي في النيجر مكتوبة بالخط المغربي السوداني، وهو خط متولد من الخط المغربي منتشر في السودان الغربي والأوسط، واستُخدم في تمبكتو وفي كانم بورنو وبلاد حوسا في كتابة الكتب والمصاحف. وأخذ الخط المغربي مسميات كثيرة عند دخوله في إفريقيا، ويُطلق عليه اسم الخط القيرواني، وكان يُستخدم في كتابة المصاحف، وتولّد منه عدة خطوط لها مسميات عدة؛ منها: الخط السوداني أو التمبكتي أو الكنوي أو الصكتي أو الحوساوي أو الصحراوي، ويمتاز هذا الخط بكبره وغِلظه، وهناك الخط السوقي وهو الخط الخاص بقبيلة (كل السوق) الطارقية التي تقطن مدينة (إنَاتَس) في النيجر، ولها فروع في مالي، وخاصة في غاوو وتمبكتو ومناكا وغيرها([23]).
رابعًا: الاهتمام بالمخطوطات وانتشارها في المنطقة:
بدأ الاهتمام بالمخطوطات، والعناية بها في إفريقيا جنوب الصحراء مع ظهور مؤسسات الدول والممالك التي قامت فيها. وقد عملت هذه الدول –بعد قيامها- على دعم الحركات العلمية وتعزيز النشاطات الثقافية في المدن والحواضر وقرى المنطقة، كتمبوكتو وجيني وولاتة وكانو وسوكوتو وغاو وغيرها؛ فظهرت في هذه الحواضر مراكز ومؤسسات ودور أضحت منارة لها جهود جبارة في نشر المخطوطات والمؤلفات؛ فقد عدّت منطقة غرب إفريقيا من أغنى المناطق بالمخطوطات القيّمة، بالكمّ الهائل الذي أوصله البعض إلى مئات آلاف من الكتب المخطوطة، وعشرات آلاف من الرسائل والوثائق والعقود والصكوك القديمة([24]).
ومنطقة جنوب الصحراء من المناطق التي قامت بدور ريادي وفريد في حفظ واكتناز المخطوطات الإسلامية على تنوُّعها، “ولم يكن لحفظ التراث القادم فقط من المدائن البعيدة؛ بل شمل ما خطته أيادي أهلها، وأبدعته عقولهم وقرائح أفكارهم. ولقد حوت مكتبات مدينة شنقيط في موريتانيا، على سبيل المثال، الآلاف من المخطوطات النادرة التي لا يوجد لها نُسخ مقابلة، مما أعطى لها القيمة الكبرى، والأهمية العظمى، في حفظ جزء مهم من تراث الحضارة الإسلامية”([25]).
وتمتلك مدينة تمبكتو وحدها على حوالي 400 ألف مخطوطة لمئات المؤلفين الأفارقة في مختلف فنون المعرفة، في علوم القرآن والرياضيات وعلم الفلك والتنجيم، ضمن وثائق تاريخية مهمة تمثل جزءًا أساسيًّا من الإرث الإنساني الإسلامي للمعرفة المكتوبة، أغلبها مكتوبة باللغة العربية أو بالحروف العربية([26]).
لقد كان العلماء والفقهاء والصلحاء يؤسسون المكتبات الخاصة في بيوتهم، وفي دور التعليم وفي الجوامع وفي أحيائهم المتنقلة، ويحملون كتبهم على ظهور الجمال أثناء تنقُّلهم، وكذلك فعل بعض الملوك والسلاطين؛ حيث أسّسوا مكتبات بقصورهم الملكية التي زخرت بالكتب القيمة، والمخطوطات النفيسة في شتى الفنون، والمعارف، وتذكر المصادر قصة الملك الأسكيا داوود الذي كان مولعًا بالكتب شغوفًا باقتنائها، فكانت له مكتبة ضخمة تعجّ بالكتب النادرة والثمينة، وكان له نُساخ ينسخون له المخطوطات النادرة، وقد بلغ شَغفه بالكتب أنه اشترى قاموسًا بمبلغ ثمانين مثقالًا من الذهب الخالص. ويذكر العلامة أحمد بابا التمبكتي في هذا السياق: “أنا أقل عشيرتي كتبًا نُهِبَ لي ألف وستمائة مجلد”.
وكان الشيخ العلامة سيد المختار الكبير الكنتي يرسل مع كل قافلة تمر (بحلته) إلى بلاد المغرب يرسل معها من يشتري له الكتب التي يحتاجها من هناك، كما راسل الملوك والأمراء والعلماء، ومريديه في بلاد المغرب الأقصى لتزويده بما يطرأ عندهم من كتب ومؤلفات، بل وراسل الشيخ مرتضي الزبيدي لهذا الغرض وغيره، وكذلك فعل أبناؤه، وأحفاده من بعده؛ حيث نجد مراسلاتهم للملوك والسلاطين والأمراء في البلاد الإسلامية وفي أغلبها نجد طلبات للكتب وغيرها مما يتبادل بين العلماء والأعيان.([27])
ويشير الأستاذ فاي منصور علي في كتابه (أسكيا الحاج محمد وإحياء دولة الصنغاي الإسلامية)، إلى انتشار المخطوطات في منطقة غرب إفريقيا، قائلاً:”… نستطيع أن ندرك أن هذه البلاد، استفادت كثيرًا من اتصالها بمنابع الحضارة الإسلامية، خلال الفترة الممتدة بين القرنين الربع عشر والسادس عشر الميلاديين. وهي فترة شهدت انتشارًا واسعًا لمبادئ الدين الإسلامي والدعوة الإسلامية في منطقة بلاد السودان الغربي، ثم قيام المراكز الثقافية الإسلامية التي أخرجت للعالم الإسلامي علماء نبغوا في مختلف فروع اللغة العربية. وأسهم كثير منهم، بالإنتاج والتأليف، في شتى ميادين المعارف الإسلامية وفي الأدب والتاريخ”([28]).
خامسًا: المخطوطات خلال الفترة الاستعمارية:
استعمرت فرنسا أغلب دول غرب إفريقيا، وقد عمدت الإدارة الاستعمارية إلى استعمال لغتها كأداة التواصل بين القبائل، ودعـمت الهوية والثقافات المحلية على حساب الهوية والثقافية الإسلامية، وقامت برصد ومراقبة تعاليم الإسلام والعلماء وجمع أقصى قدر من المعلومات حول إنتاجاتهم الأدبية والعلمية والسياسية.
كما لم تكن هناك على عهد الاستعمار سياسة لجمع هذا التراث وصيانته وحفظه من الضياع، بل إن الأجانب من الغربيين، قد أساؤوا إلى هذا التراث؛ حيث أحرقوا بعضه، واستولوا على البعض الآخر، وحملوه إلى الغرب([29]).
من أبرز الأمثلة على ذلك: ما وقع مدينة أغاديس التي شهدت في سنة 1916: 1917م مظاهرة لمقاومة الوجود الأجنبي؛ ومِن ثَـم دارت حروب طويلة بين العلماء والفرنسيين خلال محاولة القوة الاستعمارية قمع حركة التمرد التي قام بها المناضل الكبير الشيخ محمد كاوسن ضد الفرنسيين، ونتيجة لذلك عمد الاستعمار إلى تدمير المخطوطات التي اعتبرها أداة فعالة في شَحْذ الهمم ودعم الثورة حسب تعبير البروفيسور أندري ساليفو: “إن قمع العقيد “موران” لمدينة أغاديس لا مثيل له؛ حيث إن كثيرًا من كنوز المخطوطات المحفوظة في المكاتب الخاصة وبيوت العلماء أُحرقت أو أُلقيت في الشوارع مِن قِبَل القوة الاستعمارية”. ولا تزال ذكريات هذه الحادثة المؤلمة في نفوس أهل أغاديس”([30]).
