قال مسؤولون إن بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال استأنفت تسليم المسؤوليات الأمنية إلى القوات الحكومية الصومالية بعد توقف دام ثلاثة أشهر.
وسلمت المهمة المعروفة باسم أتميس السيطرة الأمنية على مقر الرئاسة – المعروف أيضا بـ”فيلا صوماليا” – حيث يقيم ويعمل الرئيس الصومالي محمد حسن شيخ محمود بالإضافة إلى ذلك سلمت القوات مسؤوليات مبنى البرلمان الذي لا يبعد كثيرا عن القصر الرئاسي في مقديشو.
وإلى جانب القوات الصومالية كانت قوات الاتحاد الإفريقي تقوم بتأمين المواقع الاستراتيجية في العاصمة بما في ذلك القصر ومبنى البرلمان والمطار والميناء البحري منذ عام 2007. وتتولى القوات الصومالية الآن وحدها المسؤولية عن المقرين الرئيسيين للسلطتين التنفيذية والتشريعية للحكومة.
وفي مقابلة مع القسم الصومالي في إذاعة صوت أمريكا أكد مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى الصومال ورئيس أتميس محمد الأمين سويف استئناف الانسحاب. وقال إن المهمة ستسحب 3000 جندي بحلول الحادي والثلاثين. وستسلم البعثة مسؤوليات 10 قواعد في هذه المرحلة من الانسحاب.
وانتهت المرحلة الأولى من انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي في يونيو عندما غادر 2000 جندي الصومال.وفي سبتمبر طلبت الحكومة الصومالية “مهلة فنية” مدتها 90 يوماً للانسحاب بعد الانتكاسات العسكرية من الهجوم الذي شنته المناطق الوسطى ضد مسلحي حركة الشباب الذين يقاتلون الحكومة منذ عام 2007.
وأقر اجتماع في نيويورك الأسبوع الماضي خطة تطوير قطاع الأمن في الصومال وفقا لمستشار الأمن القومي للرئيس الصومالي حسين شيخ علي. وتتضمن الخطة إنشاء قوات برية للصومال يصل عددها إلى 30 ألف جندي باستثناء القوات الخاصة والقوات البحرية والجوية وقوة شرطة قوامها 40 ألف جندي على المستويين الفيدرالي والإقليمي و8500 فرد من قوات الاحتجاز الذين يعملون في نظام السجون.
وقال علي لإذاعة صوت أمريكا: “لقد وصلنا إلى العدد المطلوب ولكن الأمر يتطلب إصلاحا شاملا لضمان تطابق العدد والجودة من أجل أن يكون لدينا جيش محترف يمكنه تحمل المسؤولية من أتميس”.
وانتقلت مهمة الاتحاد الإفريقي الأصلية بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميسوم) إلى اتميس في أبريل من العام الماضي بعد أن اتفقت الحكومة الصومالية والاتحاد الإفريقي على الانسحاب الحالي.
ومن المتوقع أن تقوم بعثة اتميس بتسليم مسؤولياتها إلى السلطات الصومالية بحلول نهاية العام المقبل. ويقول الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ورئيس بعثة الاتحاد في الصومال السفير محمد الأمين سويف إن هذا لا يعني نهاية دعم الاتحاد الإفريقي للصومال.
وأضاف: “نحن الآن في مهمة انتقالية لكننا سنذهب إلى مرحلة انتقالية أخرى لأن الاتحاد الإفريقي مطالب بدعم الصوماليين بحلول الأول من يناير 2025 من خلال إنشاء مهمة جديدة بتفويض جديد”.
وذكر سويف أن البعثة الجديدة ستكون قادرة على دعم الجيش الوطني الصومالي من حيث بناء القدرات وحماية الناس في المناطق المأهولة بالسكان وكذلك البنية التحتية الاستراتيجية في مقديشو وعواصم الدول الأعضاء الفيدرالية الأخرى. وقال إن عدد القوات في إطار المهمة الجديدة غير معروف بعد لكنها ستضم أيضا عنصرا صغيرا من المدنيين للتعامل مع قضايا حقوق الإنسان والشؤون السياسية والعمل بشكل وثيق مع الحكومة الفيدرالية مشيرا إلي أن ديسمبر 2024 ليس نهاية الاتحاد الأفريقي في الصومال”.