غامبيا
غامبيا دولة سمراء، اشتقت اسمها من نهر غامبيا الشهير، الذي يخترقها من الغرب إلى الشرق على امتداد 300 ميل. وردت غامبيا في كتابات بطليموس، عالم الفلك والجغرافي المصري. كما عرفها أوائل الجغرافيين العرب. كانت غامبيا تدور في فلك إمبراطورية مالي، أثناء الاكتشافات والفتوحات الجغرافية، على يد هنري الملاح، ومنها انطلقت، عام 1481، البعثة البرتغالية إلى بلاط إمبراطور مالي، موسى الثالث. وكانت أول اتصالات جرت بين السكان المحليين والبريطانيين، في أواسط القرن السادس عشر الميلادي، حينما أقدم التجار الأوروبيون (البرتغاليون والإنجليز، والدانمركيون، والهولنديون والفرنسيون، وأغلبهم مارس تجارة العبيد) على إقامة محطات تجارية لهم، على الشواطئ الإفريقية. اشتدت حمى المنافسة، بين الفرنسيين والإنجليز في المنطقة، حينما أنشأت فرنسا، في عهد لويس الرابع عشر، "شركة السنغال". وكانت النتيجة بعد عدة عقود، لمصلحة الإنجليز، الذين ثبتوا أقدامهم في السنغال، بإنشائهم "السنجامبيا". ولكن الفرنسيين تمكنوا من إعادة السيطرة على السنغال أثناء حرب الاستقلال الأمريكية، عام 1779؛ ولم يتبق لبريطانيا، بموجب معاهدة فرساي (1783) إلا غامبيا. ولم تصبح هذه الأخيرة مستعمرة تابعة للتاج البريطاني، إلا عام 1821. حاولت فرنسا، بعد ذلك، وفي مناسبات عديدة، أن تضم غامبيا إلى السنغال، باعتبارها جيباً داخل السنغال، عارضة على إنجلترا استبدالها بأقاليم فرنسية أخرى في ساحل العاج، أو الجابون، أو الهند. ولكنها لم تنجح في ذلك. وفي عام 1889، توصل الطرفان الاستعماريان إلى التوقيع على اتفاق، في شأن تعيين الحدود بين السنغال و غامبيا. وكانت غامبيا آخر المستعمرات البريطانية في إفريقيا، التي تنال استقلالها، بعد شاطئ الذهب (غانا)، ونيجيريا، وسيراليون؛ إذ حصلت على استقلالها، عام 1965. شكلت غامبيا اتحاد سنجامبيا، الذي لم يدم طويلاً، مع السنغال، خلال الفترة من 1982 إلى 1987. وفي 1991، وقعت الدولتان على معاهدة للصداقة والتعاون. وفي 1994، أطاح انقلاب عسكري، بقيادة يحيى جامع Yahya A. J. J. JAMMEH، برئيس الجمهورية، وحظر النشاط السياسي، حتى صدر دستور جديد، وأُجريت انتخابات رئاسية جديدة، عام 1996، ثم جرت انتخابات برلمانية عام 1997، تمت بها العودة، شكلياً، إلى الحكم المدني. وقد فاز الرئيس جامع في جميع الانتخابات، التي جرت في البلاد عقب ذلك، حتى عام 2011. بعد 22 عامًا من الحكم الاستبدادي المتزايد ، هُزم الرئيس JAMMEH في انتخابات حرة ونزيهة في ديسمبر 2016. بسبب سجل غامبيا السيء في مجال حقوق الإنسان تحت JAMMEH . وشركاء التنمية الدوليين قد نأىوا بأنفسهم ، وقلصت إلى حد كبير المساعدات إلى البلاد يتم الآن إعادة فتح هذه القنوات تحت إدارة الرئيس أداما بارو ، الذي تولى منصبه في يناير 2017.