أشارت جنوب إفريقيا والولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة بشكل منفصل إلى مخاوف المراقبين بشأن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي في زيمبابوي ودعوا إلى السلام بعد أن وصفت المعارضة الانتخابات بأنها مزورة.
وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إن بلاده “أخذت علما بالتصريحات الأولية الصادرة عن الاتحاد الإفريقي ومجموعة التنمية في جنوب إفريقيا (سادك) وبعثات المراقبة”، وحث جميع الأطراف في زيمبابوي على العمل معا.
وقالت لوازي سوميا، وهي باحثة بارزة في مكتب الاتصال للجنوب الإفريقي، وهو مركز أبحاث، إن جنوب إفريقيا ستحاول على الأرجح التعامل مع تداعيات الانتخابات في شكل متعدد الأطراف مثل الكتلة الإقليمية لسادك. وأضافت أن بيان رامافوزا أظهر أن حكومته مستعدة للمساعدة في حل الأزمة بين حكومة زيمبابوي والمعارضة.
ومن ناحيته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن بلاده لاحظت “التحيز المنهجي” ضد المعارضة في زيمبابوي في فترة ما قبل الانتخابات وأدانت بشدة “تخويف وتعطيل مراقبي الانتخابات القانونيين طوال الفترة الانتخابية”. وقال المتحدث ماثيو ميللر إن الولايات المتحدة تتواصل مع القادة الإقليميين لتبادل مخاوفها.
هذا وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء اعتقال مراقبي الانتخابات في زيمبابوي وسط “تقارير عن تخويف الناخبين والتهديد بالعنف والمضايقة والإكراه”. ودعا الزعماء السياسيين ومؤيديهم إلى رفض كافة أشكال العنف واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.
وجاء في بيان للمتحدث باسمه أن “الأمين العام يدعو الأطراف السياسية إلى تسوية أي نزاعات سلميا من خلال القنوات القانونية والمؤسسية القائمة، ويحث السلطات المختصة على حل أي نزاعات بطريقة عادلة وسريعة وشفافة”. وفي الأسبوع الماضي، ألقي القبض على أكثر من 40 من مراقبي الانتخابات أثناء محاولتهم تجميع أصواتهم لمقارنتها بالحصيلة الرسمية.
وأشارت بعثة سادك إلى تأخير التصويت وحظر مسيرات المعارضة والتغطية الإعلامية الحكومية المتحيزة باعتبارها مخاوف، في حين قال رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي إن الانتخابات جرت في “مناخ من الخوف”.
وقال محللون قبل التصويت إن التصويت الانتخابي انحرف بشدة لصالح الرئيس الحالي إيمرسون منانجاجوا وحزب زانو-الجبهة الوطنية الحاكم، الذي يتولى السلطة منذ أكثر من أربعة عقود. وينفي حزب “زانو-الجبهة الوطنية” حصوله على أفضلية غير عادلة، وشجع منانجاجوا أولئك الذين لديهم شكاوى بشأن النتائج على اللجوء إلى المحكمة.
وفق النتائج لرسمية أعلنتها هيئة الانتخابات في زيمبابوي، السبت، حصل منانجاجوا على 52.6 في المائة من الأصوات، مقابل 44 في المائة لشاميسا, وفاز حزب منانجاجوا أيضاً بالغالبية في البرلمان، حاصداً 136 مقعداً من أصل 210 مقاعد يختار الناخبون المرشحين لها بشكل مباشر، في حين فازت المعارضة بـ73 مقعداً. ويبقى 60 مقعداً يتم اختيار شاغليها وفق نظام نسبي، لكن المحللين شككوا على نطاق واسع في مصداقية النتيجة. وأشار المنافس الرئيسي لمنانجاجوا، نيلسون شاميسا من حزب تحالف المواطنين من أجل التغيير المعارض، إلى أنه يعتمد على المجتمع الدولي لممارسة الضغط بشأن الطريقة التي أجريت بها الانتخابات.