المصدر: لو بوني أفريك
ترجمة: سيدي.م. ويدراوغو
الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على “إسرائيل” ردًا على الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين والمسجد الأقصى يثير ردود فعل في القارة والتي تعكس الخلافات بشأن هذا الصراع المعقد.
أدانت الولايات المتحدة والأوروبيون والعديد من العواصم حول العالم بشدة عمليات حماس ضد “إسرائيل” ، وأفريقيا -هي الأخرى- لم تنْأ بنفسها عن الحدث حيث ارتفعت أصوات كثيرة على مستوى القارة السمراء، ونرصد لكم بعض ردود الفعل الرئيسية.
هيمنة الدعوة إلى وقف التصعيد:
دعا الاتحاد الإفريقي، وهي الكتلة المكونة من 55 عضوًا، مساء 7 أكتوبر إلى إنهاء الصراع بين “إسرائيل” وحركة حماس الفلسطينية، والذي خلف مئات القتلى منذ بدء عملية طوفان الأقصى. ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد الطرفين إلى “العودة، دون شروط مسبقة، إلى طاولة المفاوضات لتنفيذ مبدأ دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب” في بيان أصدرته على منصة X (تويتر سابقا).
في أعقاب الهجوم الأكثر مباغتة، أعلنت “إسرائيل” رسميًا الحرب على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية في اليوم السابق من غزة، والذي ارتفع عدد القتلى فيه إلى أكثر من ألف قتيل.
وقد دعا العديد من رؤساء الدول إلى وقف تصعيد العنف، مثل الكيني ويليام روتو, حيث صرح بقوله “تؤكد كينيا بقوة أنه لا يوجد شيء يبرر الإرهاب الذي يشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين” وفقاً لتغريدة له على منصة X (تويتر سابقًا)، مضيفًا “نظرًا للسياق المعقد والحساس للوضع الأمني في “إسرائيل” وفلسطين، تدعو كينيا أيضًا إلى وقف تصعيد العنف وتحث جميع الأطراف على الامتناع عن القيام بمزيد من العمل العسكري”.
وتحدثت توغو عبر وزير خارجيتها روبرت دوسي, حيث صرح بقوله “توغو تدين بشدة الهجوم الذي شنته حركة حماس ضد المدنيين “الإسرائيليين”. ونحن نشجع “إسرائيل” وحماس على مواصلة الحوار لحل الخلافات. وقال في تغريدة على حسابه X (تويتر سابقا) “نطالب بالإفراج عن الرهائن”.
والموقف الآخر المتوقع هو موقف مصر, حيث حذرت القاهرة من “العواقب الوخيمة” لتصعيد التوتر بين “إسرائيل” والفلسطينيين، وذلك في بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء الرسمية. ودعا البيان إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المدنيين لخطر إضافي”.
وكانت مصر، جارة “إسرائيل” والوسيط الأساسي في كل اندلاع جديد للعنف بين “إسرائيل” وغزة التي تشترك معها في الحدود، أول دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع “إسرائيل” في عام 1979. وفي مقابل التطبيع، استعادت القاهرة سيناء، شبه الجزيرة العربية، التي احتلتها “إسرائيل” منذ الهزيمة العربية عام 1967. واعتبر اتفاق السلام الذي أعقب حرب أكتوبر 1973 «نصراً» عظيماً لمصر, وفي الشوارع المصرية، فإن “إسرائيل” تظل عدواً لدوداً.
الدول التي تتبنى قضية الفلسطينيين:
ومن جانبها، دعت جنوب إفريقيا بقوة إلى “وقف الأعمال العدائية بين “إسرائيل” وفلسطين. وبالنسبة لبريتوريا، التي دافعت عن القضية الفلسطينية لعقود عديدة، فإن “اندلاع التوتر الجديد ناجم عن استمرار الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية، والتوسع المستمر في المستوطنات، وتدنيس المسجد الأقصى والأماكن المسيحية والمقدسة” والقمع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني”، وفقاً لإدارة العلاقات الدولية والتعاون (ديركو). علاوة على ذلك، قالت جنوب إفريقيا إنها “مستعدة لمشاركة تجربتها في الوساطة وحل النزاعات، كما فعلت في القارة وفي جميع أنحاء العالم”.
وأكد المؤتمر الوطني الإفريقي على لسان المتحدث باسمه ماهلينجي بينجو موتسير إن “تصرفات مناضلي حماس الفلسطينية في “إسرائيل” لم تكن مفاجئة بسبب استمرار احتلال “إسرائيل” للأراضي الفلسطينية”، مضيفا “ولم يعد من الممكن الجدال في أن تاريخ الفصل العنصري في جنوب إفريقيا هو واقع فلسطين المحتلة”.
وجاء التنديد المشابه من تونس، حيث ردت الرئاسة في بيان صحفي نشرته على صفحتها على فيسبوك للتعبير عن “تضامنها الكامل وغير المشروط مع الشعب الفلسطيني”، واختتم البيان بمناشدة المجتمع الدولي أن “يتحمل مسؤولياته التاريخية لإنهاء احتلال فلسطين”.
والجزائر داعم رئيسي آخر للقضية الفلسطينية، وجاء في بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية بتاريخ 7 أكتوبر أن “الجزائر تتابع بقلق بالغ تطور الاعتداءات “الإسرائيلية” الوحشية على قطاع غزة” وتحقيقا لهذه الغاية، فإنها “تكرر طلبها للتدخل الفوري من قبل المجتمع الدولي من خلال الهيئات المتعددة الأطراف ذات الصلة من أجل حماية الشعب الفلسطيني من القمع والجرائم التي يتسم بها الاستعمار “الإسرائيلي”” وفقاً للبيان.
بعض المبادرات:
وتضغط بعض الدول الإفريقية من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع الجديد. وتحدثت السنغال من خلال وزارة الخارجية. وقالت إنها “تشعر بقلق بالغ إزاء استئناف الأعمال العدائية في الصراع “الإسرائيلي” الفلسطيني […] وتدين الهجمات التي كانت أصل هذه الدوامة الجديدة […] وتطلب، بصفتها الدولة التي ترأس لجنة الأمم المتحدة ” ضرورة إحياء المفاوضات بين الطرفين في أسرع وقت ممكن لتحقيق دولتين مستقلتين.
وجاءت مبادرة أخرى من المملكة المغربية التي انضمت أيضًا إلى اتفاقيات “إبراهيم” وأقامت علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل” و”تعرب عن قلقها العميق إثر تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة، وتدين الهجمات ضد المدنيين أينما كانوا”، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وقد دعا الملك محمد السادس، الذي يترأس حاليا دورة مجلس جامعة الدول العربية، يوم الأحد 8 أكتوبر، إلى عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء خارجية المنظمة.
رابط المقال:
https://www.lepoint.fr/afrique/l-afrique-au-premier-plan-09-10-2023-2538585_3826.php