قال جنود مشاركون ومسؤولون في مستشفى إن هجوما شنه مسلحو حركة الشباب في مطلع الأسبوع على قوات الجيش الصومالي التي تشن هجوما ضدهم أدى إلى إصابة عشرات الجنود ومقتل عدد غير معروف.
واستهدفت الغارة قوات في بلدة كاوسوين التي تم الاستيلاء عليها من المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة قبل أيام في إطار أكبر هجوم ضد حركة الشباب منذ سنوات.
وبدأت الحملة العسكرية في وسط البلاد العام الماضي وتكثفت في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى السيطرة على معقل المسلحين في البور يوم الجمعة. لكن الهجوم الذي وقع في كاوسوين في اليوم التالي سلط الضوء على ضعف الجيش أمام الهجمات المضادة في المناطق التي تتحصن فيها حركة الشباب منذ فترة طويلة.
ولم تعلن الحكومة الصومالية إلا عن إحباط الهجوم. ولم يستجب المتحدثون العسكريون ووزير الداخلية لطلبات التعليق وفق ما ذكرت رويترز.
وفي التفاصيل، قال جنديان في كاوزوين إنهما أصيبا في المعركة التي تلت ذلك، وقالت مصادر في مستشفى عسكري إن الجيش والمسلحين تكبدوا خسائر كبيرة.
وقال أحد الجنود، الذي ذكر أن اسمه عيسى، إن 17 جنديا آخرين على الأقل قتلوا. وقال جندي آخر يدعى ضاهر إنه متأكد من أن “العديد” من الجنود والمسلحين قتلوا في المعركة لكنه لم يتمكن من تحديد عددهم.
وقال ضاهر: “في حوالي الساعة السادسة صباحاً، انفجرت سيارة مفخخة، وتلا ذلك معركة شرسة”. وأضاف “عندما حصلنا على تعزيزات اشتد القتال وهزمنا الإرهابيين بشدة”.
وقالت أربعة مصادر في مستشفى عسكري إن ما لا يقل عن 50 جنديا مصابا نقلوا إلى هناك لتلقي العلاج. وطلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وقال الرئيس الصومالي السابق شريف شيخ أحمد، إن على البرلمان “إجراء تحقيق جدي في المعركة التي فقدنا فيها العديد من الجنود، وتحميل القادة المسؤولية”. وقال النائب السابق لرئيس بلدية مقديشو علي ياري علي إن نحو 130 جنديا قتلوا نقلا عن ضباط عسكريين لم يذكر أسماءهم في مكان الحادث.
في غضون ذلك، وافق أعضاء المجلس الاستشاري الوطني الصومالي على مواصلة الهجوم العسكري الكبير ضد جماعة الشباب المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة والذي بدأ في أغسطس من العام الماضي.
واجتمع المجلس، الذي يضم زعماء الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية، في مدينة دوسامارب بوسط البلاد لمناقشة الحرب ضد الجماعة. وفي بيان نُشر على موقع X (تويتر سابقًا)، قالت الرئاسة إن القادة اتفقوا على تنسيق الهجوم و”مواءمته مع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب” لإنهاء تمرد الجماعة المستمر منذ فترة طويلة. وقال القادة إنهم سيشكلون “هيكل قيادة مشترك” لإدارة العمليات العسكرية ضد حركة الشباب.
وجاء الاجتماع بعد ساعات من سيطرة الجيش على معقل رئيسي لحركة الشباب في منطقة جالجودود بوسط البلاد، فيما وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه ضربة كبيرة للجماعة. وتعهد الرئيس حسن شيخ محمود بهزيمة التنظيم قبل نهاية عام 2023.