تعهدت روسيا في الأمم المتحدة بمواصلة تقديم “المساعدة الشاملة” لمالي حيث يساعد نحو ألف مقاتل من جماعة فاغنر الروسية للمرتزقة المجلس العسكري في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا على محاربة تمرد مسلح.
وقال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي إن التعاون الثنائي بين روسيا ومالي و”الخيار السيادي” للمجلس العسكري للشركاء الأمنيين الدوليين “يبقي شركائنا الغربيين السابقين مستيقظين”.
وقال لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “روسيا من جانبها ستواصل تقديم مساعدة شاملة لمالي وغيرها من الشركاء الأفارقة المهتمين على أساس ثنائي ومتساو وعلى أساس الاحترام المتبادل”.
وفي الشأن ذاته، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، لمجلس الأمن: “كما كان يخشى الكثير منا، فإن قرار الحكومة الانتقالية بإغلاق بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) قد أثار بالفعل تجدد العنف على الأرض”. وأضافت: “بالإضافة إلى ذلك، فإن انسحاب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي يحد من قدرة المجتمع الدولي على حماية المدنيين من هجمات فاغنر التي تساهم أنشطتها في مزيد من انعدام الأمن في البلاد”.
وصوت المجلس المؤلف من 15 عضوا في يونيو لصالح إنهاء مهمة حفظ السلام المستمرة منذ عشر سنوات في مالي بعد أن طلب المجلس العسكري فجأة من القوة المكونة من 13 ألف جندي (مينوسما) المغادرة، وهي خطوة قالت الولايات المتحدة إن مجموعة فاغنر خططت لها. وأبلغ مراقبو عقوبات الأمم المتحدة مجلس الأمن هذا الشهر أنه “في أقل من عام، ضاعف تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى تقريبا مناطق سيطرته في مالي”.
على صعيد آخر، قال رئيس بلدية مدينة تمبكتو القديمة وسكان إن الحصار الذي يفرضه مسلحون منذ أسبوعين أدى إلى نقص الغذاء والمساعدات في مدينة تمبكتو القديمة مع تدهور الأمن في معظم أنحاء شمال وشرق مالي.
وتمبكتو، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو والمركز الأسطوري للتعليم الإسلامي على حافة الصحراء الكبرى، محاطة بالعنف. وقال سكان إن جماعة محلية تابعة لتنظيم القاعدة تعرف باسم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أغلقت الطرق المؤدية إلى تمبكتو منذ 13 أغسطس تقريبا، مما أدى إلى قطع المواد الغذائية الأساسية وأوقف المساعدات الإنسانية عن المدينة النائية التي يسكنها نحو 35 ألف شخص وتضرر اقتصادها بالفعل بسبب سنوات الحرب.
ومن ناحيته، قال رئيس بلدية تمبكتو أبو بكرين سيسي “نشهد نقصا في المواد الغذائية وارتفاعا عاما في الأسعار”. وقال لرويترز عبر الهاتف “الشاحنات القادمة من موريتانيا والجزائر لم تعد تأتي.” وقال سيسي إنه شكل لجنة مكونة من نحو 30 من الزعماء الدينيين والعرقيين لمطالبة المسلحين برفع الحظر، وأعرب عن أمله في عودة الأمور إلى طبيعتها.
وقالت وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن بعض عمال الإغاثة لم يتمكنوا من الوصول إلى المدينة عن طريق النهر، وإن هناك خطر نفاد الأدوية من المراكز الصحية. وقالت الذراع الإنسانية للمفوضية الأوروبية إن بعض منظمات الإغاثة علقت أنشطتها.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إن مقاتليها فرضوا حصارًا لمدة أسبوعين على قرية في منطقة موبتي في مالي للضغط على السكان الذين كانوا يساعدون الجيش.