أعلن قادة الانقلاب في الجابون إعادة فتح الحدود البرية والجوية والبحرية، التي أغلقت بعد انقلاب أطاح بالرئيس علي بونجو. وقال أولريك مانفومبي الناطق باسم “لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات” إن اللجنة “قررت بأثر فوري إعادة فتح الحدود البرية والبحرية والجوية”.
وبينما لم ترفع السلطات حظر التجوال المفروض في البلاد بين الساعة السادسة مساءً والسادسة صباحاً، أشار مانفومبي إلى أن “المسافرين الواصلين إلى جمهورية الجابون أو الراغبين بالمغادرة سيسمح لهم بالسفر عند إبراز وثيقة سفرهم”.
هذا وأعلن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، أنه قرّر “تعليقاً فورياً” لعضوية الجابون في الاتحاد، على أثر الانقلاب الذي شهدته. وأعرب المجلس، عبر منصة إكس، عن تنديده الشديد باستيلاء عسكريين على الحكم في الجابون، وإطاحة الرئيس علي بونجو في 30 أغسطس 2023، مضيفاً أنه قرَّر أن يعلّق فوراً مشاركة الجابون في كل أنشطة الاتحاد الإفريقي وهيئاته ومؤسساته.
ودعا لعودة النظام الدستوري في الغابون من خلال إجراء انتخابات حرة تراقبها بعثة من المنظمة. وطالب الاتحاد، في بيان، “بعودة النظام الدستوري فوراً من خلال إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية وشفافة، تراقبها بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الإفريقي”.
وشدد الاتحاد على ضرورة عودة العسكريين إلى ثكناتهم وإعادة الحكم للمدنيين، مهدداً بفرض عقوبات مستهدفة ضد الأفراد المتورطين بالانقلاب.
وطالب البيان “بإنشاء آلية مراقبة شاملة تضم الاتحاد الإفريقي والجماعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا وأصحاب المصلحة الآخرين المعنيين، التي يتعين عليها تقديم تقرير إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي في غضون 15 يوماً”.
وأعرب الاتحاد الإفريقي عن رفضه القاطع لأي “تدخلات خارجية في شؤون السلام والأمن في إفريقيا من قبل أي جهة فاعلة أو دولة خارج القارة”.
وكان لافتاً في هذا السياق تصريح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بورّيل، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في مدينة طليطلة الإسبانية، بأن الانقلابات العسكرية ليست هي الحل للأزمات، “لكن في حال الجابون، يجب ألا ننسى أن الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في هذا البلد منذ أيام كانت حافلة بالمخالفات، وأن ثمّة انقلابات عسكرية، وأخرى مؤسسية”.
ووعد الرجل القوي الجديد في الجابون الجنرال بريس أوليغي نغيما بإصلاحات دستورية تجعل مؤسسات الدولة “أكثر ديمقراطية واحتراماً لحقوق الإنسان، لكن بلا تسرّع”. وفي خطاب أمام أعضاء السلك الدبلوماسي نقله التلفزيون، قال قائد الحرس الجمهوري الذي سيؤدّي الإثنين اليمين الدستورية “رئيساً انتقالياً” إنّ قرار “حلّ المؤسّسات” الذي أصدره الانقلابيون “هو أمر موقت”. وبعد الإعلان عن فوزه في انتخابات متنازع عليها، أطاح العسكريون الأربعاء الرئيس علي بونجو أونديمبا الذي حكم الغابون 14 عاماً تلت تولي والده عُمر الرئاسة لأكثر من 4 عقود.
وشهدت خمسة بلدان إفريقية أخرى هي مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو والنيجر انقلابات عسكرية في السنوات الثلاث الماضية، فيما قاوم قادتها الجدد المطالب بوضع جدول زمني قصير الأمد للعودة إلى ثكناتهم.