استيلاء المستعمر على تراث المخطوطات الإسلامية لم يكن هدفه فقط قطع العلاقة بين المجتمعات وهويتها الإسلامية، لكن في أحيان أخرى كان يهدف لاستكشاف هذه المجتمعات ومحاولة فهمها، لذلك ففي بعض الأحيان تبادر “السلطات الاستعمارية بجمع المخطوطات وحفظها لا بهدف الاهتمام بها وإعطائها المكانة اللائقة بها؛ بل لأنها تشكل وسيلة للتعرف على المجتمعات الإفريقية بثقافتها وقيمها ورجالها، وبالتالي كانت أداة لتحسين سياستها بشكل أدق. ولهذا الغرض تم إنشاء المعهد الفرنسي لإفريقيا السوداء، ,Institut français d’Afrique noire عام ١٩٣٦م، والذي تغير اسمه في عام ١٩٦٦م؛ فصار يُعرَف بالمعهد الأساسي لإفريقيا السوداء، Institut fondamental d’Afrique. Noire”([31]).
المبحث الثاني:
محتوى المخطوطات ومؤلفيها
يهدف هذا الجزء من الدراسة إلى التعريف بنماذج من محتوى ومؤلفي المخطوطات المتنوعة للغاية، فقد سجل التاريخ للعلماء والباحثين في إفريقيا جهودهم العلمية المباركة، والمساعي البحثية الميمونة التي اضطلعوا بها، في سبيل النهوض بقضايا التراث العلمي من الكتب والمخطوطات والرسائل والمواثيق وغيرها، وقد كانت هذه المجهودات داعمة حقيقية للبحث العلمي في القارة السمراء. ويمكن تركيز هذه الجهود في تأليف التراث المخطوط.
نماذج لبعض المؤلفين وأهم مخطوطاتهم في إفريقيا جنوب الصحراء:
لقد سبقت الإشارة إلى أن منطقة غرب إفريقيا تعد من أغنى المناطق في حيازة التراث المخطوط الإسلامي، نتيجة لإنجازات رجال الفكر والباحثين في مختلف فنون المعرفة؛ ونظرًا لطبيعة هذه الدراسة؛ فإننا سنكتفي بدراسة بعض النماذج لهؤلاء العلماء، وإسهاماتهم في التراث المخطوط فيما يلي:
أولاً: الشيخ محمد بيلو وجهوده في التأليف:
يُعد الشيخ محمد بيلو من الشخصيات العلمية المرموقة، والتي قدّمت مجهودات عظيمة، شهد لها القاصي والداني في أوساط رجال العلم والبحث في منطقة غرب إفريقيا، ولا غرابة في ذلك؛ فقد كان الشيخ محمد بيلو ينحدر من بيت العلم والمعرفة، ومن أسرة عُرفت بإنجازاتها العلمية عبر تاريخ المنطقة، هي أسرة آل فودي، الأسرة التي نوّرت بوجودها البلاد والعباد في المدن وقرى المنطقة، بسبب مشروعها الإصلاحي الموجَّه إلى صُنّاع القرار، والشريحة القائمة بشؤون الحكم والسياسة، قد قال عنها الدكتور مصطفى الغديري: “حملوا، أي آل فودي، مشعل تأسيس نواة دولة إسلامية بالمنطقة الشمالية الغربية لنيجيريا مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي في صكتو؛ لتستمر زهاء قرن من الزمن إلى غاية احتلال الإنجليز لصكتو سنة 1903م”([32]).
والشيخ محمد بيلو أحد أبناء عظيم بلاد صكتو، وفريد نوعه في العلم والمعرفة والكفاح وبذل الجهود، وقائد الحركة النهضوية؛ ألا وهو الشيخ عثمان بن فودي. وقد وُلِدَ له محمد بيلو عام 1780م. نشأ وترعرع في بيئة جعلت منه قائدًا كبيرًا، ومسؤولًا لا يُدانيه أحد، الأمر الذي دفع والده إلى تقليده زمام أمور الخلافة وسياسة أمور الرعية، وقد قام بمهمة ذلك على أحسن ما يرام. وخلَّف مجهودات علمية كبيرة متمثلة في الكتب والمؤلفات في فنون مختلفة. يقول فيه الدكتور مصطفى الغديري: “وبالإضافة إلى كون محمد بيلو رجل سياسة وقيادة للجيش، فإنه كان رجل علم وتأليف وتصنيف في مختلف المعارف والفنون إلى حد يثير الاستغراب في جمعه بين مسؤولية الخلافة وبين التفرغ للتأليف والمعارك الأدبية في الرد على خصومه ومناوئيه”([33]).
ويقول الدكتور عبد المجيد عينية واصفًا لهذه الشخصية العلمية: “تربى الكاتب في حديقة معرفية غنّاء، وتفقّه في اللغة العربية وعلومها، وتشبّع عقديًّا في اعتكافه بالرباطات الصوفية، بعدما أدرك خباياها وأسرارها، كان رجل حرب وسياسة وعِلم وثقافة. وقد عكست تأليفه كل المجالات التي تحرّك فيها بجسده وفكره. كتب في التاريخ والتصوف والجهاد والدين والسياسة والعلوم وغير ذلك ما يربو على مائة كتاب…”([34]).
وقد أوصل الدكتور مصطفى الغديري مصنفاته التي وصفها بأن الطابع التاريخي هو الأغلب على أعماله العلمية، إلى ما يزيد على أربعين ومائة كتاب في قوله: “وخلاصة القول: إن كتبه يغلب عليها الطابع التاريخي، ومعالجة مشاكل مجتمعه المختلفة. ويوجد له -حسب الفهارس التي صنعت لمخطوطات نيجيريا– ما يزيد على أربعين ومائة كتاب ورسالة، توجد موزعة ومفرقة في مختلف المراكز بنيجيريا وأوروبا وأمريكا”([35]).
وفيما يأتي نورد بعضًا من إنجازاته العلمية:
1- سرد الكلام فيما جرى بيني وبين الشيخ عبد السلام.
2- شفاء الأسقام في مدارك الحكام.
3- تنبيه الراقد فيما يعتور الحاجّ من المفاسد.
4- تنبيه الإخوان على أدوية الديدان.
5- إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور.
7- الغيث الوبل في سيرة الإمام العدل([36]).
ثانيًا: الشيخ موسى كمارا وجهوده في التأليف:
يعد الشيخ موسى كمارا عَلمًا من أعلام الكتابة والتدوين في منطقة فوتا تورو، المنطقة التي عُرفت بالكفاح والمقاومة، ووقوفها القوي أمام الاستعمار الفرنسي بقيادة أسد المنطقة الشيخ الحاج عمر تال، وبعده ابنه أحمد شيغو في أواسط القرن التاسع الميلادي([37]). في كانغيل (GANGUEL) إحدى قرى المنطقة المشار إليها، في مدينة ماتام في شرق السنغال، وُلِدَ شيخنا الشيخ موسى كمارا عام 1863م، من أب يدعى أحمد دود، ومن أم تدعى مريم داده. وقد عُرف الشيخ موسى بذكائه المفرط منذ صغره، وكان يتمتع بالشجاعة والإقدام، وذلك ليس بغريب، في حق مَن وُلِد في منطقة فوتا تورو في الوقت الذي زامن مقاومة الاستعمار([38]).
