كشف رئيس كابو فيردي (الرأس الأخضر سابقا)، خوسيه ماريا نيفيس، أنه فوجئ بقرار بلاده الامتناع عن التصويت على قرار وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى “هدنة إنسانية” دائمة تؤدي إلى وقف للأعمال القتالية في غزة بفلسطين.
ولاحظ الرئيس نيفيس، أن بلاده كانت الوحيدة بين الدول الناطقة بالبرتغالية التي امتنعت عن التصويت على ذلك القرار الذي قدمته الأردن باسم المجموعة العربية، وصودق عليه بأغلبية 120 صوت مقابل 14 صوتا وامتناع 45 دولة عن التصويت.
واعتبر نيفس أن “كابو فيردي دولة تدافع عن ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، مضيفا “ما كان على المحك هو وقف إطلاق النار الإنساني من أجل فتح ممرات المساعدة الإنسانية للمدنيين. وبالتالي، لم أفهم موقف كابو فيردي”. وقال “في ظل هذه الظروف، عندما تكون حقوق الإنسان على المحك، لا يمكن تجنب الامتثال لميثاق الأمم المتحدة”. ودعا نيفس، بالتالي، إلى المزيد من التشاور الداخلي والتوافق والتفاهم في مثل هذه اللحظات الحاسمة.
وأكد أن كابو فيردي دولة تدافع عن ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، ما يجعلها تحظى بالاحترام لجديتها وتناسقها. وأعرب الرئيس نيفس عن أسفه لأن “البلاد متضررة بشكل واضح من هذا الموقف في الأمم المتحدة”.
من جانبه، أصدر “حزب الاستقلال الإفريقي في كابو فيردي” (حزب المعارضة الرئيسي) بيانا اعتبر فيه أن “قرار حكومة كابو فيردي يعد مظهرا غير عادي للعزلة الدبلوماسية الذاتية، خاصة وأن الأمر يتعلق بمسألة إنسانية يجب القيام بها من أجل تقديم المساعدة الحيوية لمليوني شخص محاصرين ومعرضين، ليلا ونهارا، للقصف البري والبحري والجوي”.
ويرى حزب المعارضة الرئيسي في كابو فيردي أن قرار الحكومة، التي يرأسها أوليسيس كوريا إي سيلفا، “بإدارة ظهرها” للأغلبية الساحقة من دول العالم التي تقترح إيجاد طرق لتخفيف المعاناة يعد “مظهرا للافتقار المقزز للحساسية تجاه الشعب الفلسطيني”.
من جهة أخرى، اعتبر الحزب أن هيبة كابو فيردي الدولية قد شُوهت، موضحا أن القرار يشكل انحرافا خطيرا في سياستها الخارجية، في وقت يشهد توترا شديدا على الساحة الدولية وإعادة تموضع للتحالفات السياسية والدبلوماسية”.
وحذر الحزب المعارض، بالتالي، من العواقب التي ستظهر في نهاية المطاف، على المدى القصير أو المتوسط، في علاقات كابو فيردي مع العديد من البلدان. وأكد أن “المنطق السليم وتجربتنا كدولة مستقلة ينصحاننا بتعزيز شراكاتنا التقليدية وعدم التخلص منها أو إثارة أسباب للتشكيك في المكانة التي نتمتع بها ونحظى بها في العالم”. وشدد على أن الدبلوماسية في دولة أرخبيلية صغيرة تستوجب الدقة والشعور بالاستمرارية.
وجدد حزب الاستقلال الإفريقي في كابو فيردي تضامنه مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا مرة أخرى التزامه الكامل بـ”القرارات ذات الصلة” الصادرة عن الأمم المتحدة، واقتناعه بأن “حل هذا الصراع يبدأ حتما بإقامة دولتين تتمتعان بالسيادة في المستقبل، مع حقوق متساوية تسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالتعايش في سلام”.
وبررت حكومة الرأس الأخضر امتناعها عن التصويت برفض الجمعية العامة للأمم المتحدة إدراج تعديل قدمته كندا يدعو إلى الإدانة الصريحة لحركة “حماس” بسبب الهجوم الذي أطلقته يوم 07 أكتوبر الماضي ضد إسرائيل.