قال رئيس غينيا بيساو عمرو سيسوكو إمبالو، إن إطلاق النار والاشتباكات التي اندلعت في عاصمة الدولة الواقعة في غرب إفريقيا يوم الجمعة كانت محاولة انقلاب.
وقال إمبالو للصحفيين بعد وصوله من دبي حيث كان يحضر قمة المناخ COP28: “أستطيع أن أؤكد لكم أن أحداث الأول من ديسمبر 2023 هي محاولة انقلابية أخرى وسيعاني المسؤولون عنها من عواقب وخيمة”.
وقال إمبالو “في الأول من فبراير 2022، شهدنا نفس السيناريو. مازلنا بحاجة إلى وضع حد نهائي لهذه الاضطرابات في غينيا بيساو”
وأضاف سيسوكو إمبالو في تصريح للصحافة لدى عودته من دبي حيث شارك في مؤتمر المناخ “كوب28” أنه لم يستطع العودة فورا “نظرا لمحاولة الانقلاب”.
وشكر سيسوكو القوات المسلحة على “ولائها”، مضيفا أنه “سيتم تشكيل لجنة تحقيق يوم الاثنين”، بشأن المواجهات التي حصلت فجر الجمعة بين عناصر من الحرس الوطني، وأخرى من الجيش، وأسفرت عن قتيلين وجرحى، نقل 6 منهم إلى السنغال لتلقي العلاج بحسب وسائل إعلام محلية.
واندلعت اشتباكات بين فصيلين بالجيش في بيساو ليل الخميس واستمرت الجمعة بعد أن أطلق جنود الحرس الوطني سراح وزير معارض كان محتجزا في تحقيق بالفساد.
وقال جيش بيساو في بيان إن النظام استعاد بعد الظهر في الدولة الصغيرة الواقعة في غرب أفريقيا حيث أصبحت الانقلابات والاضطرابات شائعة منذ استقلالها عن البرتغال عام 1974. وقُتل ما لا يقل عن ستة أشخاص خلال محاولة فاشلة للإطاحة بإمبالو في فبراير 2022.
وتم احتجاز وزير المالية سليمان سيدي وأنطونيو مونتيرو، وزير الدولة للخزانة، وسط تحقيقات في السحب غير القانوني المزعوم لـ 10 ملايين دولار (8 ملايين جنيه إسترليني) من أموال الدولة.
وفي جلسة برلمانية يوم الاثنين، زعم زعيم حزب المعارضة الرئيسي في البلاد أن أصحاب الشركات كانوا مقربين من قادة الائتلاف الحاكم في البلاد.
وقالت وسائل إعلام محلية إن سيدي ومونتيرو ألقي القبض عليهما يوم الخميس بعد الاستجواب، واحتجزا حتى لا يعرضا التحقيقات للخطر.
وذكرت صحيفة “أو ديموقراطا” الإخبارية المملوكة للقطاع الخاص أن جنود الحرس الوطني في وقت لاحق من المساء اقتحموا زنازين الشرطة الواقعة بالقرب من سوق بانديم “بأسلحة من طراز AK-47 وبازوكا” وقاموا بإخراج المسؤولين المحتجزين. وأضافت أن الحرس الوطني اقتادهم إلى مكان مجهول.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن قوات الاستقرار الإقليمية التي نشرتها مجموعة إيكواس الإقليمية في غرب إفريقيا شوهدت صباح الجمعة وهي تقوم بدوريات في الشوارع.
وفي حديثه لبرنامج Newshour على قناة بي بي سي، ربط ألبرتو دابو، الصحفي في بيساو، الأحداث الأخيرة بشكل مباشر بما حدث في العام الماضي. وأضاف “بعد محاولة الانقلاب، أصبح العديد من كبار المسؤولين في الجيش الذين تم تحميلهم المسؤولية عنها في السجن دون أي محاكمة. ويطالب بعض كبار أعضاء الجيش بإطلاق سراحهم”.