لقد اتسمت حياة الشيخ موسى كمارا العلمية بالنشاط والحركة والتنقل إلى بلدان عديدة كمالي وموريتانيا وغينيا؛ طلبًا للعلم والمعرفة؛ فدرس القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بفروعها المختلفة وغيرها من المعارف، ونبغ في بعضها؛ لفرط ذكائه([39]). كتب عن ذكاء نفسه قائلاً: “وكنت في البلوغ، إذا نظرت إلى اللوح المكتوب نظرة واحدة، أحفظ ما كُتب فيه، وكان أقراني الذين هم فوقي في القراءة، إذا سمعت المعلم يعلمهم، أحفظ ما علمهم، وإذا غبنا عن المعلم، يسألونني؛ فأعلمهم أحزابهم التي قرؤوها، وأنا أسمع…..”([40]).
عاد الشيخ موسى كمارا إلى مسقط رأسه، بعد هذه الجولة العلمية التي جعلت منه باحثًا بارعًا، وكاتبًا عملاقًا، شرع في البحث والكتابة والتدوين، إلى أن حضرته المنية عام 1945م، وقد خلّف أعمالاً علميّة رائعة تمثلت في جملة مستكثرة من المخطوطات([41])؛ أهمها ما يأتي:
1- زهور البساتين في تاريخ السودان.
2- المجموع النفيس سرًّا وعلانية في ذكر بعض السادات البيضانية والفلانية.
3- أشهى الخبر في حياة الشيخ الحاج عمر.
4- تنقية الأفهام في شبهات الأوهام.
5- الحق المبين في إخوة جميع المؤمنين واتحاد طرق سائر السائرين بطريقة الذكر والمجاهدة إلى حضرة رب العالمين.
6- حصول القرب والوصول ونيل كل المنى والسول في ذِكر الله وبالتمسك بآثار الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
7- العز الأسمى والحرز الأحمى في ذكر الأوراد.
8- منية السائل في الصلاة على أسنى الوسائل.
9- البساتين اليانعة المجتمعة في الكلام على صلاة الجمعة.
10- حزب النصر في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسماء أهل بدر.
11- مزج الكواكب الدرية بالأسماء الإدريسية في الصلاة على خير البرية.
12- دليل السالك على معاني ألفية ابن مالك.
13- آلة العلوم على اليقين البت في شرح دواوين الشعراء الست.
14- الأستاذ الكافي في علمي العروض والقوافي([42]).
ثالثًا: الشيخ المفتي محمد مرحبا سانوغو وجهوده في التأليف:
وُلد مفتي ديار فولتا الشيخ محمد فود موري سانوغو بن محمد المنير بن إبراهيم بن محمد المصطفى بن إبراهيم بن محمد المصطفى الكبير في بلدة بوبو جولاسو عام 1895م. وقد نشأ وترعرع وقضى طفولته في فركان (FARAKAN) أحد أشهر حي مدينة بوبو جولاسو اليوم. وقد شبّ الطفل محمد على الجد والاجتهاد وحبّ العلم وأهله، والأخلاق الحميدة والشِّيَم الرفيعة، وانعكست على سلوكه، وأثَّرت في معاملته. تلقَّى الشيخ مرحبا تعليمه الأساس على والده الشيخ محمد المنير، ووالدته فاطمة بنت فود موري وأخذ عنهما مبادئ العلوم والأدب والتربية الأساسية، قبل أن ينطلق إلى البلدان؛ لينهل من مناهل العلم والمعرفة من العلماء والمشايخ في كل من ساحل العاج وغانا ونيجيريا والسودان ومصر وبلاد الحرمين والقدس وبخارى والمغرب، وقد درس علومًا شتَّى وفنونًا عديدة، ونبغ فيها ورجع إلى وطنه وهو يحمل كنزًا عظيمًا من العلوم والمعارف([43]).
وقد عقد الشيخ بابًا في كتاب الفتاوى، تناول فيه سند تلقيه عن مشايخه الذين نهل منهم العلم، وبلغ عدد من تلقى على أيديهم في بلاد السودان الغربي تسعة وأربعين شيخًا، دون مشايخه في بلاد الحرمين وغيرها، والكتب التي تعلمها منهم. جاء ذلك في باب ذكر أسانيد علومه: “هذا بعض سندنا في الحديث، يتلوه سند العلوم العربية، مثل كتاب “جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد” للشيخ محمد بن سليمان المغربي الدمشقي الروداني المشتمل على الموطأ والكتب الستة، ومسند الإمام أحمد وأبي يعلى والبراز ومعاجم الطبراني عن أحمد بن عبد الرحمن في المدينة المنورة…. إلى قوله: وهذا ذكر أشياخنا تبركًا بأسمائهم”([44]).
ويستمر قائلاً: “ولقد بدأنا عند والدتنا فاطمة ابنة محمد فود موري بالحروف الأبجدية، إلى أن فهمنا عندها الكلمات بأَسْرها. وعلّمنا عند والدنا محمد المنير التراكيب بالمعنى المفرد إلى قوله تعالى في آخر سورة الفجر: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 29، 30]، أتته المنية عشية يوم الجمعة وهو ساجد، ولله الحمد على حُسن خاتمته…. وقد عددناهم تسعة وأربعين من العلماء الراسخين دون علماء الحرمين….”([45]).
وقد ودّع شيخنا هذه الدنيا الفانية ليلة السبت الأول في عام 1981م، إثر مرض، فنُقل جثمانه الشريف إلى قريته دار السلام ضحية من ضواحي مدينة بوبو جولاسو، ودُفن فيها يوم الاثنين بعد صلاة الظهر. فإنا لله وإنا إليه راجعون([46])، وهو القائل:
ابكوا عني إذا ما فقدتموني *** واذكروا خيراتي بما أدركتموني
ما للأحد بقاء ولو عاش ألوفا *** والعمل باقٍ وعامله المدفون
ولو عكس ما قلت لكان الرسول *** حيًّا في أصحابه في مساكن الهجون([47]).
رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى، وقد ترك لنا كنزًا ثمينًا متمثلًا في مكتبة المخطوطات التي ستبقى للأجيال دعمًا وفكرًا وعلمًا وتاريخًا وفخرًا مادام السموات والأرض، وهاكم الآن أهم مخطوطاته:
1- كتاب الفتاوى.
2- لُبّ الأصول.
3- كتاب التمهيد في علم الميراث.
4- المثلث المتَّحد المعنى.
5- أصول الإعراب لجميع الطلاب.
6- تفصيل الضمائر.
7- مجموعة أعمال أدبية.
8- البيان التام للعام والخاص عن أجلّة الأعلام.
9- تاريخ موسي.
10- تاريخ زبرما.
11- الأمثلة التجويدية في القراءة الورشية.
12- تسهيل علمي العروض والقافية وغيرها من المخطوطات موزعة بين متحف جامعة عبدالمؤمن بنيامي، وجامعة بايرو بنجيريا ودار أسرة المؤلف في مدينة بوبو جولاسو بوركينا فاسو([48]).
