حذرت دراسة حديثة من تزايُد موجات النزوح خلال العقود المقبلة بسبب التغيرات المناخية وزيادة تواتُر حالات الجفاف وشدتها.
وذكرت الدراسة التي نشرتها دورية “إيرثز فيوتشر” (Earth’s Future) أن موجات الجفاف أدت إلى نزوح حوالي 80% من سكان البلدان الإفريقية نحو الأنهار والمدن. وأضافت أن “عمليات النزوح هربًا من الجفاف تسببت في زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المعرضة لخطر الفيضانات خلال العقود الأخيرة”.
ووفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن الأسر النازحة بسبب الجفاف في إفريقيا اضطرت إلى مغادرة منازلها مرةً أخرى هربًا من الفيضانات الشديدة الناجمة عن الأمطار الغزيرة المتواصلة في جميع أنحاء المنطقة. وركزت الأبحاث السابقة حول الهجرات الناجمة عن الجفاف في إفريقيا على بلدان منفردة أو أحداث جفاف محددة، ما حد من فهم العلماء لكيفية تأثير الجفاف على أنماط النزوح البشري على نطاقات واسعة.
لكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تدرس التغيرات في أنماط النزوح المرتبطة بالجفاف على المستوى القاري، وفق الفريق.
وركز الباحثون على تأثيرات الجفاف في 50 دولةً إفريقيةً، ووجدوا أن الجفاف قد يدفع الناس إلى الاقتراب من الأنهار لمواصلة الأنشطة الزراعية، وقد ينزح آخرون إلى المدن التي توفر فرصًا اقتصاديةً متنوعةً عندما يحد الجفاف من الزراعة.
وتقول سيرينا سيولا، عالِمة الهيدرولوجيا بجامعة بولونيا في إيطاليا، وقائد فريق البحث: مع تغير المناخ وتفاقُم مشكلات الجفاف والفيضانات، سيكافح عدد أكبر من الناس للعثور على مكان آمن للاستقرار.
وتضيف “سيولا”: طورنا منهجيةً جديدةً لتقييم النزوح البشري الناجم عن الجفاف، ودمجنا أنواعًا مختلفةً من بيانات الأقمار الصناعية (الأضواء الليلية وشبكة الأنهار) مع مجموعة البيانات القائمة على التعداد (البنك الدولي) لتحديد التغييرات في أنماط المستوطنات البشرية، وتقييم التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للجفاف ودرجاته.
وكشفت النتائج أن ما بين 70 إلى 81% من البلدان الإفريقية تشهد عمليات نزوح أكبر خلال فترات الجفاف، مقارنةً بالفترات التي لا تعاني فيها من الجفاف. وأوضحت النتائج أن “جميع بلدان القرن الإفريقي والجنوب الأفريقي شهدت هجرةً مرتبطةً بالجفاف نحو الأنهار، خاصةً بلدان بوروندي وغينيا بيساو وناميبيا”.
ففي الصومال -على سبيل المثال- نزح أكثر من 3.8 ملايين شخص جزئيًّا بسبب الجفاف خلال السنوات الثلاث الماضية. ولجأ العديد من النازحين إلى أماكن قريبة من الأنهار بهدف الزراعة، لكن الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة أدت إلى نزوح الملايين.
وتقول “سيولا”: هذه النتائج مفيدة لتحديد استراتيجيات التخطيط المرتبطة بإدارة الأحداث المتطرفة (الفيضانات والجفاف)، وتخصيص الموارد على نحوٍ أفضل وفقًا للاحتياجات المختلفة للأشخاص الذين غيروا مواقعهم بسبب ظروف الجفاف.