تعتزم القوات المسلحة الغانية تدشين «مديرية عمليات الحرب السيبرانية والإلكترونية» لحماية الجيش من الهجمات السيبرانية والنهوض بقدرة البلاد على اكتشاف الأنشطة الإجرامية على الإنترنت والتصدي لها.
وأشار الفريق بحري سيث أمواما، رئيس أركان القوات المسلحة الغانية، إلى أن تأمين الفضاء الإلكتروني بات محوراً من محاور الدفاع عن الوطن شأنه شأن تأمين البر والبحر والجو والفضاء.
ونقلت صحيفة «غانيان تايمز» قوله: ”تقع علينا مسؤولية حماية بياناتنا وقاعدة بياناتنا وشبكتنا والبنية التحتية للاتصالات وسائر أصول القوات المسلحة الغانية.“وأضاف أن رفع الوعي السيبراني لدى رجال الأمن يمثل أولوية قصوى.
ومضى يقول: ”بينما نتحرك لحماية البنية التحتية الحيوية للمعلومات، نود أن نؤكد للجميع أننا نحرص على توعية أفراد القوات المسلحة الغانية بالثغرات الأمنية الناجمة عن التهديدات السيبرانية وتأثيرها على استعدادهم لتنفيذ مهامهم.“
وتعد غانا واحدة من أفضل دول إفريقيا في مجال الأمن السيبراني، وواحدة من 14 دولة فقط وقعت على اتفاقية الأمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية التي وضعها الاتحاد الإفريقي.
ويصنفها المؤشر العالمي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات في المرتبة الثالثة بعد موريشيوس وتنزانيا من حيث قدرتها على حماية بيانات مستخدمي الإنترنت وإحباط الخروقات الأمنية. واحتلت في عام 2017 المرتبة الـ 11 بين البلدان الإفريقية في القائمة.
ومع كل ذلك النجاح، تشير تقديرات بنك غانا إلى أن الاحتيال الإلكتروني كلف الغانيين خسائر مالية مباشرة تتجاوز قيمتها 4 ملايين دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2023، وكلفتهم الجرائم السيبرانية 9.4 مليون دولار في عام 2021، وفقاً لتقرير بنك غانا.
وفي غانا أكثر من 23 مليون مستخدم إنترنت؛ أي إن 68% من سكانها متصلون بالإنترنت. وكشفت هيئة الأمن السيبراني الغانية أن 2.3 مليون غاني فقط كانوا متصلين بالإنترنت قبل عقد من الزمان.
وكما هي الحال في بلدان إفريقية أخرى، فإن سرعة انتشار تكنولوجيا الإنترنت والهواتف الذكية في غانا يتزامن مع تزايد جرائم الإنترنت، مثل سرقة الهوية والاحتيال المالي والتصيد الاحتيالي؛ وفي هذه الهجمات يخدع المخترقون مستخدمي الإنترنت للدخول إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم بإرسال رسائل بريد إلكتروني أو روابط تبدو وكأنها من مصادر شرعية.
وكتب صمويل سارفو، محلل الأمن السيبراني المقيم بأكرا، مؤخراً في تدوينة على موقع «لينكد إن» يقول: ”لا يعي الكثير من الغانيين المخاطر المرتبطة بالأنشطة الإلكترونية، والجهل بها يجعلهم فريسة سهلة لمختلف عمليات الاحتيال السيبراني.“
وعلى النقيض من عدة بلدان إفريقية أخرى لا تزال لا تبالي بقضية الأمن السيبراني، اتخذت غانا إجراءات مهمة لحماية جيشها وشعبها. كما تواصلت مع دول الجوار في غرب إفريقيا لتبادل خبراتها في مجال الأمن السيبراني.
وحثَّ سافرو السلطات الغانية على أن تواصل تعزيز الأمن السيبراني في البلاد بتوعية المواطنين بالمخاطر التي تهدد سلامتهم عبر الإنترنت، وبالتعاون مع الشركات وأجهزة إنفاذ القانون لتتبع الهجمات، وبسرعة التعامل معها عند حدوثها.
وقال: ”في إطار مسيرة التحول الرقمي التي تسير فيها الدولة، فلا بدَّ من تعزيز تدابير الأمن السيبراني ورفع الوعي وتكثيف التعاون بين الأطراف المعنية للتخفيف من الخسائر المتزايدة جرَّاء الجرائم السيبرانية؛ وكلما اتخذت غانا خطوات استباقية، أمنَّت مستقبلها الرقمي، وحمت مواطنيها وشركاتها، ورفعت مكانتها في المشهد الرقمي العالمي.“