رابعًا: السيدة نانا أسماء بنت عثمان بن فودي وجهودها في التأليف:
تعد السيدة نانا أسماء من السيدات التي وضعن بصماتهن في تقدُّم الأمة الإفريقية بالعلم والتربية والاعتناء بشؤون نساء عصرهن، وأسهمت نانا بشكل لافت للنظر في ازدهار البحث العلمي في إفريقيا جنوب الصحراء، فقد كانت جهودها كبيرة وإنجازاتها عظيمة في مجالات الحياة الدينية والاجتماعية والدعوية والتعليمية والسياسية، وغيرها. حفظت القرآن الكريم، وتعلمت القراءة والكتابة ودرست العلوم الإسلامية بشتى فنونها([49])؛ وليست ذلك مما يثير عجبًا ودهشة؛ فشخصيتها منحدرة من أسرة آل فودي، الأسرة التي عُرف لها إسهامات قوية ومجهودات كبيرة في تحويل إمارة صكتو إلى إمارة إسلامية تحكم بشريعة الله([50]).
وُلدت المعلمة نانا في قرية طغّل في منطقة غوبير في نيجيريا عام 1793م، وتوأمها حسن بن عثمان، وكان من توقعات الناس، أن تسمى حسنى أو حسينة كما هي العادة لدى شعوب إفريقيا جنوب الصحراء، في تسمية التوائم بحسن وحسين، إذا كانا ذكرين، وحسن وحسينة. وإذا كان أحدهما ذكرًا سُمِّي حسنًا والآخر أنثى سميت حسينة أو حسنى؛ وهمًا منهم أن ابني فاطمة بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانا توأمًا؛ فسماهما النبي -صلى الله عليه وسلم- حسنًا وحسينًا. ولكن الوالد الفطن الذي كان يحمل همّ الأمة الدعوية والتربوية والاصلاحية اختار لها اسم أسماء؛ عسى أن تقتدي وتؤدي دور سميتها أسماء بنت أبي بكر الصديق الملقبة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذات النطاقين في الدعوة ونصرة الدين([51]).
إن ظروف المنطقة القاسية التي نشأت فيها معلمتنا نانا أسهمت بشكل أو آخر في إعدادها وتكوينها على مبادئ الصبر والتحمل والجد والعزم؛ فكانت أُمّا صالحة لأبنائها وأبناء رفيقاتها في المنطقة، ومدربة عظيمة لنساء بلاد صكتو. يقول الدكتور أبو سليمانو”: واهتمت نانا أسماء بتعليم النساء، وأنشأت عددًا من معاهد تعليم النساء. وقد تخرج على يدها عدد كبير من النساء من مختلف أنحاء خلافة صكتو”([52]). ومعينة لأخيها محمد بيلو في شؤون سياسة الخلافة الإسلامية، وإدارة أمورها. كانت أسماء أول من ساند أخيها لتولي الخلافة؛ لمعرفتها بأهليته وكفاءته في ذلك([53]).
ولكن كما جاء في أثر العارفين: لو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حيًّا وباقيًا، ولكن تفنى الدنيا ويفنى نعيمها، ويبقى وجه الله الذي لا يدركه الموت ولا الفناء. بعد هذه الرحلة الحافلة بالعطاء والإنجاز ودَّعت معلمتنا أسماء الفودوية هذا الدنيا إلى جوار ربها عام 1864م، عن عمر ناهز 71 سنة على أرجح الأقوال([54]).
رحم الله أستاذة نساء بلاد صكتو، ومدربتهن، وأكرم مثواها، دُفنت في منطقة حبارى، وخلّفت كمًّا كبيرًا من المخطوطات في مجالات شتى، بلغ نحو 73 كتابًا في علوم الشريعة والحياة واللغة والطب([55])، ويوجد كثير منها مركز المخطوطات بجامعة بايرو وجامعة أحمد بيلو ودار الوثائق الوطنية بكادونا في نيجيريا([56])؛ أهمها:
1- تنبيه الغافلين.
2- طريق الحقيقة، بلغة الهوسا.
3- علامات يوم القيامة بالهوسا.
4- تبشير الإخوان بالتوسل بسورة القرآن عند الخالق المنان([57]).
5- حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا.
6- في خصائص سور القرآن الكريم.
7- تبنيه العاملين.
بالإضافة إلى مجموعة من القصائد المكتوبة بالعربية والفلانية والهوساوية منها: القصيدة “إلى الله أشكو”([58]).
وهناك عشرات الآلاف من المخطوطات لمئات من العلماء الأفذاذ من أمثال أحمد بابا، محمد بغيغ، عبد الله بن محمد بن عثمان بن فودي، عبد الرحمن بن عبد الله بن عمران بن عامر السعدي، القصري بن محمد بن المختار بن عثمان الولاتي، تيورنو سعد دالين، وغيرهم بما لا يتسع المجال لذكرهم.
المبحث الثالث:
آليات الاستفادة من المخطوطات الإفريقية
سيتناول هذا المبحث آليات الاستفادة من هذه الكنوز الثمينة التي تركها سلف هذه الأمة لخلفها، المتمثلة في التراث العلمي من الكتب والمدونات والمخطوطات في جميع مجالات المعارف الإنسانية، كما سبق الحديث عنها في المباحث السابقة.
إن الاستفادة من هذا التراث المخطوط، وانتفاع به لا يتأتَّى إلا بالعناية التامة به، والعمل على جمعه والحفاظ عليه في أماكن مضمونة كالمراكز والمؤسسات المتخصصة؛ ومن ثم العمل على وإخراجه للناس بالتحقيق والنشر.
أولاً: مراكز حفظ المخطوطات في إفريقيا جنوب الصحراء:
خلال العقود الأخيرة تزايد الوعي في إفريقيا وفي الغرب بأهمية مخطوطات التراث الإسلامي في غرب إفريقيا باعتبارها كنزًا معرفيًّا، ومن أبرز الأدلة على هذا الوعي الجديد بأهمية مخطوطات التراث الإسلامي المكتوب في إفريقيا هو فهارس المخطوطات التي نشرتها مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ومقرها لندن؛ بالإضافة إلى العديد من المشاريع التي يرعاها برنامج المحفوظات المهددة بالانقراض التابع للمكتبة البريطانية، والتي تركز على تشاد وساحل العاج ومالي ونيجيريا والسنغال، وأيضًا العمل الذي ينسقه مركز دراسة ثقافات المخطوطات (CSMC، جامعة هامبورغ) بشأن الحفاظ على مجموعات المخطوطات التي تم نقلها من تمبكتو إلى باماكو([59]).
ومن أبرز المراكز والمكتبات التراثية في إفريقيا جنوب الصحراء:
1- النيجر
أ- معهد الأبحاث في العلوم الإنسانية بجامعة نيامي: فيه حوالي أربعة آلاف مخطوط في شتى الفنون، ومعظم المخطوطات مكتوبة باللغة العربية، غير أنها في بعض الأحيان تستخدم لغة محلية باستخدام الأبجدية العربية([60]).
ب- المركز الإفريقي لإحياء التراث الإسلامي بالجامعة الإسلامية: يبلغ عدد المخطوطات المفهرسة في المركز ألف وأربع وخمسون مخطوطة (1054).
وتنقسم إلى قسمين: المخطوطات الأصلية، والمخطوطات المصورة وتوجد مخطوطات مطبوعة طباعة محلية (أي بخط اليد مع غلاف)، وتنقسم من حيث اللغة إلى مخطوطات عربية ومخطوطات عجمية مكتوبة بالحرف العربي باللغات الفلانية والهوسا ولغة سنغي/جرما ولغة طوارق، وتتناول موضوعات العلوم الشرعية وعلم القراءات والأدب والطب والفلك([61]).
