الإسلام أحد أسرع الأديان انتشارا في العالم، والكاميرون ليست استثناء من هذه القاعدة، وتحديدا في مدينة دوالا (جنوب غرب الكاميرون) الساحلية، العاصمة الاقتصادية للكاميرون، حيث يبني المسلمون من السكان المحليين مسجدا جديدا كل عامين على الأقل لاستيعاب العدد المتزايد من الوافدين على الدين الجديد.
وفي مقابلة حصرية مع وكالة الأناضول، قال كبير أئمة المدينة الشيخ محمد مالك فاروق إن “التوسع في المساجد القائمة وبناء مساجد جديدة يظهر جليا أن الإسلام، ينمو بسرعة كبيرة في دوالا، والكاميرون بشكل عام”.
وتابع “الحمد لله، لدينا الآن العديد من المساجد، لأداء صلاة الجمعة في دوالا، وهذا مؤشر على نمو الإسلام”.
وقال الزعيم الديني المسلم إنه “على الرغم من أن الإسلام أدخل للمرة الأولى إلى الكاميرون في القرن التاسع عشر، لكنه وصل إلى دوالا عام 1922، بعد أن جاء المسلمون من شمال الكاميرون والتجار الأجانب إلى المدينة الساحلية”، مشيرا إلى أن “أول مسجد كبير قد بني عام 1922، والعدد تزايد بشكل كبير على مر السنين”.
وأوضح أنه “في دوالا، وحدها لدينا أكثر من 90 مسجدًا، ويعيش نحو 500 ألف مسلم في المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 3 ملايين نسمة”.
ووفقا لكتاب “كتاب حقائق العالم” الذي تصدره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) سنويًا، يشكل المسلمون نحو 20% من إجمالي سكان الكاميرون البالغ عددهم 20.5 مليون نسمة.
ويعيش معظمهم في شمال الكاميرون، وينحدرون من قبائل كبرى مثل الفولاني (مجموعة رعوية بدوية) وغيرها، ويشتغل أغلب المسلمون بالكاميرون في التجارة ويملكون شركات كبيرة.
خلافا لبعض البلدان الأفريقية الأخرى، ينص الدستور الكاميروني على حرية الدين، وتحترم الحكومة بشكل عام هذا الحق في الممارسة.
ومثل أتباع الديانات الأخرى، يدير المسلمون في الكاميرون المدارس والمستشفيات وغيرها من مشاريع النهضة المجتمعية.
ويفتخر كبير الأئمة في دوالا بأنهم “كلما يطلبون من المجتمع المحلي المساعدة في بناء مدرسة إسلامية أو مسجد يتبرع المسلمون دائما بسخاء”.
وأشار الشيخ فاروق إلى أن “العديد من الكاميرونيين أيضا يعتنقون الإسلام بسبب السلوك المثالي الذي يظهر من جانب المسلمين المحليين”؛ لافتا إلى أن “المسلمين هنا يتصرفون بشكل جيد من الناحية الأخلاقية، ويعاملون جيرانهم غير المسلمين باحترام”.
وأكد الزعيم الديني المحلي أنهم “لا يشاركون في أي أنشطة غير أخلاقية، مما يجذب العديد من غير المسلمين إلى الإيمان بعقيدتنا”.
وتابع بالقول إن “الكثير من الناس الذين يرغبون في أن يعيشوا حياة خالية من المخدرات والكحوليات وممارسة الجنس (خارج إطار الزواج)، الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض نقص المناعة البشرية (الإيدز)، يتسابقون للانضمام إلى الإسلام”.
ولفت الشيخ فاروق إلى أن “المسلمين في الكاميرون يعيشون بسلام مع مواطنيهم غير المسلمين، وعلى الرغم من عدد السكان الكبير، لم نواجه نزاعا دينيا مع أي جماعة في الكاميرون”.
وفي الكاميرون غالبا ما تقع المساجد والكنائس بالقرب من بعضها البعض في علامة على التسامح الديني.
وقال الشيخ “نحن كأئمة نلقي دروسا بشكل دائم حول الوحدة والتضامن والأخوة، ونطالب رعايانا بالتعامل مع جيرانهم غير المسلمين بالاحترام وهذا هو المثال الذي يحتاج شعب جمهورية أفريقيا الوسطى إلى محاكاته”.