أنهت بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) الاثنين مهمتها في البلاد، بعدما دفعها المجلس العسكري الحاكم إلى المغادرة.
وأكدت المتحدثة باسم “مينوسما” فاتوماتا كابا، أن البعثة أنزلت علم الأمم المتحدة عن مقرها العام قرب مطار باماكو، مؤكدة أن هذا الاحتفال الرمزي يشكّل النهاية الرسمية للمهمة على رغم أن بعض أفرادها لا يزالون موجودين في المكان.
وبحلول الثامن من ديسمبر، غادر 10514 من أعضاء البعثة العسكريين والمدنيين مالي، من إجمالي 13871 في بداية الانسحاب، على ما أفادت البعثة الأممية على حسابها على منصة إكس.
وتأسست “مينوسما” في عام 2013 بعد انقلاب عسكري وتدهور الأوضاع الأمنية، وكانت تهدف إلى دعم الجهود الوطنية والدولية لتحقيق السلام والاستقرار في مالي. ومنذ عام 2013، شهدت مالي تفاقماً في الوضع الأمني بسبب الصراعات الداخلية والتمردات المسلحة في الشمال، مما أدى إلى انعدام الاستقرار وتهديدات للسلام الداخلي، وللتصدي لهذه التحديات، دخلت الأمم المتحدة بقوة إلى مالي من خلال عدة مبادرات وبعثات سلام دعماً للاستقرار والأمن، وإحدى هذه البعثات هي “بعثة الأمم المتحدة لدعم استقرار مالي” المعروفة باسم “مينوسما”.
وتكبدت مينوسما الخسائر الأكبر في السنوات الأخيرة، مع مقتل أكثر من 180 من أفرادها جراء أعمال عدائية ارتكبتها خصوصاً جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش. وضمّت البعثة حوالي 15 ألف جندي وشرطي من بلدان كثيرة.
ورغم الخسائر البشرية والالتزام المالي الكبير، تعرّضت مينوسما لانتقادات مزمنة بسبب عجزها في مواجهة الأعمال الإرهابية، وأصبح وجود البعثة غير مرغوب فيه بالنسبة للعسكريين الذين استولوا على السلطة في مالي في عام 2020.
وتدهورت العلاقات بين مينوسما والمجلس العسكري في مالي، منذ استيلاء العسكريين على السلطة. ونددت الأمم المتحدة علناً بحظر السفر لعناصر البعثة وغيرها من العوائق التي وضعتها السلطات أمام البعثة الأممية. واحتجت السلطات على تدخل مينوسما في الشؤون الداخلية للبلاد.
وفي 16 يونيو ألقى وزير خارجية مالي، عبد الله ديوب، خطاباً أمام مجلس الأمن كان له وقع الصدمة، طالب فيه بسحب بعثة الأمم المتحدة في بلاده من دون تأخير، مندداً بفشلها. وقال ديوب: “يبدو أن (مينوسما) باتت جزءاً من المشكلة عبر تأجيج التوترات الطائفية التي تنامت بسبب مزاعم بالغة الخطورة، والتي تحدث ضرراً بالغاً بالسلام والمصالحة والتماسك الوطني في مالي”.
وأنهى مجلس الأمن الدولي تفويضها في 30 يونيو وحدد لها هدف مغادرة البلاد بحلول 31 ديسمبر، ومن ذاك الحين، انسحبت مينوسما من غالبية معسكراتها البالغ عددها 13 في ظروف صعبة في الشمال في ظلّ تصعيد عسكري بين الأطراف المسلّحة المنتشرة على الأرض.
بالإضافة إلى معسكرها في باماكو، يبقى على مينوسما إغلاق معسكراتها في غاو وتمبكتو (في الشمال)، حيث ستجري بعد الأول من يناير 2024 ما تسميه الأمم المتحدة بـ«تصفية» البعثة من خلال تسليم آخر قطع المعدات إلى السلطات أو إنهاء العقود الحالية.