ج- قسـم المخطوطات العربية والعجمية التابع لمعهد الأبحاث والعلوم الإنسانية التابع جامعة عبدو موموني بالنيجر: وهو مركز حكومي يعني بإحياء التراث الثقافي المخطوط. ويقدر عدد المخطوطات فيه بحوالي أربعة آلاف وخمسمائة (4.500) مخطوط مختلف الأحجام والصفحات والموضوعات.
وتتناول هذه المخطوطات علومًا كثيرة؛ منها: التفسير والفقه والحديث وعلم الأسرار والفلك والتاريخ والسيرة النبوية، والوعظ والإرشاد والرحلات واللغة والأدب والتصوف والفلسفة والطب التقليدي، ومعظم المخطوطات مكتوبة على الجلد والخطوط السائدة هي الخط المغربي والسوداني([62]).
د. مكتبة المخطوطات بمدينة أبلغ: ويقدر عدد مخطوطات المكتبة بنحو اثنين وثلاثمائة (302) مخطوطة، تنوعت ما بين علوم الدين والمنطق والتصوف والنحو والبلاغة وعلم الفلك والشعر، وهذه المخطوطات كلها باللغة العربية، ويُلاحظ أن أغلب مخطوطاتها الفقهية على مذهب الإمام مالك([63]).
2- نيجيريا:
أ- مركز البحوث وجمع المخطوطات بجامعة بايرو كانو في نيجيريا: فيه حوالي ألف مخطوط.
ب- مركز التاريخ بولاية صكتو في نيجيريا: يمتلك آلاف المخطوطات في شتى الميادين.
ج- قسم المخطوطات في جامعة أحمد بيلو زاريا في نيجيريا، وهو من أقدم المراكز في حفظ التراث الإسلامي الإفريقي([64]).
د- مخطوطات دار الوثائق القومية النيجيرية بكادونا: يضم أكثر من 1500 مخطوطة، دُوِّن معظمها باللغة العربية، وكُتب بعضها بلغات إفريقية مثل الهوسا والفلاني.
وتغطّي موضوعات العلوم الإسلامية من علوم القرآن والتفسير والحديث والتوحيد والعقائد والفقه وأصوله والتصوف والمدائح، والطب والفلك والتنجيم والأوقاف والتاريخ والسيرة والتراجم واللغة والنحو والأدب([65]).
ه- مخطوطات مكتبة جامعة إبادان– نيجيريا: تضم 422 مخطوطة وتدور معظم الموضوعات حول شتى أنواع الفنون العلمية والدينية كمخطوطات القرآن الكريم وعلومه والتوحيد والعقائد، والفقه وأصوله وعلوم النحو واللغة، والسيرة النبوية والمديح، والأدعية([66]).
3- مالي
يقدر البعض مخطوطات تمبكتو في مالي بحوالي سبعمائة ألف مخطوط، موزعة على مكتبات خاصة، مراكز المخطوطات العامة والمكتبات الخاصة منها:
أ- معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية: الذي يحتوي على أكثر من 20 ألف مخطوط، وهو مركز متخصص في رصد المخطوطات في إفريقيا الغربية وتصنيفها وحفظها وصيانتها. وقد كُتبت المخطوطات باللغات العربية والتركية واللغات الإفريقية كالهوسا والفلاني.
أما محتويات المجموعة فتشمل شتى أنواع الفنون العلمية والدينية كمخطوطات القرآن الكريم وعلومه، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، وعلوم النحو واللغة، والتوحيد والعقائد، والسيرة النبوية والمديح، والتصوف والمعاجم ودواوين الشعر، والأدعية والمأثورات. كما يحتوي على مخطوطات في العلوم الطبيعية والرياضيات، وعلم الحساب والعلوم الغيبية كالسحر وعلم النجوم([67]).
ب- مكتبة ماما حيدرة للمخطوطات والوثائق: تقع في تمبكتو ويرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر، وهي واحدة من أكبر المكتبات في تمبكتو. وتحتوي على أكثر من 3000 مخطوطة مفهرسة، وتنوعت موضوعات المخطوطات في المكتبة بين التوحيد، والتفسير، وعلوم القرآن، والحديث، والفقه، والأدب، والنحو، والتصوف، والفلك، والمدائح النبوية، والسيرة، والتاريخ، والمراسلات التجارية والسياسية بين التجار والعلماء والحكام..([68]).
ج- مكتبة دجيني للمخطوطات: وتقع في وسط مالي في مدينة (جني)، وتسمى أيضًا (جينيه)، تشير التقديرات إلى أن مكتبة جينيه تضم أكثر من 10000 مخطوطة قديمة، والمخطوطات مكتوبة باللغة العربية، غير أنها في بعض الأحيان تستخدم لغة محلية باستخدام الأبجدية العربية. ويعود عمر بعض المخطوطات إلى مئات السنين إلا أن الجزء الأكبر منها يعود إلى القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين، وتتنوع موضوعاتها ما بين علوم إسلامية وفتاوى شرعية وأحكام القضاة([69]).
د- مخطوطات المكتبة العمرية في سيغو: وتقع في جنوب مالي تحوي نحو ألف وسبعمائة مخطوط، تأسست المكتبة العمرية على يد أحمدو سيكو (أحمد الكبير المدني) حاكم سيغو، لكن نواتها تعود إلى عهد والده الحاج عمر خلال منتصف القرن 19م، مستفيدون من التراث الذي تزخر به المنطقة عن طريق الشراء والتبرع وإهداء، وتتنوع موضوعاتها بين فنون العلم المختلفة من تفسير وعلوم القرآن والحديث النبوي الشريف والفقه المالكي والعقائد والأدب والنحو والشعر والتصوف والمنطق.([70])
4- ساحل العاج:
دار الوثائق الوطنية بدولة ساحل العاج: تحتوي على 2257 مخطوطة إسلامية مفهرسة، كُتبت باللغة العربية وجُمعت من مكتبات خاصة وعامة في ساحل العاج. يجد فيها القارئ مخطوطات جيء بها من بلاد الأندلس والمغرب وغانا وصكتو بنيجيريا وتمبكتو بمالي. وتغطّي موضوعات الفقه، والتوحيد، والحديث، والسيرة، والمنطق، والتصوّف واللغة العربية وآدابها([71]).
5- السنغال:
يوجد في السنغال ما يزيد عن 2400 مخطوطة، محفوظة في 14 مكتبة (خاصة ومؤسسية). تم إنشاء هذه المكتبات في الغالب بين عامي 1900 – 1999م، وأبرز المكتبات في السنغال هي:
– مخطوطات مكتبة الشيخ مورمباي سيسي، ومكتبة الحاج مالك سه، ومكتبة الشيخ إبراهيم نياس في السنغال. تحتوي هذه المكتبات على 804 مخطوطات مفهرسة وتغطّي موضوعات هذا الفهارس: القرآن الكريم وعلومه، التوحيد والفقه والسير والتراجم والتاريخ، والتصوف، والمدائح النبوية، والشعر([72]).
6- بوركينا فاسو:
بها 12 مكتبة عمومية وخاصة بدولة بوركينا فاسو: تحتوي هذه المكتبات على 1240 مخطوطة مفهرسة، وتغطّي موضوعات الفقه والتصوف والتاريخ والصرف والنحو والبلاغة والأدب العربي. وتكمن أهمية الفهرس في تسليطه الضوء على عظمة الدور الذي قام به العلماء المسلمون في بوركينا فاسو في نشر الثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا([73]).
