دخل الإسلام تنزانيا مبكرا جدا ، فكما تذكر المراجع التاريخية أن الإسلام قد وصل إليها في القرن الأول الهجري , تعتبر تنزانيا من الدول ذات الأغلبية المسلمة , فالمسلمون يمثلون أكثر من 70% من السكان يتركز أكثرهم في زنجبار ويتوزع الباقون على باقي أنحاء البلاد .
تنزانيا لمحة تاريخية
قامت تنزانيا بعد اتحاد بين كيانين هما تنجانيقا وزنجبار بعد المذابح الدامية التي وقعت في زنجبار في سنة 1964 م .
واسم تنزانيا اسم قديم لمملكة قامت بهذه المنطقة وكانت تابعة لسلطنة آل بوسعيد الإسلامية العمانية في شرق أفريقيا ، لكنها تعرضت لما تعرض له العالمان العربي والإسلامي للاحتلال الغربي , فتآمرت دول الاحتلال بريطانيا وألمانيا وفرنسا على اقتسام المغانم فيما فأخذت ألمانيا تنجانيقا . وظلت مسيطرة عليها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى وبعد هزيمتها تحولت تنجانيقا لدولة تحت الانتداب البريطاني تحت سمع وبصر عصبة الأمم ( الأمم المتحدة ) حتى استقلالها في عام 1961
الموقع الجغرافي والعاصمة
تقع تنزانيا في شرق أفريقيا وهي وتطل على المحيط الهندي وتضم مجموعة من الجزر المجاورة , ترتبط عاصمتها بالإسلام منذ نشأتها ولذلك سميت بدار السلام وقد أسسها السيد عبد المجيد أحد رجال البلاط العُماني , وهي تتميز بالطابع المعماري العربي والإسلامي باعتبارها كانت تابعة قديما للإمبراطورية العمانية المسلمة وهناك محاولة لاستبدالها بعاصمة جديدة تسمى دودوما
سكان تنزانيا
معظم السكان في تنزانيا من الأفارقة ونسبة قليلة جدا منحدرة من أصل آسيوي أو أوروبي , يعيش أكثر من 80% من سكانها في الريف وهم من أفقر شعوب العالم , يعتمدون على الزراعة من أجل تأمين لقمة العيش ولا توجد من الصناعات إلا القليل جدا ويعتمدون في أغلب استخداماتهم اليومية على المنتجات المستوردة .
عدد السكان لا يزيد عن 35 مليون نسمة لذا تعد من أقل الدول الأفريقية كثافة سكانية , ورغم قلة العدد ومساحتها الواسعة التي تبلغ 925 ألف كم مربع ( التي تقترب من مساحة بلد مثل مصر ) , ورغم ووفرة الإمكانيات إلا أن العجب كل العجب أن سكانها أفقر الشعوب .
ويغلب على السكان الطابع القبلي , فبتنزانيا أكثر من مائة وعشرين قبيلة تنتمي إلى العناصر الزنجية والحامية , من أبرزهم قبائل البانتو والياو وماكونزي، ومآلوا .
الطبيعة التنزانية
طبيعتها خلابة وحياتها البدائية غنية وهي مطمع جاذب لكل المستثمرين الأوروبيين في إقامة المحميات والحدائق المفتوحة , وتكثر فيها الحيوانات البرية مثل الأفيال والزراف والأُسُود والحُمُر الوحشية وخاصة في محمية سرِنجيتي وفي حديقة سيلوس للحيوانات وغيرها من المحميات الطبيعية , كما أن لطبيعتها الجبلية وخاصة في الشمال عنصر جذب كبير لوجود جبل كيليمنجارو أعلى القمم الإفريقية وأيضًا لوجود بحيرة تنجانيقا أطول بحيرة عذبة في العالم وبحيرة فكتوريا أكبر بحيرات إفريقيا التي تمر عبر تنزانيا من الشمال .
