قال وزير الزراعة الكوري الجنوبي تشونج هوانج كيون إن بلاده من المقرر أن توقع الأسبوع المقبل اتفاقا مع ثماني دول إفريقية للمساعدة في تعزيز إنتاج الأرز وتقليص اعتمادها على الواردات وسط مخاوف بشأن الأمن الغذائي في القارة.
وقال الوزير خلال عدة زيارات لإفريقيا بدأت أواخر العام الماضي، أبلغه المسؤولون أنهم في أمس الحاجة إلى المساعدة. وأضاف “كان ذلك عندما كان الأمن الغذائي قضية عالمية. تضاعفت أسعار الأرز تقريبا بسبب اضطرابات سلسلة التوريد”، مشيرا إلى أن الواردات الغذائية قلصت احتياطيات النقد الأجنبي في تلك البلاد.
وقال تشونغ: “كان الرئيس يون سوك يول واضحًا للغاية بشأن هذا الأمر ، وعلينا أن نتقدم للمساعدة لأننا كنا من نحصل على المساعدة خلال الأوقات الصعبة”.
وتوضيحا قال تشونغ أنه في إطار “مشروع K-Ricebelt” ، ستقوم كوريا الجنوبية ببناء منشآت في غانا وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال والكاميرون وأوغندا وكينيا لإنتاج بذور الأرز التي تناسب الظروف المحلية بشكل أفضل وتكون عوائدها أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات”.
وقال مسؤول بوزارة الزراعة إن كوريا الجنوبية تخطط لإنفاق أكثر من 100 مليار وون (77 مليون دولار) على مشروع الغذاء على مدى السنوات الأربع المقبلة، بهدف توزيع 10000 طن من بذور الأرز كل عام اعتبارًا من عام 2027.
وتمكنت كوريا الجنوبية من إنتاج ما يكفي من الأرز لتلبية أكثر من 90٪ من الطلب المحلي، على الرغم من أنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على بعض الواردات الغذائية الأخرى.
ويعتبر الأرز سلعة أساسية في غرب إفريقيا، لكن الإنتاج المحلي لا يلبي سوى حوالي 60 ٪ من الطلب، وفقًا للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS) وهذا يعني أن المنطقة معرضة بشدة لتقلبات الأسعار العالمية واضطرابات التجارة. ومن المقرر أن يزور وزراء الزراعة من الدول الإفريقية الثمانية المشاركة سيئول للتوقيع على اتفاقيات بشأن المشروع يوم الاثنين المقبل.
ورحب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بهذه الخطوة, وقالت ماريان سونهي يون، مديرة مكتب برنامج الأغذية العالمي في كوريا، إن “مشروع K-Rice سيجلب أصنافًا مميزة من الأرز ويأمل صغار المزارعين في إفريقيا الذين يعانون من أزمة المناخ”.
وتأتي هذه الخطوة أيضًا في الوقت الذي تعهد فيه الرئيس يون سوك يول بتجديد السياسة الخارجية لكوريا الجنوبية وجعلها “دولة محورية عالمية” تلعب دورًا أكثر نشاطًا في جميع أنحاء العالم.