أطيح برئيس النيجر محمد بازوم من السلطة، وفقا لمجموعة من الجنود الذين ظهروا في التلفزيون الوطني للدولة الواقعة في غرب إفريقيا في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، بعد ساعات من احتجاز الرئيس في القصر الرئاسي.
وقال العقيد أمادو عبد الرحمن، الذي كان جالسًا إلى جانب تسعة ضباط آخرين، في قراءة من بيان، إن قوات الدفاع والأمن قررت: “وضع حد للنظام الذي تعرفه بسبب تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة”.
وأضاف إن حدود النيجر مغلقة، وأعلن حظر تجول على مستوى البلاد، كما تم تعليق جميع مؤسسات الجمهورية، وأعلن ، عن تشكيل “المجلس الوطني لحماية الوطن”، مؤكدا التمسك “من جديد باحترام جميع الالتزامات التي تعهدت بها النيجر”. وحذر الجنود من أي تدخل أجنبي، مؤكدين أنهم سيحترمون رفاهية بزوم.
وتولى الحرس الرئاسي برئاسة الجنرال عمر تشياني محاصرة القصر الرئاسي في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، مما دفع زعماء المنطقة إلى تنظيم مهمة وساطة سريعة لمحاولة منع انقلاب.
وكان انتخاب بازوم أول انتقال ديمقراطي للسلطة في دولة شهدت أربعة انقلابات عسكرية منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960.
وكانت هناك محاولة انقلاب فاشلة في النيجر في مارس 2021 ، عندما حاولت وحدة عسكرية الاستيلاء على القصر الرئاسي قبل أيام من أداء بازوم المنتخب مؤخرًا اليمين.
وتعليقا على الأحداث، قال أولف ليسينج، رئيس برنامج الساحل في كونراد الألمانية: “بازوم كان الأمل الوحيد للغرب في منطقة الساحل. أنفقت فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الكثير من مواردهم في المنطقة لدعم النيجر وقواتها الأمنية”. وقال إن الانقلاب سيخلق فرصة لروسيا والجهات الفاعلة الأخرى لبسط نفوذها في النيجر.
وقد يؤدي استيلاء الجيش على السلطة، الذي يمثل الانقلاب السابع في منطقة غرب ووسط إفريقيا منذ عام 2020، إلى زيادة تعقيد الجهود الغربية لمساعدة دول منطقة الساحل في محاربة تمرد انتشر خلال العقد الماضي.
وأصبحت النيجر، وهي مستعمرة فرنسية سابقة، حليفًا محوريًا للقوى الغربية التي تسعى للمساعدة في محاربة التمرد. والنيجر هي أيضًا حليف رئيسي للاتحاد الأوروبي في محاربة الهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء.
وأدت الإحباطات بشأن إخفاق الدولة في منع الهجمات العنيفة على البلدات والقرى جزئيًا إلى حدوث انقلابين في مالي واثنان في بوركينا فاسو منذ عام 2020، كما انتزع المجلس العسكري السلطة في غينيا في عام 2021، مما ساهم في عدم الاستقرار في منطقة بدأت تفقد سمعتها باعتبارها “حزام انقلاب”.