قال متحدث باسم وزارة النقل في النيجر إن القادة العسكريين في النيجر أعادوا فتح المجال الجوي للبلاد أمام جميع الرحلات الجوية التجارية بعد إغلاقه في السادس من أغسطس بعد استيلائهم على السلطة في انقلاب.
وأجبر الإغلاق الخطوط الجوية الفرنسية وشركات طيران أوروبية أخرى على تعليق بعض رحلاتها واتخاذ مسارات أطول عبر القارة الأفريقية. وتبلغ مساحة النيجر غير الساحلية أكثر من ضعف مساحة فرنسا، وعادة ما تمر فوقها العديد من مسارات الطيران عبر إفريقيا.
وتقول النيجر إن قرار فتح المجال الجوي لا ينطبق على الرحلات العسكرية والرحلات الخاصة الأخرى التي تخضع “لتصريح من السلطات المختصة”. ومع ذلك، قد تظل الرحلات الجوية إلى البلاد مقيدة بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها منظمة إيكواس.
وكان المجلس العسكري قد أغلق في البداية المجال الجوي للنيجر بسبب التهديد بالتدخل العسكري من الكتلة الإقليمية لغرب إفريقيا، ولم يعطوا على الفور سببًا لرفع الحظر.
هذا وأكد رئيس الوزراء النيجري علي محمد الأمين زين، الذي عينه النظام العسكري، في مؤتمر صحافي، أن حكومة النيجر ألغت اتفاقات عسكرية مبرمة مع باريس، معتبرا القوات الفرنسية “في وضع غير قانوني”. وأوضح أن “المحادثات الجارية ينبغي أن تتيح انسحاب هذه القوات سريعاً جدا”.
واعتبر زين أن السفير الفرنسي “تصرف بازدراء” حين رفض تلبية دعوة وُجهت إليه لعقد لقاء مع السلطات في 25 أغسطس الماضي. وأضاف علي محمد الأمين زين “ما يهمنا هو أن نحافظ على تعاون مع بلد تقاسمنا معه أمورا كثيرة، إذا كان ذلك ممكنا”.
هذا، ويذكر أنه منذ انقلاب 26 يوليو، بلغ التوتر الدبلوماسي ذروته بين العسكريين الحاكمين في النيجر وفرنسا التي لا تعترف بشرعيتهم, وينتشر نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر حيث يشاركون في التصدي للمسلحين في إطار اتفاقات عسكرية ثنائية.
وإلى ذلك، قام العسكريون في الثالث من أغسطس بإلغاء العديد من هذه الاتفاقات. كما سحبت النيجر الحصانة الدبلوماسية من سفير فرنسا سيلفان إيتيه وأمرته بمغادرة البلاد, لكن فرنسا التي تصر على عدم الاعتراف بالسلطات الجديدة في نيامي، أكدت أنها لا تعتزم تنفيذ هذه القرارات، سواء ما يتعلق بجنودها أو بسفيرها, فيما خرج عشرات الآلاف للتظاهر في نيامي نهاية الأسبوع الماضي مطالبين برحيل القوات الفرنسية.
وعلى صعيد آخر، قال علي الأمين زين إن المجلس العسكري النيجري يأمل في أن يتم “التوصل خلال أيام قليلة إلى اتفاق” مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وبخصوص تهديد “إيكواس” بالتدخل عسكريا في بلاده، قال علي زين إنه يتوقع “التعرض لهجوم في أي لحظة”، مضيفا أنه “تم اتخاذ كل الترتيبات، وستكون حربا ظالمة. نحن مصممون على الدفاع عن أنفسنا إذا ما تعرضنا لهجوم”.