7- غانا:
فيها 16 مكتبة من مكتبات غانا، معظمها مكتبات خاصة: وتضم 375 مخطوطة، وقد غلب عليها مؤلفات علماء المغرب والأندلس، إلى جانب المؤلفين المحليين. تنوعت موضوعات المخطوطات بين العقيدة والفقه والتصوف والتاريخ والسياسة وتعبير الرؤيا والطب، كما احتوت على مؤلفات عالجت معظم جوانب الحياة الإسلامية والاجتماعية والسياسية، دون أغلبها باللغة العربية وكتب بعضها باللغات المحلية مثل الهوسا والفلاني([74]).
8- جامبيا:
يوجد في جامبيا ما يزيد عن 1494 مخطوطة، محفوظة في 18 مكتبة خاصة موزعة في 9 مدن. وتم إنشاء هذه المكتبات في الغالب بين عامي 1900 – 1999م. وتغطّي موضوعات الفقه والتفسير والشريعة والتصوف وعلوم القرآن والحديث وأصول الدين([75]).
9- غينيا كوناكري:
يوجد في غينيــا ما يزيد عن 2790 مخطوطة، محفوظة في 17 مكتبة (خاصة ومؤسسية) موزعة في 10 مدن. تم إنشاء هذه المكتبات في الغالب بين عامي 1900 – 1990م، وتغطّي موضوعات الفقه والتفسير والشريعة والتصوف وعلوم القرآن والحديث وأصول الدين([76]).
10 – الكاميرون:
مكتبة مفون موم (أو مكتبة سلطان فومبان) في مدينة فومبان: تم إنشاء هذه المكتبة في عام 1985م، وتحتوي على حوالي 84 مخطوطة، وتشير بعض المصادر إلى أن عدد المخطوطات 104 مخطوطات، وتغطي موضوعات التعليم والقانون والرحلات([77]).
10- غينيا بيساو:
توجد المخطوطات في 11 مكتبة، وتحتوي على 703 مخطوطات([78]).
يضاف إلى هذه المكتبات المخطوطات المنشرة في الجامعات والمكتبات الغربية، نحو مجموعة مخطوطات غرب إفريقيا بالمكتبة البريطانية، والتي تتكون من ثمانية مجلدات، وتضم خمسة مصاحف، ويبلغ عدد صفحات المخطوطات حوالي 3000 صفحة. يعود تاريخ معظم هذه العناصر إلى منتصف القرن التاسع عشر، وقد حصلت عليها مكتبة المتحف البريطاني (المكتبة البريطانية لاحقًا) بين عامي (1895 – 1917م)([79]).
أو مجموعة مخطوطات غرب إفريقيا في مكتبة جامعة نورث وسترن، وتحتوي المجموعة على أكثر من 5000 مخطوط كُتب معظمها باللغة العربية، وتوجد عدد منها كُتب باللغات المحلية مثل الهوسا والفولفولدي والولوف مكتوبة بالخط العربي، تم جمعها من إفريقيا، وتشكل المخطوطات الأصلية المكتوبة بخط اليد أكثر من 60% من محتوى المجموعة.
وتغطي المخطوطات مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الشعر والنحو العربي والتاريخ والعقيدة والتصوف والقانون وعلم الفلك وعلم الأعداد([80]).
على الرغم من هذا العدد الهائل من المخطوطات الإسلامية التي تم الكشف عنها سواء في إفريقيا أو في المكتبات الغربية؛ فلا تزال العديد من المؤسسات والمكتبات الخاصة، تختزن آلاف المخطوطات في مختلف المجالات لم يتم الكشف عنها بعدُ”، وحسب الباحث “جورج بوهاس” المشرف على برنامج ” Vecmas فيكماس” (تقويم ونشر المخطوطات العربية لمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء)؛ فإن مجموعة المخطوطات المتوفرة تقدَّر بـ180 ألف مجلد، 25% منها فقط قد تم جرده، و10% تمت فهرسته، في حين أن 40% ما يزال داخل حقائب من خشب أو حديد، فيما تحتفظ بعض العائلات بعدد من المخطوطات”([81]).
ثانيًا: تحقيق المخطوطات:
ومن آليات الانتفاع بالمخطوطات إخراجها من رفوف المراكز، وثنايا المكتبات، والقيام بتحقيقها ونشرها؛ لتكون في متناول القراء والباحثين والكتاب على حد سواء. وعملية التحقيق مهمة وضرورية في بعث هذه الكنوز بثوب جديد يتناسب مع روح العصر، وظروف العاملين في القطاع؛ لذا وددت أن أقدم نبذة عن التحقيق من حيث دلالته وشروطه وخطوات التحقيق العلمي.
ثالثًا: الحاجة إلى الرقمنة:
وذلك من خلال جرد المخطوطات سواء في المكتبات الكبرى أو ما تبقَّى منها في المكتبات الخاصة والصغيرة، والمبعثرة في دول غرب إفريقيا وحفظها، ثم تحويل المجموعات الموجودة إلى نصوص رقمية لحفظها من المخاطر غير المنظورة وتخزين النسخة المحفوظة من المخطوطات على محركات الأقراص الثابتة، كما أنه لا بد من جعل هذه النصوص مفتوحة والوصول إليها سهلًا لمستخدمي الإنترنت.
وإنجاز فهرس موحد للمخطوطات المرتبطة بالنسخ الرقمية، كما أنه من الضروري ربط ثقافة المخطوطات الإفريقية الغربية هذه بقواعد بينات المخطوطات الأخرى في إفريقيا الشمالية والشرقية الوسطى([82]).
وهناك عدد من مشروعات الرقمنة التي تمَّت خلال العقدين الأخيرين من خلال التعاون مع منظمات وهيئات دولية مثل اليونسكو، نحو رقمنة مكتبة دجيني للمخطوطات خلال الأعوام ما بين 2009 و2017م قد شهدت عمليات رقمنة المخطوطات جهدًا كبيرًا، أشرف عليه “برنامج المحفوظات المهددة بالانقراض التابع للمكتبة البريطانية، وبينما تُحفظ المخطوطات المادية في “دجيني”، فهناك نسخ رقمية لما يقرب من نصف مليون صورة في الأرشيف الوطني في “باماكو” وكذلك في المكتبة البريطانية، وهي متاحة الآن للباحثين عبر الإنترنت([83]).
ومشروع مخطوطات تمبكتو هو مشروع تابع لجامعة أوسلو في الفترة من 1999 إلى 2007م، وكان الهدف منه المساعدة في حفظ المخطوطات فعليًّا ورقمنتها وإنشاء فهرس إلكتروني وإتاحتها للبحث([84]).
ختام الورقة:
نختم هذه الورقة البحثية بسرد أهم النتائج التي توصلنا إليها؛ عبر هذه الجولات العلمية القصيرة في نقاط آتية:
1- المخطوطات الإفريقية هي نتاج الفكر العلمي الذي أبدعه العلماء والباحثون القدماء في إفريقيا جنوب الصحراء؛ سواء كانت باللغة العربية أو باللغات الإفريقية مدونة بالحروف العربية، كاللغة الهوساوية أو الفولانية واليورباوية والبمبارية، وغيرها من اللغات الإفريقية.