محنة الإسلام في تنزانيا
قد دخل الإسلام تنزانيا مبكرا جدا ، فكما تذكر المراجع التاريخية أن الإسلام قد وصل إليها في القرن الأول الهجري , تعتبر تنزانيا من الدول ذات الأغلبية المسلمة , فالمسلمون يمثلون أكثر من 70% من السكان يتركز أكثرهم في زنجبار ويتوزع الباقون على باقي أنحاء البلاد .
خريطة تنزانيا وبعد الحرب العالمية الأولى وهزيمة ألمانيا صارت تنجانيقا (تنزانيا) تحت الانتداب البريطاني.
ورغم كثرة عدد المسلمين إلا أنه بعد الاستقلال وبعد انضمام زنجبار إلى تنجانيقا سنة 1964 , وعلى إثر انقلاب عسكري على أول حكومة وطنية تولى القس النصراني جوليوس نيريري الذي لا تدعمه إلا الأقلية بمساعدة من الدول الغربية رئاسة الجمهورية .
وقد استقلَّت تنجانيقا من بريطانيا في عام 1961م، ثم استقلَّت زنجبار وضُمَّت إلى تنجانيقا؛ لتكون فيما بعدُ جمهورية تنزانيا عام 1964م , وحول الاتجاه الفكري لتنزانيا فدعم الماركسية وألغى كثيرا من المظاهر والشعائر الإسلامية وحارب العبادات مخالفا شريعة الأغلبية الصامتة المقهورة , لدرجة أنه أصدر قرارا يجبر المسلمات على قبول الزواج من النصارى ويعتبر الامتناع عن ذلك جريمة تستحق العقوبة الجنائية .
وعاش المسلمون طيلة حكم نيريري الطاغية آلاما ومآسي يندى لها جبين العالم , فساهم نيريري في إبعاد التنزانيين عن الإسلام قسرا بكل الوسائل المتاحة , كما شهدت في الوقت ذاته دعما لا محدود لجحافل التنصير ومهدت للفكر الماركسي كثيرا لصرف المسلمين عن دينهم أو إبادتهم إبادة شاملة .
هلاك الطاغية نيريري
وبعد هلاك الطاغية نيريري تنامت في تنزانيا صحوة إسلامية واعدة وعاد المسلمون لممارسة شعائرهم الدينية , وعادت بعض المساجد لأداء دورها الذي منعها منه , وحينها صار مسجد ماليندي – أكبر مساجد زنجبار – قلعة علم يجمع المسلمين ليعلمهم ما جهلوه من دينهم .
احتياجات المسلمين في تنزانيا
نظرا لحالة الفقر المادي الذي يعشش على كل ركن من أركان تنزانيا رغم وفرة المواد الطبيعية التي يمتلكونها , واستغلالا لما بهم من المعضلات الثلاث ( الفقر والجهل والمرض ) تعبث بدين أغلبية السكان الإرساليات والحشود النصرانية التي تحاول دائما التواجد في أماكن النكبات العامة والمجاعات لتقدم لهم الغذاء والكساء والدواء مصحوبين بالدعوة إلى التنصر , وهذا مما يشكل عقبة كبيرة جدا أمام الدعاة إلى الإسلام الذين يعانون هم أيضا من نقص الإمكانيات وقلة الخبرات وقلة العلم الشرعي عند أكثرهم لأن هناك أكثر من خمسين بالمائة من المسلمين لا يجيدون القراءة ولا الكتابة , ولهذا فهم لا يتقنون قراءة القرآن ولا الاستفادة منه .
يحتاج المسلمون هناك إلى اهتمام من إخوانهم المسلمين في جميع أنحاء العالم , فلا يطلبون طعاما ولا شرابا ولكن يطلبون مدارس لتعليم أبنائهم الدين , فهم يصبرون على الجوع والعطش ولا يتحملون إبعادهم عن الدين عمدا أو جهلا.