أكدت القائمة بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في النيجر، نيكول كواسي، في أعقاب الانقلاب العسكري المنفذ في البلاد، أن المساعدات الإنسانية وبرامج التنمية والسلام مستمرة.
وكانت المسؤولة الأممية تتحدث من العاصمة النيجرية نيامي، بعد ساعات قليلة على إعلان الجنرال عبدالرحمن تياني، الذي احتجزت قوات الرئيس المنتخب بصورة ديمقراطية، عن توليه مقاليد الحكم في البلاد.
وجددت كواسي، باسم وكالات الأمم المتحدة العاملة في الميدان، إدانة الأمين العام الأممي، أنطونوي غوتيريش، للانقلاب العسكري ضد الرئيس بازوم، الذي يُعتقد أنه ما يزال رهن الاحتجاز داخل منزله.
وأعربت المنسقة الإنسانية عن قلقها حيال “الوضع الصعب” السائد حاليا في النيجر، حيث كان 4.3 مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، يعتمدون على المساعدات، قبل استيلاء العسكريين على السلطة.
وكشفت أن حوالي 3.3 مليون شخص يواجهون انعداما للأمن الغذائي، بينما استجيب بنسبة 30 في المائة فقط للنداء المتعلق بتعبئة مبلغ 534 مليون دولار أمريكي.
ولم تتوقف الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية عن تقديم المساعدات في خضم هذه الأزمة. لكن الرحلات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة قد تقرر تعليقها مؤقتا بسبب غلق المجال الجوي على غرار الحدود البرية.
وأضافت كواسي أن “جميع الشركاء الإنسانيين يظلون ملتزمين بدعم سكان النيجر الضعفاء المتضررين من تظافر مشاكل المناخ والصدمات الاقتصادية والأمنية، في سياق يتسم باحتياجات إنسانية وتنموية مرتفعة جدا”.
وأكدت كواسي، في ردها عن أسئلة الصحافيين، أن وكالات الأمم المتحدة ليست على تواصل مع الجيش، لافتة إلى عدم تمتعتها بأي تفويض سياسي.
كما أشارت إلى عدم ملاحظة أي مؤشرات سابقة للانقلاب، أو مشاهدة عناصر من شركة “فاغنر” العسكرية الخاصة الروسية في النيجر.
وقالت المسؤولة الأممية “لم نلاحظ أي مؤشرات مبكرة”، مضيفة “استيقظنا في الصباح لنجد هذا الوضع أمامنا. وحتى الآن، لا مؤشر على وجود فاغنر من منظور الأمم المتحدة”.
من جانبه، أكد المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في النيجر، جان نويل جونتي، أن “الاستجابة الإنسانية مستمرة على الأرض، ولم تتوقف مطلقا”.
ويقوم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتقديم مساعدات نقدية وغذائية وتقييم الوضع باستمرار لضمان إمكانية وصول موظفيه وشركائه بأمان إلى من يحتاجون إلى مساعدة.
وقال “فقط إذا تحوّل الأمن إلى مشكلة، سنعلّق مؤقتا بعض العمليات في مناطق معينة. لكن الحال ليس كذلك في الوقت الراهن”.
ومن شأن الأزمة أن تؤثر على الاستجابة الإنسانية على نطاق أوسع في الإقليم الذي ما يزال يواجه انعكاسات الصراع والجفاف وانعدام الأمن وتحديات أخرى.
وأشار جونتي إلى أن برنامج الأغذية العالمي أنشأ مؤخرا مركزا لوجستيا في نيامي ليكون بمثابة نقطة عبور إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها في بوركينا فاسو ومالي ولا يمكن بلوغها إلا عن طريق النيجر.
وتابع أن الوكالة الأممية تقوم أيضا بتسهيل إيصال المساعدات من النيجر إلى تشاد، التي تستضيف حاليا مئات آلاف الفارين من الصراع في السودان، مضيفا أن “غلق الحدود سيوقف بالتالي مؤقتا هذا الدعم اللوجستي الحيوي عبر الحدود”. وينظر برنامج الغذاء العالمي، نتيجة لذلك، في إمكانية اللجوء إلى طرق بديلة.
من جهة أخرى، صرح نائب ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في النيجر، إيمانويل جينياك، أن المفوضية لم تلاحظ “أي تحركات غير اعتيادية” مرتبطة بالانقلاب العسكري.
وتراقب الوكالة الأممية التحركات النظامية للنازحين بالنيجر وتدفق اللاجئين من بوركينا فاسو ومالي وشمال شرق نيجيريا.
اخبار الامم المتحدة