2- المخطوطات كنوز الأمم والشعوب التي تكتنزها، ولا تعادلها القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وهي المرآة التي تعكس ماضيهم العتيق، وعنوان حضورها الفعلي في الأحداث والوقائع عبر التاريخ الإنساني، ورمز قوتها وسمة عزتها وعلامة عظمتها بين الأمم والشعوب في العالم. فالشعوب التي لا تملك المخطوطات؛ إن وُجدت، لا تُعدّ من الشعوب المعتبرة؛ كيفما بلغت، إذا بلغت شيئًا، ولا يمكن أن تبلغ شيئًا، مادام لا تملك ما يدفعها إلى بلوغ شيء.
3- إن منطقة غرب إفريقيا تُعدّ من أغنى المناطق في حيازة التراث المخطوط الإسلامي، نتيجة لإنجازات رجال الفكر والباحثين في مختلف فنون المعرفة كجهود الشيخ محمد بن عثمان بن فودي، والشيخ موسى كمارا، والشيخ المفتي محمد مرحبا سانوغو، والمعلمة نانا أسماء بنت عثمان بن فودي.
وبناء على هذه النتائج فإنني أوصي بما يلي:
- العمل على الإكثار من إقامة مثل هذه المؤتمرات؛ لأهميتها وفوائدها ونتائجها القيّمة.
- دعم فكرة الاهتمام بتراث الأمة الإفريقية، والعمل على تشجيع الشباب الباحثين على تحقيق المخطوطات الإفريقية.
…………………………………………………………….
[1])- Les manuscrits arabo-africains : des particularités، Constant Hamès، p 169،
https://journals.openedition.org/remmm/1182?file=1
[2]) ينظر: الجوهري، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، مادة (ورث)، تح: أحمد عبد الغفور عطار، ط4، دار العلم للملايين – بيروت، 1407هـ- 1987م.
[3]) ينظر: الزَّبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، 5/383، مادة (ورث)، تح: تحقيق مجموعة من المحققين، دار الهداية، 2009م
[4]) ينظر: الدكتور محمد رياض وتار، توظيف التراث، في الرواية العربية المعاصرة، موقع اتحاد الكتّاب العرب على شبكة الإنترنت: https://www.arab-ewriters.com/
[5]) المرجع السابق.
[6]) بسام داود عجك، مجلة كلية الدعوة الإسلامية، التراث الإسلامي والاستشراق، 161، العدد: 7، 1990م.
[7]) الدكتور عبد الحميد الهرامة، ورقات في البحث والكتابة، 195، ط3، منشورات كلية الدعوة الإسلامية، 2002م.
[8]) الدكتور أميل يعقوب، كيف تكتب بحثًا أو منهجية البحث، 135، د.ط، دار جروس برس، 1986م.
[9]) آدم عبد الله الإلوري، نظام التعليم العربي وتأريخه في العالم الإسلامي، 118، ط3، دار العربية، بيروت لبنان، دت.
[10]) ينظر: علي عطا، مخطوطات اللغات الإفريقية بالحرف العربي مهددة بالضياع، الاثنين 8 أغسطس 2022م، www.independentarabia.com
[11]) ينظر: المرجع السابق.
[12]) صبح الأعشى، القلقشندي، تح: د. يوسف علي طويل، 5، 274، ط1، دار الفكر، دمشق سوريا، 1987م.
[13]) انظر : Contribution à l’archivage électronique et à la valorisation des manuscrits ouest-africains en langue arabe : la numérisation des manuscrits de Tombouctou / Alfadoulou Abdoulah .P32
[14]) فاي منصور علي، أسكيا الحاج محمد وإحياء دولة الصنغاي الإسلامية، 223، ط1، منشورات كلية الدعوة الإسلامية، طرابلس ليبيا، 1997م.
[15]) انظر: عادة الاكتشاف الأخيرة والسياق الحالي، تاريخ مضطرب، وإعادة اكتشاف حديثه، على الرابط:
https://artsandculture.google.com/story/swUxnOMM3thjLA?hl=ar
[16] ) دنيز بولم، الحضارات الإفريقية، تر: نسيم نصر، 50، ط2، منشورات عويدات، بيروت لبنان، 1978م.
[17]) انظر : Contribution à l’archivage électronique et à la valorisation ، مرجع سابق.
[18]) Google becomes home to priceless Timbuktu manuscripts، على الرابط: https://edition.cnn.com/2022/05/11/africa/timbuktu-mali-manuscript-digitization-google-spc-intl/index.html
[19]) انظر p7 Introduction_African_History_and_Islamic.، Mauro Nobili
[20]) انظر p7c Manuscript Culture of West Africa، Mauro Nobili | Urbana-Champaign . p42
[21]) انظر: ما الذي يميز مخطوطات تمبكتو؟ الخصائص والسمات المحددة لمخطوطات تمبكتو، على الرابط التالي: https://artsandculture.google.com/story/MQWBaIoRvwLvIw?hl=ar
[22]) انظر، مرجع سابق، p 13 Introduction_African_History_and_Islamic.
[23]) أوعية التراث الإسلامي الإفريقي: الكتب والمكتبات والمدارس والزوايا والمحضرات، ضمن الندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ”، على الرابط: https://cutt.us/o60tW
[24]) ينظر: مجلَّة المخطوطات والمكتبات للأبحاث التَّخصصيَّة، (أهمية المخطوطات وأثرها فى العلوم والمعارف الإنسانية (دراسة حالة غرب إفريقيا، إصدار المعهد الماليزي للعلوم والتنمية، /59200 Kuala Lumpur, Malaysiahttps://masqsurah.com
[25]) الدكتور أشرف فؤاد عثمان أدهم، مجلة أفكار، المخطوطات العربية والإسلامية في الصحراء الإفريقية (موريتانيا وغرب إفريقيا)، 2، بدون بقية المعلومات.
[26]) موقع عربي بوست، مخطوطات تمبكتو، الأحد 23-يوليو، 2023م arabicpost.net/newsignup/
[27]) خزائن المخطوطات في غرب إفريقيا الواقع والمأمول (مركز الجامعة الإسلامية بالنيجر للمخطوطات نموذجا )، د. علي يعقوب، ورقة مقدمة ضمن الملتقى الدولي الأول حول المخطوطات، الذي نظَّمه مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا، جامعة أدرار، إصدارات مجلة رفوف ديسمبر 2013م، ص282-283.
[28]) محمد الراجي، العلماء ينادون من نيجيريا بتكثيف الجهود لصيانة التراث الإسلامي الإفريقي، موقعhttps: ،، www.hespress.com هسبريس، الإثنين 1 نونبر 2021 – 01:00
[29]) الكتاب العربي المخطوط في شمالي إفريقيا وجنوبي الصحراء، على الرابط: https://cutt.us/xtrbC
[30]) قسـم المخطوطات العربية والعجمية التابع لمعهد الأبحاث والعلوم الإنسانية التابع جامعة عبدو موموني بالنيجر، د. علي يعقوبي، مجلة رفوف، العدد السادس، مارس 2015م، ص43-44.
[31]) واقع التراث الإسلامي الإفريقي: التحديات والآفاق، عبد العزيز كيبي، مداخلة ضمن الندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ”، على الرابط: https://cutt.us/n0yBx
[32]) الدكتور مصطفى الغديري، أسرة آل فودي ودورها في ترسيخ العقيدة الإسلامية ونشر اللغة العربية بشمال نيجيريا، أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء، 280، تنظيم كلية الآداب تطوان، المغرب وكلية الدعوة الإسلامية، طرابلس ليبيا، منشورات كلية الدعوة، 1998م.
[33]) المرجع السابق، 284.
[34]) الدكتور عبد المجيد عينية، محمد بيلو وكتابه )إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور)، أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء، 296، تنظيم كلية الآداب تطوان، المغرب وكلية الدعوة الإسلامية، طرابلس ليبيا، منشورات كلية الدعوة، 1998م.
