قال المجلس العسكري في بوركينا فاسو إنه أمر الملحق العسكري بالسفارة الفرنسية إيمانويل باسكييه بمغادرة البلاد بسبب سلوكه “التخريبي”.
وقالت الرسالة، المؤرخة في 14 سبتمبر، إن أمام باسكييه وأفراده أسبوعين لمغادرة البلاد, ولم توضح الرسالة ما فعله باسكييه لطرده.
وأعلنت واغادوغو في ذات الرسالة قرارها إغلاق مقر البعثة العسكرية التابعة لها في باريس، وكانت قد ألغت في مارس الماضي اتفاقا عسكريا مع فرنسا يعود للعام 1961، وذلك بعد أسابيع من طردها القوات الفرنسية من أراضيها.
هذا وقال مصدر دبلوماسي إن باسكييه لا يزال في البلاد, فيما قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تبحث في تقارير الطرد واعتبرت التهم “من نسج الخيال”.
ويعد طرد باسكييه أحدث علامة على تزايد التوتر بين الدولة الواقعة في غرب إفريقيا ومستعمرتها السابقة فرنسا منذ استيلاء حكومة عسكرية على السلطة في انقلابين العام الماضي.
وتشهد العلاقات بين فرنسا وبوركينا فاسو تدهورا مستمرا منذ الانقلاب العسكري الذي تم في سبتمبر 2022، وتولى على إثره النقيب إبراهيم تراوري السلطة. وبعد هذا الانقلاب استدعت فرنسا سفيرها في واغادوغو، ولم تعين أحدا مكانه بعد، وذلك في ظل تصاعد التوتر بين البلدين.
وكان الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو إبراهيم تراوري، قد أعلن في مقابلة الأسبوع الماضي، أن ليس لديه شيء ضد “الشعب الفرنسي” بل ضد قادته، مضيفا أن عليهم “قبول التعامل بندية” و”القبول بإعادة النظر في التعاون برمته”.
وحافظت فرنسا على علاقات قوية مع مستعمراتها السابقة ولديها قوات متمركزة في أنحاء غرب إفريقيا، لكن العداء تجاه وجودها تصاعد منذ سلسلة الانقلابات العسكرية.
وأمرت الحكومة الانتقالية التي عينتها بوركينا فاسو بالفعل بمغادرة سفير فرنسا والمسؤولة الكبيرة في الأمم المتحدة باربرا مانزي.
وتزايدت المشاعر المعادية لفرنسا منذ سقوط بوركينا فاسو لأول مرة تحت الحكم العسكري في يناير 2022. ونظم معارضو الوجود العسكري الفرنسي عدة احتجاجات، ارتبطت جزئيا بتصورات مفادها أن فرنسا لم تفعل ما يكفي للتصدي للتمرد الذي انتشر في الآونة الأخيرة.
وأدى انعدام الأمن الذي طال أمده إلى عدم الاستقرار السياسي وأدى إلى انقلابين عسكريين في مالي، واثنين في بوركينا فاسو، وواحد في النيجر منذ عام 2020. وطرد المجلس العسكري في النيجر، الذي استولى على السلطة في نهاية يوليو ، السفير الفرنسي الشهر الماضي.