استبعد رئيس حكومة النيجر المعين من الانقلابيين علي محمد الأمين زين أي تعاون لقادة الانقلاب في بلاده مع روسيا، أو مع مرتزقة منظمة فاغنر المدعومين من الكرملين، فيما أثنى على موقف البيت الأبيض من الأزمة في النيجر، ووصفه بأنه “معقول إلى حد كبير”.
وقال الأمين زين في تصريحات نقلتها صحيفة “نيويورك تايمز” إن الموقف الأمريكي الذي وصفه بـ”المعقول إلى حد كبير”، يتمثل في محاولة حل الأزمة من خلال الدبلوماسية بدلا عن القوة.
كما استبعد رئيس حكومة النيجر إلحاق أي أذى بالرئيس المطاح محمد بازوم من طرف الانقلابيين “لأن تقليد العنف ليس موجودا لدينا”.
وعن مصير القوات الأمريكية البالغ عددها 1100 جندي، وكذا القوات الفرنسية التي يبلغ تعدادها 1500 جندي، والموجودة على أراضي النيجر، قال علي محمد الأمين زين إنه “ستأتي اللحظة لمراجعة” مثل هذه الشراكات العسكرية.
وعين الأمين زين وهو اقتصادي، وسبق له أن عمل وزيرا للمالية في حكومات نيجرية سابقة، رئيسا للحكومة في النيجر من طرف الانقلابيين يوم 07 أغسطس الجاري، وذلك بعد نحو أسبوعين من إطاحتهم بالرئيس محمد بازوم، واحتجازه داخل مقر إقامته في القصر الرئاسي.
وفي شأن متصل، وصلت كاثلين فيتزغيبون، السفيرة الأمريكية الجديدة إلى نيامي عاصمة النيجر، بحسب ما أكدت الخارجية الأمريكية في بيان لها.
ولن تقدم فيتزغيبون أوراق اعتمادها رسميا إلى السلطات الجديدة في البلاد، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
وأوضح البيان أن وصولها “لا يعكس تغييرا في سياسة” الولايات المتحدة، ولكنه “يستجيب للحاجة إلى موظفين لديهم خبرة في هذه الأوقات المعقدة” في البلاد.
وستشمل مهمتها “الدعوة إلى حل دبلوماسي يحافظ على النظام الدستوري في النيجر، وإلى الإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم وعائلته وجميع المعتقلين بشكل غير قانوني”، بحسب المصدر نفسه.
واستقرت فيتزغيبون التي تتمتع بخبرة واسعة في شؤون غرب إفريقيا، في نيامي رغم مغادرة الموظفين غير الأساسيين للسفارة في بداية أغسطس، بسبب الأزمة الناجمة عن الانقلاب.
وقامت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فيكتوريا نولاند بزيارة مفاجئة إلى نيامي في مطلع أغسطس، لكنها لم تتمكن من مقابلة رجل النيجر القوي الجديد الجنرال عبد الرحمن تشياني أو الرئيس المخلوع.
وتنشر كل من الولايات المتحدة وفرنسا جنودا في النيجر يشاركون في “مكافحة الإرهاب” في المنطقة.
في غضون ذلك، تظاهر آلاف النيجريين، في وسط العاصمة نيامي دعما للمجلس العسكري الذي تولى السلطة في انقلاب في 26 يوليو، وأعلن السبت عن فترة انتقالية لن تتجاوز مدتها 3 سنوات، في حين لا يزال تهديد دول غرب إفريقيا بالتدخل عسكريا قائما.
وكما في كل المظاهرات المؤيدة للنظام الجديد، تم ترداد ورفع العديد من الشعارات واللافتات المعادية لكل من فرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).
وكتب على لافتات “لا للعقوبات” و”تسقط فرنسا” و”أوقفوا التدخل العسكري”، فيما أدى موسيقيون أغنيات تشيد بالانقلابيين.
وتأتي المظاهرة غداة خطاب متلفز ألقاه قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني وأعلن فيه عن فترة انتقالية لن تتجاوز “3 سنوات” وإطلاق حوار وطني.