قال رئيس بنك التنمية الإفريقي أكينوومي أديسينا في ختام قمة للأمن الغذائي في القارة إن شركاء التنمية تعهدوا بتقديم 30 مليار دولار لتعزيز إنتاج الغذاء في إفريقيا على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وقال أديسينا “سنستثمر في الأسواق، وسنستثمر في البنية التحتية والطاقة، وسنستثمر في الطرق، وسنستثمر في التخزين، وكل الأشياء التي تحتاجها لجعل الزراعة تعمل”.
وأضاف أديسينا “يجب أن نتأكد من أن الزراعة تسمح للناس بإطعام أنفسهم. هذا هو جوهر ما نقوم به هنا. إنه لأمر محرج أن أفريقيا غير قادرة على إطعام نفسها”.
وأضاف أديسينا إن البنك توصل العام الماضي إلى اتفاق وحصل على تأكيدات من مصنعي الأسمدة في القارة بما في ذلك دانغوتي وإندوراما النيجيري والمكتب الشريف للفوسفاط المغربي بأن أفريقيا لن يتم تهميشها في سلسلة توريد الأسمدة، مضيفا أن البنك قام باستثمارات في الشركات المصنعة.
وقال “أعتقد أنه لن يكون لدينا أزمة أسمدة في إفريقيا. التحدي الذي سنواجهه هو مشكلة القدرة على تحمل التكاليف”، مضيفا أنه سيتعين على الحكومات اتخاذ تدابير دعم لجعل الأسمدة في متناول المزارعين.
وكان الموضوع الرئيسي للقمة التي استمرت ثلاثة أيام في العاصمة السنغالية داكار هو أن البلدان الأفريقية بحاجة إلى تعزيز قدرتها على إنتاج الغذاء بدلاً من الاعتماد على الواردات التي جعلتها عرضة لارتفاع الأسعار ونقصها.
وضم الاجتماع قادة أفارقة وبنوك تنمية وشركاء دوليين من بينهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا لحشد التمويل والالتزام السياسي.
وقدمت حوالي 40 دولة من جميع أنحاء القارة خططًا للتنمية الزراعية إلى البنك والشركاء الآخرين، الذين تعهدوا بدعم الخطط على مدى السنوات الخمس المقبلة لتمكين البلدان من زيادة إنتاج الغذاء.
وتواجه القارة أسوأ أزمة غذائية على الإطلاق، حيث يواجه أكثر من واحد من كل خمسة أفارقة – وهو رقم قياسي يبلغ 278 مليون شخص – الجوع، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
ويقول الخبراء إن أعباء الديون الثقيلة الناجمة عن جائحة كوفيد -19 والحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى ارتفاع أسعار الوقود والحبوب وزيوت الطعام، قد أضافت أسبابًا طويلة الأجل لانعدام الأمن الغذائي مثل تغير المناخ والصراع, كما عطلت حرب أوكرانيا إمداد القارة بالأسمدة، مما دفع الأسعار إلى ما هو أبعد من متناول المزارعين.