أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف، أن كل الدول الإفريقية تعرضت لضغوط غير مسبوقة من الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى لإعاقة القمة الروسية – الإفريقية في بطرسبورج.
وقال بيسكوف للصحفيين: “إن جميع الدول الإفريقية تقريبًا تعرضت لضغوط غير مسبوقة من الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى وهو أمر مدان، فالسفارات الفرنسية لا تزال تحاول منع هذه الدول من حضور القمة، والبعثات الغربية الأخرى تساهم بنصيبها في هذا الجهد لإعاقة هذه القمة، وخفض تمثيل الدول الإفريقية فيها .
من جانبه، وصف السفير بوزارة الخارجية الروسية أوليج أوزيروف، الاتهامات الموجهة لبلاده بمعاداة فرنسا في إفريقيا بأنها “مضحكة”، مشيرا إلى أن ضعف باريس في إفريقيا ناجم عن سياستها الاستعمارية وفقدانها نفوذها السياسي والاقتصادي.
وقال أوزيروف إن “الغرب يحاول قلب كل شيء بحيث يظهر أن روسيا تنتهج سياسة معادية للفرنسيين، وهذا غير واقعي ومضحك”.
وتابع: “أن الغرب يزعم أن روسيا ساهمت في إضعاف موقف فرنسا في إفريقيا، فيما فرنسا هي التي فقدت مواقعها في إفريقيا بسبب سياستها القائمة على الأساليب والمبادئ الاستعمارية، التي لا تلبي مصالح الدول الإفريقية”، لافتا إلى أن فرنسا لم تستطع التعامل مع المشاكل الأمنية ومحاربة الإرهاب في هذه القارة وهذا هو السبب الرئيسي لضعف موقفها هناك.
وأكد أن الدول الإفريقية ترفض السياسة الفرنسية ليس بسبب روسيا، ولكن لأن فرنسا فقدت سلطتها ونفوذها السياسي والاقتصادي في هذه الدول، مضيفا “أن الدول الإفريقية تبحث عن شركاء أكثر موثوقية ليس فقط من الناحية السياسية ، ولكن أيضا من الناحية العسكرية للمساعدة في حل المشاكل الأمنية ومحاربة الإرهاب في إفريقيا”، منوها بأن الدول الغربية بحاجة إلى إزالة الغمامة عن أعينها ورؤية تشكل نظام جديد للعلاقات الدولية.
ويستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبارا من الخميس عددا من قادة الدول الإفريقية في مدينة سان بطرسبرج، حيث تسعى بلاده إلى تقوية علاقاتها بدول القارة السمراء ودعمها اقتصاديا، ومساندتها لتجاوز أزماتها في ظل حالة التجاذب والاستقطاب التي يشهدها العالم.
وتراهن الحكومة الروسية، على مشاركة معظم الدول الإفريقية في قمته الثانية، رغم تهديدات الدول الغربية لهذه الدول لوقف التعاون مع روسيا، إلا أن موسكو دعت جميع الدول الأفريقية للمشاركة.
يذكر أن جدول القمة الروسية الأفريقية الثانية، يتألف من أربع مجموعات كبيرة: “اقتصاد العالم الجديد”، “الأمن المتكامل والتنمية السيادية”، “التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا”، “المجال الإنساني والاجتماعي: معا من أجل نوعية حياة جديدة”، بجانب الأمن الدولي واستقرار سوق الأسمدة وقضايا الأمن الغذائي وكذلك مناقشة الجهود المشتركة لمكافحة الأوبئة وحالات الطوارئ والتي ستكون الموضوعات الرئيسية في كتلة الأمن المتكامل والتنمية السيادية، فضلا عن آفاق التعاون في مجالات الطاقة والتجارة والاقتصاد وإنشاء وتطوير طرق لوجستية جديدة ستعتبر جزءا من مسار الاقتصاد العالمي الجديد. وهو ما يمثل نقلة عالمية جديدة.
وكانت مدينة سوتشي، الروسية قد شهدت العام 2019 قمة “روسيا – إفريقيا”، والمنتدى “الروسي الإفريقي”، في حدث عُدّ الأول في تاريخ العلاقات الروسية الإفريقية، بمشاركة واسعة من رؤساء الدول الإفريقية وقادة الجمعيات والمنظمات الإقليمية الكبرى، ما أزعج واشنطن وخلط أوراق اللعبة في المنطقة.