[35]) الدكتور مصطفى الغديري، أسرة آل فودي ودورها في ترسيخ العقيدة الإسلامية ونشر اللغة العربية بشمال نيجيريا، أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء، 285، مرجع سابق.
[36]) المرجع السابق، 284-285.
[37]) ينظر: الأستاذ أحمد الخروبي، موقف الاستعمار من المؤرخ السينغالي موسى كمارا وكتابه الزهور، أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء، 275.
[38]) ينظر: الدكتور قاسم جاخاتي، إفريقيا مخطوطات أحمد بابا التنبكتي، والشيخ موسى كمارا نموذجًا، 79، جامعة الشيخ أنتا جوب، داكار السنغال، د.ت.
[39]) ينظر: المرجع السابق، 80.
[40]) المرجع السابق، 80، نقلًا عن عامر صمب، الأدب السنغالي العربي، 149.
[41]) ينظر: المرجع السابق، 81.
[42]) ينظر: الدكتور قاسم جاخاتي، إفريقيا مخطوطات أحمد بابا التنبكتي، والشيخ موسى كمارا نموذجًا، 79، مرجع سابق.
[43]) ينظر: الإمام محمد مرحبا سانوغو، كتاب الفتاوى، 5، ط2، راجعه الأستاذ الحاج محمود بن سعيد سانوغو (باسربا) دار مطبعة المدينة، 2018م.
[44]) المرجع السابق، 45.
[45]) المرجع السابق، 46.
[46]) المرجع السابق، 5.
[47]) المرجع السابق، 51.
[48]) الدكتور صالح كبوري، متخصص في دراسة حياة الشيخ محمد مرحبا سانوغو، ومحقق لعديد من مخطوطاته، مراسلات بيني وبينه عبر وسيلة التواصل الاجتماعي واتساب، 4-7، 08، 2023م.
[49]) د. الزبير مهداد، نانا أسماء: المعلمة الداعية ملكة نساء إفريقيا، مجلة العلماء الأفارقة، السنة3، العدد 5، المغرب 2022م.
[50]) الدكتور مصطفى الغديري، أسرة آل فودي ودورها في ترسيخ العقيدة الإسلامية ونشر اللغة العربية بشمال نيجيريا، أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء، 285، مرجع سابق.
[51]) ينظر: الدكتور أبو سليمانو، نانا أسماء بنت عثمان بن فودي وإبداعاتها الفنية، مجلة وميض الفكر للبحوث ربع سنوية، 49، العدد 10، الكاميرون، 2021م
[52]) المرجع السابق.
[53]) ينظر: المرجع السابق.
[54]) ينظر: هابة خديجة، الإسهامات العلمية للمرأة النيجيرية (نانا أسماء نموذجًا)، مجلة آفاق علمية، المجلد15، العدد:02، 2023م، جامعة تمنراست الجزائر.www.asjp.cerist.dz
[55]) ينظر: شيماء عبد الله، المعلمة نانا أسماء.. ما لا يعرفه العالم عن تاريخ مسلمات إفريقيا، موقع الجزيرة نيت، 16-4-2021م.
[56]) الدكتور مصطفى الغديري، أسرة آل فودي ودورها في ترسيخ العقيدة الإسلامية ونشر اللغة العربية بشمال نيجيريا، أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء، 286، تنظيم كلية الآداب تطوان، المغرب وكلية الدعوة الإسلامية، طرابلس ليبيا، منشورات كلية الدعوة، 1998م.
[57]) ينظر: هابة خديجة، الإسهامات العلمية للمرأة النيجيرية (نانا أسماء نموذجا)، مجلة آفاق علمية، المجلد15، العدد: 02، 2023م، مرجع سابق.
[58]) الزبير مهداد، نانا أسماء: المعلمة الداعية ملكة نساء إفريقيا، مجلة العلماء الأفارقة، السنة3، العدد 5، المغرب 2022م، www.fm6oa.org
[59]) راجع قسم الفهارس المنشورة على موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي:
https://al-furqan.com/ar/publications/catalogues-ar/
[60]) الأستاذ الدكتور مهدي الحاج معاذ، أوعية التراث الإسلامي الإفريقي: الكتب والمكتبات والمدارس والزوايا والمحضرات، مداخلة في الندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ” أيام 22-23-24 ربيع الأول 1443 هـ الموافق لـ 29-30-31 أكتوبر 2021 م في العاصمة النيجيرية أبوجا، www.fm6oa.org
[61]) خزائن المخطوطات في غرب إفريقيا الواقع والمأمول، مرجع سابق، ص 284-285.
[62]) قسـم المخطوطات العربية والعجمية التابع لمعهد الأبحاث والعلوم الإنسانية التابع جامعة عبدو موموني بالنيجر، مرجع سابق، ص 43-44.
[63]) مراكز مخطوطات التراث الإسلامي في النيجر د. أيوب غربا، مداخلة في الندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع: التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ، على الرابط: https://cutt.us/pyROV
[64]) الأستاذ الدكتور مهدي الحاج معاذ، أوعية التراث الإسلامي الإفريقي، مرجع سابق.
[65]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/8m6hv
[66]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/ubonU
[67]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/YwtJf
[68]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/y9OYs
[69]) انظر: أهمية المخطوطات في “مسجد دجيني”، على الرابط : https://cutt.us/HS5Si
[70]) المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا – مخطوطات المكتبة العمرية في سيغو نموذجًا. أ. رفيق خليفي، ورقة مقدمة ضمن الملتقى الدولي الأول حول المخطوطات، الذي نظمه مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا، جامعة أدرار، إصدارات مجلة رفوف ديسمبر 2013م، ص 261-263.
[71]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/Vx9fz
[72]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/to6Zs
[73]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/linU4 وانظر، مرجع سابق Manuscript Culture of West Africa. p42
[74]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/Arebp، وانظر، مرجع سابق Manuscript Culture of West Africa. p42
[75]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/AnYXa وانظر، مرجع سابق Manuscript Culture of West Africa. p42
[76]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/bpTfE، وانظر، مرجع سابق Manuscript Culture of West Africa. p42
[77]) موقع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، على الرابط: https://cutt.us/AnYXa وانظر، مرجع سابق Manuscript Culture of West Africa. p42
[78]) انظر، مرجع سابق Manuscript Culture of West Africa. p42
[79]) انظر: The British Library’s West African manuscripts collection، على الرابط : https://blogs.bl.uk/asian-and-african/2016/03/the-british-librarys-west-african-manuscripts-collection.html
[80]) انظر : Arabic Manuscripts from West Africa: A Catalog of the Herskovits Library Collection، على الرابط https://libguides.northwestern.edu/arabic-manuscripts
[81]) انظر: التراث الإفريقي بين النص التاريخي والعمل البيبليوغرافي، بهيجة الشاذلي، على الرابط : https://cutt.us/Sn5SQ
[82]) انظر: مخطوطات تمبوكتو والكتابة الإسلامية في إفريقيا الغربية: من عراقة الموضوعات إلى موضوع عراقتها، على الرابط : https://cutt.us/KnwWn
[83]) انظر: Project to digitise and preserve the manuscripts of Djenné and surrounding villages (EAP690)، على الرابط : https:،، eap.bl.uk، project، EAP690
[84]) انظر: https://web.archive.org/web/20101010024917/http://www.sum.uio.no/timbuktu/