قال المتحدث باسم الرئيس النيجيري بولا تينوبو إن الرئيس أجرى محادثات مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في نيويورك سعيا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين أكبر اقتصادين في إفريقيا.
وقال الزعيمان الإفريقيان في بيان مشترك إنهما التقيا قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر أن تبدأ هذا الأسبوع. وقال تينوبو “يمكننا أن نتعاون بطريقة متبادلة المنفعة تثري سكاننا”، مضيفا أنه يمكن للبلدين التعاون في صناعات التعدين والاتصالات للمساعدة في “توفير فرص العمل”. كما حث تينوبو جنوب أفريقيا على الانضمام إلى نيجيريا في الدعوة لإصلاح مؤسسات التمويل العالمية لمساعدة أفريقيا على مكافحة الفقر المتزايد والمشكلات الاقتصادية.
وقال تينوبو “علينا أن نتكاتف ونتفق على أن مؤسسات التمويل الدولية تحتاج إلى إصلاح لأن أفريقيا لن تكون أرضا للتنقيب الاقتصادي بعد الآن، ولكنها مكان به أشخاص موهوبون ومستعدون للاستثمار والتعاون”. وشرع تينوبو في إجراء الإصلاحات الأكثر جرأة في نيجيريا منذ عقود، حيث ألغ دعم البنزين الشعبي والمكلف ورفع القيود على تداول العملات الأجنبية. وتعهد بإحياء اقتصاد يعاني من ديون قياسية ونمو ضعيف وتضخم في خانة العشرات.
ومن ناحيته، أشاد الرئيس رامافوزا بالإصلاحات الاقتصادية “الشجاعة” التي قام بها تينوبو وتعهد بأن تستكشف جنوب إفريقيا شراكة أكبر مع نيجيريا. وقال رامافوزا: “نحن اقتصادان رئيسيان في قارتنا، ومن المهم أن نعمق العلاقات الاقتصادية، خاصة في ضوء اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية”.
وقال “نود أن نرى نيجيريا وجنوب إفريقيا تعملان معا بشكل وثيق بشأن عدد من القضايا لأننا كلما تعاونا، أحدثنا تأثيرا عالميا من خلال تلك المواقف المشتركة”.
ومن المقرر أيضًا أن يجتمع تينوبو، الذي يحضر أول اجتماعاته للجمعية العامة للأمم المتحدة كرئيس لنيجيريا، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ومديرين تنفيذيين من مايكروسوفت وميتا وإكسون موبيل في نيويورك في حملة لتعبئة رأس المال العالمي لتطوير البنية التحتية.
هذا وحث نائب وزير الخزانة الأمريكي والي أدييمو نيجيريا على العمل على استقرار عملتها ومحاربة الفساد لفتح ما وصفها “بالفرصة غير المستغلة” في أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان.
ويزور أدييمو، الذي هاجر من نيجيريا إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلا، نيجيريا حتى يوم الثلاثاء للتأكيد على التزام إدارة بايدن بتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الدول الإفريقية.
وقال أدييمو في كلمة ألقاها في كلية لاجوس للأعمال “إن نجاحكم الاقتصادي ليس مهمًا فقط لحوالي 200 مليون شخص يعيشون في نيجيريا، بل إنه مهم للمنطقة والقارة والاقتصاد العالمي”.
وتأتي زيارة أدييمو، وهو أعلى عضو في الشتات الإفريقي في إدارة بايدن، بعد زيارات قام بها كبار المسؤولين الآخرين إلى القارة، بما في ذلك وزيرة الخزانة جانيت يلين ونائبة الرئيس كامالا هاريس.
وقال أدييمو إن نيجيريا يمكن أن تجتذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر إذا قامت بتسريع الجهود لتحقيق الاستقرار في عملة البلاد، النيرا، وجددت سياساتها المالية لإنهاء دعم الوقود والاستثمار بشكل أكبر في البنية التحتية الرقمية والتعليم وبيئة الأعمال الصغيرة القوية.
وأضاف أن استئصال الفساد، بما في ذلك عن طريق نقل المزيد من التراخيص والوظائف الحكومية الأخرى عبر الإنترنت، من شأنه أيضًا مكافحة الشكوك وتعزيز ريادة الأعمال الرقمية.
كما دعا أدييمو إلى اتخاذ خطوات لتعزيز سلامة البنوك النيجيرية وتقليل قدرة “المجرمين والإرهابيين وغيرهم” على غسل الأموال من خلال النظام المالي النيجيري. وأضاف أن واشنطن مستعدة لمساعدة حكومة تينوبو في مواجهة التحديات في هذا المجال.
وأضاف: “الفرصة لم تكن أكبر من أي وقت مضى،…،إن حكومتكم تسعى إلى إصلاحات صعبة وجريئة. والولايات المتحدة تتطلع إلى أن تكون شريكا في بناء اقتصاد يعمل لصالح جميع النيجيريين.”