قالت وزارة الخارجية الجزائرية إن النيجر قبلت عرضا جزائريا للتوسط في أزمتها السياسية بعد خمسة أسابيع من اقتراح الدولة الواقعة في شمال إفريقيا بعملية انتقالية مدتها ستة أشهر بقيادة مدني.
وقالت الوزارة في بيان تلاه التلفزيون الوطني، إن الجزائر تلقت الإخطار الرسمي من النيجر بقبولها مبادرة الوساطة التي قدمها الرئيس عبد المجيد تبون. وأوضح البيان أن الرئيس عبد المجيد تبون كلّف وزير الخارجية أحمد عطاف “بالتوجه إلى نيامي في أقرب وقت ممكن بهدف الشروع في مناقشات تحضيرية مع كافة الأطراف المعنية حول سبل تفعيل المبادرة الجزائرية”.
وتابع أن “هذا القبول بالمبادرة الجزائرية يعزز خيار الحل السياسي للأزمة في النيجر ويفتح المجال أمام توفير الشروط الضرورية التي من شأنها أن تسهل إنهاء هذه الأزمة بالطرق السلمية، بما يحفظ مصلحة النيجر والمنطقة برمتها”.
وردا على ذلك الاعلان، قال المجلس العسكري الحاكم في النيجر، أن مدة فترته الانتقالية سيتم تحديدها خلال “منتدى وطني شامل” لم يتم بعد تحديد تاريخه، وذلك ساعات بعد إعلان الجزائر أن السلطات الانتقالية النيجرية وافقت على مبادرتها لإيجاد حل سياسي في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية النيجرية في بيان صادر عنها إن سلطات نيامي الانتقالية “أعربت عن استعدادها لدراسة عرض الجزائر للوساطة” مشددة على أن الفترة الانتقالية سيحددها النيجريون لاحقا خلال الحوار.
وحذرت الجزائر مرارا من أي رد عسكري على الأزمة في النيجر المجاورة حيث استولى الحرس الرئاسي على السلطة وشكل المجلس العسكري في يوليو قائلا إنه يريد عملية انتقالية مدتها ثلاث سنوات. وفي أواخر أغسطس، قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن الجزائر تحدثت عدة مرات مع القادة العسكريين في النيجر واقترحت مبادرة لإعادة البلاد إلى النظام الدستوري الطبيعي. وقالت إنها ستقترح ضمانات لجميع أطراف الأزمة وستستضيف مؤتمرا حول التنمية في منطقة الساحل دون الخوض في تفاصيل.
وتجدر الإشارة إلى أن عطاف كان قد أكد خلال إعلان خطة الحل السياسي أن قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني “يطالب بمرحلة انتقالية تستمر ثلاث سنوات كحد أقصى” لكن الجزائر اعتبرت أن العملية الانتقالية يمكن أن تتم في ستة أشهر حتى لا يصبح الانقلاب “أمرا واقعا”.
وقال الرئيس النيجيري بولا تينوبو الشهر الماضي إنه يسعى لإعادة إرساء النظام الدستوري ومعالجة المشكلات السياسية والاقتصادية في النيجر ورحب بأي دعم لهذه العملية.
وتينوبو هو رئيس كتلة غرب أفريقيا الرئيسية (إيكواس) التي تحاول التفاوض مع المجلس العسكري في النيجر. وقالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إنها مستعدة لنشر قوات إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية لاستعادة النظام.