اتهم مسؤول إثيوبي كبير ميليشيا (فانو) في إقليم أمهرة بمحاولة الإطاحة بالحكومتين المحلية والاتحادية، بعد أيام من القتال الذي دفع السلطات لإعلان حالة الطوارئ.
وأقر، تمسكن طرونه، المدير العام لجهاز المخابرات الوطني الإثيوبي، والذي عين للإشراف على تطبيق حالة الطوارئ، بأن مقاتلي الميليشيا تمكنوا من الاستيلاء على بعض البلدات والمناطق.
وقال في تصريحات لهيئة البث الإثيوبية (فانا) التابعة للدولة، في وقت متأخر الأحد: “قوة السطو هذه تعمل بنية الإطاحة بالحكومة المحلية بالقوة ثم التقدم إلى النظام الاتحادي”.
ويمنح إعلان حالة الطوارئ الأجهزة الأمنية سلطة فرض حظر التجول، وفرض قيود على الحركة، وحظر حمل الأسلحة والأدوات الحادة، ومنع التجمعات العامة، وتنفيذ اعتقالات وحملات تفتيش دون أوامر قضائية.
وقال المتحدث باسم الحكومة، ليجيسي تولو، إن السلطات بدأت بالفعل في اعتقال من يشعلون الاضطرابات. واستمرت الاشتباكات بين الميليشيا والجيش الإثيوبي في مطلع الأسبوع.
وقال سكان في جوندر، ثاني أكبر مدن إقليم أمهرة، إن نيران الأسلحة الثقيلة التي بدأت الأحد استمرت حتى صباح اليوم الاثنين.
وسرعان ما تحول القتال إلى أخطر أزمة أمنية في إثيوبيا منذ الحرب الأهلية التي استمرت عامين في إقليم تيغراي المجاور، وانتهت في نوفمبر.
وتتألف ميليشيا فانو من عناصر غير متفرغة من المتطوعين من السكان المحليين وكانت حليفة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية خلال حرب تيجراي.
لكن العلاقة توترت فيما بعد بسبب جهود السلطات الاتحادية في الآونة الأخيرة، لكسر شوكة الجماعات شبه العسكرية في البلاد. ويقول بعض النشطاء إن هذا الأمر جعل إقليم أمهرة عرضة لهجمات المناطق المجاورة.
واندلعت احتجاجات عنيفة في أنحاء الإقليم في أبريل بعدما أمر رئيس الوزراء آبي أحمد بدمج قوات الأمن في 11 منطقة بالبلاد في صفوف الشرطة أو الجيش الوطني.
واتهم المتظاهرون الحكومة بمحاولة تقويض أمن إقليم أمهرة، ونفت الحكومة الاتحادية ذلك وقالت إن الهدف هو ضمان الوحدة الوطنية.
في غضون ذلك، أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن “أعمال العنف المستمرة” في أمهرة تعوق إيصال المساعدة الإنسانية إلى هذه المنطقة في شمال إثيوبيا، داعياً إلى إرساء السلام فيها.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية المتحدر من إثيوبيا إن منظمته “قلقة لأعمال العنف المستمرة”. ولفت عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) إلى “صعوبة إيصال المساعدة الإنسانية بسبب قطع الطرق”، مؤكداً أن “الاتصالات صعبة بسبب تعليق الإنترنت”. وأضاف “ندعو إلى تسهيل (إيصال المساعدات) في شكل دائم وإلى حماية النظام الصحي في أمهرة، بحيث تتمكن منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من مواصلة العمل هناك. وندعو خصوصاً إلى السلام”.