وصف رئيس أساقفة كينشاسا الانتخابات التي جرت في جمهورية الكونغو الديموقراطية بأنها “فوضى هائلة منظمة” بينما تواصل اللجنة الانتخابية إصدار نتائج جزئية جدا للانتخابات الرئاسية.
وقال الكاردينال فريدولين أمبونغو رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي تتمتع بنفوذ كبير وتنتقد تقليديا السلطات الكونغولية “بحماس وتصميم، خرج الكثير منا للتعبير عن ما نفضله بشكل ديموقراطي”. وأضاف “لكن للأسف، ما كان ينبغي أن يكون احتفالاً عظيماً بالقيم الديموقراطية تحول بسرعة إلى إحباط لدى الكثيرين”.
ورأى رئيس الأساقفة أن الانتخابات كانت “فوضى منظمة هائلة. وأنتم جميعا شهود على ذلك”، مشيرا خصوصا إلى “صور لا تحتمل” في إشارة إلى فيديو لاعتداء على امرأة لأنها صوتت للمعارضة. وقال في رسالته التي تلاها بالفرنسية أولا ثم باللغة المحلية اللينغالا “ما هي صورة بلدنا التي نقدمها على الساحة الدولية؟ كيف يمكننا أن ننحدر إلى هذا الحد؟”. وقال الكاردينال أمبونغو “في الوقت الحالي، أحثكم على توخي الحذر وضبط النفس”.
وقال الأسقف “نحن بانتظار تقارير من مختلف بعثات المراقبة ولا سيما البعثة المشتركة للكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية، والتي يمكن أن تساعدنا في تقييم المخالفات التي تمّ رصدها وتقييم تأثيرها على مصداقية هذه الانتخابات”.
ودعي نحو 44 مليون ناخب من أصل مئة مليون نسمة يشكلون عدد سكان الكونغو الديمقراطية، إلى انتخاب رئيس للبلاد والنواب وممثليهم في المقاطعات ومستشاريهم البلديين الأربعاء. ويسعى رئيس الدولة المنتهية ولايته فيليكس تشيسيكيدي إلى ولاية ثانية في مواجهة 18 مرشحًا آخر بما في ذلك عدد من المعارضين المهمين الذين دان بعضهم “الفوضى” و”المخالفات”. ويعتزم بعضهم التظاهر الأربعاء، بينما يطالب آخرون بإلغاء الانتخابات بشكل كامل.
ومن بين هؤلاء المعارضين مويس كاتومبي الحاكم السابق لمنطقة كاتانغا الغنية بالمناجم (جنوب شرق البلاد)، ومارتن فايولو الذي يقول إن النصر سُرق منه في انتخابات 2018، ودينيس موكويجي حائز جائزة نوبل للسلام لعمله مع النساء ضحايا الاغتصاب في الحرب.
وفي مواجهة مشاكل لوجستية متعددة، مددت اللجنة الانتخابية التصويت الذي انتهى رسميا مساء الخميس لكنه استمر حتى نهاية الأسبوع في مناطق نائية في عدد من الأقاليم. وتواصل لجنة الانتخابات من مركز عملياتها الذي أعد خصوصا للاقتراع نشر نتائج جزئية للانتخابات الرئاسية، وهو ما بدأته مساء الجمعة بأصوات المغتربين. ونشرت نتائج تشمل نحو مليون ناخب جمعت في 22 دائرة في 12 مقاطعة، في وقت مبكر من مساء الأحد. وهذه الأرقام التي لا تكفي بعد لتؤشر الى توجهات المقترعين، تكشف أن الكونغوليين الذين يعيشون في الخارج يضعون فيليكس تشيسيكيدي في المقدمة. وقد حصل على تأييد نحو ثمانين بالمئة منهم. وقد يؤدي إعلان اسم الفائز في الاقتراع الرئاسي إلى توترات في بلد تاريخه السياسي مضطرب ويشهد أعمال عنف في أغلب الأحيان وأرضه غنية بالمعادن لكن معظم سكانه من الفقراء.